ويلتقي وجهه بوجهي مرّات عديدة في اليوم ، طبيبٌ أعرفه مبتسماً دائماً حتى لتخاله بلا هموم ، ويزداد عرض ابتسامته اللبقة عندما يراني وكأنه يلقي عليّ سلاماً فأبتسم له كنوعٍ من ردّ التحيّة .
أعرف اسمه فالأطباء معروفون بسهولة وينادونهم بأسمائهم ممهورة بلقب الدكتور ، أما نحن الممرّضات فيبقى اسمنا ممرّضة فقط مهما عملنا من أمجاد ، مع أني موصومة بلوحة اسميّة مثبّتة على مريلتي البيضاء ، لكن سرعة المصادفة قد لا تسمح له بقراءة الإسم الصغير .
حتى التقينا مرّةً في المصعد الكهربائي المكتظّ بالصاعدين ، كان ينظر إلى الأرض كنوع من عدم الاكتراث وما زال محافظاً على ابتسامته ، ويتوقّف المصعد ويخرج منه من يخرج ويدخل إليه من يدخل ، ويتبدّل الركاب المستعجلون إلا هو وأنا حيث تسمّرنا واستمرأنا الرفقة المؤقّتة في المصعد ، صعودا ًونزولاً عدة مرّات كوتر الربابة يصعد ويهبط ليعزف لحناً ما يتفاعل بيننا .. حزيناً وبلا إيقاع .
قلت مبتسمةً وكأنني أبرّر بقائيَ المغناطيسيّ حذاءه:
-يجب أن أنزل في قسم الجراحة ونسيت نفسي
قال :
-وأنا سأنزل في قسم الجراحة
واقتربنا سويّة من الباب عندما كان المصعد يتهادى قبيل الطابق الثالث .. رأيته يتفحّص لوحتي الإسمية من خلف نظارته فعرفت أنّ اسمي صار معروفاً .
خرجتُ قبله مسرعة وكأني على عجلة من أمري ، وتركني أسبقه .
كنت سعيدةً ساعتها وكأنّي أوقعته في شبكتي ، وسعيدة حتى ولو اعتبرت نفسي سمكة علقت بخيط صنارته لكنه ترك لي الخيط طويلاً لأسبح وأمرح قليلاً قبل أن يجذبني إلى سلّته ..كمسألة وقت .
وانشغلتُ في غرفة التمريض حيث المهام الكثيرة تتوازعها كبيرة الممرّضات عليّ وعلى زميلاتي ، وغرقت في تنفيذ الأوامر الكثيرة .
وقلت في نفسي ..أما من استشارةٍ لمريض أستدعيه لينفّذها ؟
أما من طريقة ألتقيه فيها فيُفصح لي عما يُخفيه خلف ابتسامته التي تتمطّط بوجودي ؟
أظنّ أن لديه كلاماً ما وأشتاق أن أسمعه !
الأيام الوظيفية تمضي برتابة ، وصادفته كثيراً بشكل عفويّ ومصطنع ، واقتصرت علاقتنا على ابتسامات متبادلة وارتباكات في تصرّفاتنا تنمّ عن اختلاجات وخفَقات وإخفاقات ، واهتمام واضح به بدا جلياً عليّ والتقطَته زميلاتي ..وكنت أكثِر من التبرّج والتعطّر في الأيام التي أعرف أنه سيكون فيها موجوداً في المشفى .
عرفتُ بطرقي الخاصة أنه على خلاف معقّد مع زوجته الطبيبة ، ولا أدري إن كان قد سأل عن وضعي وظروفي كأرملة شابة استشهد زوجها في الحرب بعد شهرين من زواجها .
وعرفتُ أيضاً مكان عيادته الخاصّة التي يداوم فيها مساءً ، وأرسلت له مريضة من قريباتي تعاني من كتلة في الثدي ، وألحّت تلك المريضة عليّ إلا أن أرافقها .
في مكتبه الخاص كان مصرّاً على ممارسة ابتسامته المدروسة وكلماته القليلة ، وعيونه الخفيضة التي ترمقني من خلف عدساته السّميكة ، وكان لابد لنا من تكرار زيارته لأتفه الأسباب ، وكان سهلاً عليّ أن أتصل به من أجل موعد قادم .
وما عدنا نمارس الابتسامات والاختلاجات والخلجات في المشفى ، إذ صرنا نمارسها في عيادته ، ونتكاشف لبعضنا كم نخفي وراء ابتساماتنا المصطنعة من غصّات ومنغّصات وقروح ودموع .
العمل الوظيفي ـ يا صديقتي ـ لا يسدّ إلا الرّمق في ظلّ الغلاء المستشري وتداعي العملة الوطنية ، وفشلنا الاجتماعي يزيد الطين بلّة ، والأفق ملبّد بما لا يبشّر بانفضاض الأزمة .
ما قال يوماً إنه يحبّني ، وما امتدّت يده نحوي إلا ليصلح وضع نظارته الثقيلة ، وقد يزيلها عن عيونه ويمسحها بطرفٍ من مريلته وينظر إليّ من خلال عدساتها ليتأكّد من نقاء زجاجها ، ويعود ليثبّتها ويعدّلها فترى عيونه التائهة الباحثة عن هدفٍ ما مع أني جالسة قبالته .
وما سمح الشرع له بطلاق زوجته ولا أصلحت الأيام بينهما ، ولا أدري إن كان طموحي يسمح لي بأن أكون البديلة ..
- وهل تكون بديلة الزوجة الطبيبة ممرّضة ؟!.. رغم أنكِ أكثر جمالاً منها ، لكنّ هذا الطبيب له أهداف أخرى .
قالتها لي إحدى الزميلات لتكبح جماح جنوحي نحوه ، وقالت إنّ سقف آمالي معه لن يتجاوز خلوة عابرة ، فقصص الأطباء والممرّضات معروفة ويعتبرونهنّ كاستراحة المحارب في بعض الغرف المهملة .
وقلت في نفسي غير مبالية ..فليكن !
ولينتهِ مسلسل الابتسامات والاختلاجات في نزوة أعترف فيها بخطيئتي عند الكاهن ، والله غفور رحيم ..ولكن كيف ؟..ولا قدرة لي على كسر حاجز قلّة كلامه وضعف إقدامه وفتور عواطفه .
كان يعلم بأني أنتظر منه خطوة ما ، وكان يخاف أن أنعته بالجبن أو الخجل ، لذا قال لي مبرّداً حرارة ترقّبي :
-قريباً جداً سأقوم بخطوة جبّارة تصلح ما أفسده الدهر ..وبضعة أيام فقط وسأفاجئكِ بخبر ينهي انتظاراتنا فيقلع قطارنا المتوقّف في سكة مشتركة .
وكنت أتخيّل أنواع الحلول المحتملة التي سيزفّها إليّ .
كم كان سعيداً ومستبشراً عندما دعاني إلى مكانٍ عام وقد تأبّط مجموعة من الأوراق ..قسمها على الطاولة كمجموعتين وقال:
-لقد ظفرت بعقد عمل لنا نحن الاثنين في الخليج العربي ..وهناك سنبعد عن محيطنا الجامد والمتجمّد ، فنكسب ما يزيد عن الرمق ونعيش سوية قريبين متقاربين بلا قيودنا العائلية والمجتمعية .
وبدون تفكير قلت له :
-نعم سأسافر معك ولو إلى جهنم ..سنسافر كالمرتزقة إلى جبهة أخرى للجهاد المأجور .
-نعم ..وفي استراحة المحارب هناك سنكون مع بعضنا بلا رقيب .
وفي مستشفيين متباعدين صرنا نعمل في محيطٍ أكثر جماداً وتجمّداً وجموداً ، وصار صعباً عليّ أن ألقاه وأرى ابتسامته حتى ، اللهم إلا في صفحات الهاتف الذكي .
قلت له ، وبعد سنتين من ممارسة الابتسامات الالكترونية في مستشفيات الخليج :
-لماذا سحبتني وراءك إلى هنا وما كنت أريد مزيداً من مال ؟
قال بثقة ..وللمرة الأولى شعرت به يقول الحقيقة :
-كانوا يطلبون طبيباً وممرّضة وقد اخترتك أنتِ لتكوني معي .
قلت..ولا أدري لماذا ارتفع صوتي فجأة :
-اخترتني أنا ؟! ..وما التقينا هنا أو هناك يوماً ؟
وبلا تردّد أجاب ، لأنّ أجوبته كانت جاهزة ومدروسة كابتسامته اللبقة :
-اخترتك كممرّضة فقط !
عندما عدنا إلى الوطن وقد انتهى عقدنا بلا تجديد ..عاد ليمارس ابتسامته السّكوتة معي ومع غيري من المتلهّفات لما بعد الابتسامة .
وكنت أقابل ابتسامته بتقطيبٍ مفتعل وتوجّس وهروب ، وعندما نلتقي وجهاً لوجه بمحض الصدفة كان يهرب من وجهي ويعود ليدقّق في لوحتي الإسمية المعلّقة على صدري ..لا لشيء إنما ليؤكّد لي أني مجرّد ممرّضة ، وأنه أيضاً نسيَ اسمي .
ويتساءل الناس لماذا يموت الأطباء كثيراً في زمن الكورونا ؟..لا بل ويسمّوننا الجيش الأبيض !
والجواب ببساطة ، لأنّ الأطباء يستهترون بالكمامات .
لا لشيء إلا ليظهرون لنا ابتساماتهم المفخّخة ..وللأسف يحصون الخسائر بطريقة الجيوش فيذكرون اسم الطبيب الشهيد كبطل ، ويضيفون أنه استشهد معه لفيفٌ من ممرّضات ..هكذا بلا أسماء .
*************
أعرف اسمه فالأطباء معروفون بسهولة وينادونهم بأسمائهم ممهورة بلقب الدكتور ، أما نحن الممرّضات فيبقى اسمنا ممرّضة فقط مهما عملنا من أمجاد ، مع أني موصومة بلوحة اسميّة مثبّتة على مريلتي البيضاء ، لكن سرعة المصادفة قد لا تسمح له بقراءة الإسم الصغير .
حتى التقينا مرّةً في المصعد الكهربائي المكتظّ بالصاعدين ، كان ينظر إلى الأرض كنوع من عدم الاكتراث وما زال محافظاً على ابتسامته ، ويتوقّف المصعد ويخرج منه من يخرج ويدخل إليه من يدخل ، ويتبدّل الركاب المستعجلون إلا هو وأنا حيث تسمّرنا واستمرأنا الرفقة المؤقّتة في المصعد ، صعودا ًونزولاً عدة مرّات كوتر الربابة يصعد ويهبط ليعزف لحناً ما يتفاعل بيننا .. حزيناً وبلا إيقاع .
قلت مبتسمةً وكأنني أبرّر بقائيَ المغناطيسيّ حذاءه:
-يجب أن أنزل في قسم الجراحة ونسيت نفسي
قال :
-وأنا سأنزل في قسم الجراحة
واقتربنا سويّة من الباب عندما كان المصعد يتهادى قبيل الطابق الثالث .. رأيته يتفحّص لوحتي الإسمية من خلف نظارته فعرفت أنّ اسمي صار معروفاً .
خرجتُ قبله مسرعة وكأني على عجلة من أمري ، وتركني أسبقه .
كنت سعيدةً ساعتها وكأنّي أوقعته في شبكتي ، وسعيدة حتى ولو اعتبرت نفسي سمكة علقت بخيط صنارته لكنه ترك لي الخيط طويلاً لأسبح وأمرح قليلاً قبل أن يجذبني إلى سلّته ..كمسألة وقت .
وانشغلتُ في غرفة التمريض حيث المهام الكثيرة تتوازعها كبيرة الممرّضات عليّ وعلى زميلاتي ، وغرقت في تنفيذ الأوامر الكثيرة .
وقلت في نفسي ..أما من استشارةٍ لمريض أستدعيه لينفّذها ؟
أما من طريقة ألتقيه فيها فيُفصح لي عما يُخفيه خلف ابتسامته التي تتمطّط بوجودي ؟
أظنّ أن لديه كلاماً ما وأشتاق أن أسمعه !
الأيام الوظيفية تمضي برتابة ، وصادفته كثيراً بشكل عفويّ ومصطنع ، واقتصرت علاقتنا على ابتسامات متبادلة وارتباكات في تصرّفاتنا تنمّ عن اختلاجات وخفَقات وإخفاقات ، واهتمام واضح به بدا جلياً عليّ والتقطَته زميلاتي ..وكنت أكثِر من التبرّج والتعطّر في الأيام التي أعرف أنه سيكون فيها موجوداً في المشفى .
عرفتُ بطرقي الخاصة أنه على خلاف معقّد مع زوجته الطبيبة ، ولا أدري إن كان قد سأل عن وضعي وظروفي كأرملة شابة استشهد زوجها في الحرب بعد شهرين من زواجها .
وعرفتُ أيضاً مكان عيادته الخاصّة التي يداوم فيها مساءً ، وأرسلت له مريضة من قريباتي تعاني من كتلة في الثدي ، وألحّت تلك المريضة عليّ إلا أن أرافقها .
في مكتبه الخاص كان مصرّاً على ممارسة ابتسامته المدروسة وكلماته القليلة ، وعيونه الخفيضة التي ترمقني من خلف عدساته السّميكة ، وكان لابد لنا من تكرار زيارته لأتفه الأسباب ، وكان سهلاً عليّ أن أتصل به من أجل موعد قادم .
وما عدنا نمارس الابتسامات والاختلاجات والخلجات في المشفى ، إذ صرنا نمارسها في عيادته ، ونتكاشف لبعضنا كم نخفي وراء ابتساماتنا المصطنعة من غصّات ومنغّصات وقروح ودموع .
العمل الوظيفي ـ يا صديقتي ـ لا يسدّ إلا الرّمق في ظلّ الغلاء المستشري وتداعي العملة الوطنية ، وفشلنا الاجتماعي يزيد الطين بلّة ، والأفق ملبّد بما لا يبشّر بانفضاض الأزمة .
ما قال يوماً إنه يحبّني ، وما امتدّت يده نحوي إلا ليصلح وضع نظارته الثقيلة ، وقد يزيلها عن عيونه ويمسحها بطرفٍ من مريلته وينظر إليّ من خلال عدساتها ليتأكّد من نقاء زجاجها ، ويعود ليثبّتها ويعدّلها فترى عيونه التائهة الباحثة عن هدفٍ ما مع أني جالسة قبالته .
وما سمح الشرع له بطلاق زوجته ولا أصلحت الأيام بينهما ، ولا أدري إن كان طموحي يسمح لي بأن أكون البديلة ..
- وهل تكون بديلة الزوجة الطبيبة ممرّضة ؟!.. رغم أنكِ أكثر جمالاً منها ، لكنّ هذا الطبيب له أهداف أخرى .
قالتها لي إحدى الزميلات لتكبح جماح جنوحي نحوه ، وقالت إنّ سقف آمالي معه لن يتجاوز خلوة عابرة ، فقصص الأطباء والممرّضات معروفة ويعتبرونهنّ كاستراحة المحارب في بعض الغرف المهملة .
وقلت في نفسي غير مبالية ..فليكن !
ولينتهِ مسلسل الابتسامات والاختلاجات في نزوة أعترف فيها بخطيئتي عند الكاهن ، والله غفور رحيم ..ولكن كيف ؟..ولا قدرة لي على كسر حاجز قلّة كلامه وضعف إقدامه وفتور عواطفه .
كان يعلم بأني أنتظر منه خطوة ما ، وكان يخاف أن أنعته بالجبن أو الخجل ، لذا قال لي مبرّداً حرارة ترقّبي :
-قريباً جداً سأقوم بخطوة جبّارة تصلح ما أفسده الدهر ..وبضعة أيام فقط وسأفاجئكِ بخبر ينهي انتظاراتنا فيقلع قطارنا المتوقّف في سكة مشتركة .
وكنت أتخيّل أنواع الحلول المحتملة التي سيزفّها إليّ .
كم كان سعيداً ومستبشراً عندما دعاني إلى مكانٍ عام وقد تأبّط مجموعة من الأوراق ..قسمها على الطاولة كمجموعتين وقال:
-لقد ظفرت بعقد عمل لنا نحن الاثنين في الخليج العربي ..وهناك سنبعد عن محيطنا الجامد والمتجمّد ، فنكسب ما يزيد عن الرمق ونعيش سوية قريبين متقاربين بلا قيودنا العائلية والمجتمعية .
وبدون تفكير قلت له :
-نعم سأسافر معك ولو إلى جهنم ..سنسافر كالمرتزقة إلى جبهة أخرى للجهاد المأجور .
-نعم ..وفي استراحة المحارب هناك سنكون مع بعضنا بلا رقيب .
وفي مستشفيين متباعدين صرنا نعمل في محيطٍ أكثر جماداً وتجمّداً وجموداً ، وصار صعباً عليّ أن ألقاه وأرى ابتسامته حتى ، اللهم إلا في صفحات الهاتف الذكي .
قلت له ، وبعد سنتين من ممارسة الابتسامات الالكترونية في مستشفيات الخليج :
-لماذا سحبتني وراءك إلى هنا وما كنت أريد مزيداً من مال ؟
قال بثقة ..وللمرة الأولى شعرت به يقول الحقيقة :
-كانوا يطلبون طبيباً وممرّضة وقد اخترتك أنتِ لتكوني معي .
قلت..ولا أدري لماذا ارتفع صوتي فجأة :
-اخترتني أنا ؟! ..وما التقينا هنا أو هناك يوماً ؟
وبلا تردّد أجاب ، لأنّ أجوبته كانت جاهزة ومدروسة كابتسامته اللبقة :
-اخترتك كممرّضة فقط !
عندما عدنا إلى الوطن وقد انتهى عقدنا بلا تجديد ..عاد ليمارس ابتسامته السّكوتة معي ومع غيري من المتلهّفات لما بعد الابتسامة .
وكنت أقابل ابتسامته بتقطيبٍ مفتعل وتوجّس وهروب ، وعندما نلتقي وجهاً لوجه بمحض الصدفة كان يهرب من وجهي ويعود ليدقّق في لوحتي الإسمية المعلّقة على صدري ..لا لشيء إنما ليؤكّد لي أني مجرّد ممرّضة ، وأنه أيضاً نسيَ اسمي .
ويتساءل الناس لماذا يموت الأطباء كثيراً في زمن الكورونا ؟..لا بل ويسمّوننا الجيش الأبيض !
والجواب ببساطة ، لأنّ الأطباء يستهترون بالكمامات .
لا لشيء إلا ليظهرون لنا ابتساماتهم المفخّخة ..وللأسف يحصون الخسائر بطريقة الجيوش فيذكرون اسم الطبيب الشهيد كبطل ، ويضيفون أنه استشهد معه لفيفٌ من ممرّضات ..هكذا بلا أسماء .
*************