والدي الحمار الرائع والكبير شأناً
أعجز عن وصف ما بلغتُه من مكانة، لا أظن أن أحداً من سلالتنا من الحمير قد بلغها. لقد أخبرتك سابقاً، يا والدي الذي أفتخر به اسماً ومقاماً وتكويناً، عن هناءة العيش التي أنا فيها. سوى أن هناك ما هو أهم من كل ما سبق وأثرته في رسالتي، بخصوص الاحتفاء النوعي بي، من جهة أغلب أهل المدينة هذه، وهو أنهم عرضوا علي أن أقوم بوظيفة تفيدهم وأبناءهم في المستقبل، وما أكثر الوظائف القديمة وتلك المستحدثة فيها. بصراحة، يا والدي، حرْت في الخَيار، فهناك مجموعة وظائف لا يحلم بها، كما أنها لا تُسنَد إلا لمن أوتوا مكانة عالية في القيمة، سوى أنهم فاجأوني بوظيفة، لا أدري كيف غابت عن بالي، حين اقترحوا علي أن أكون معلّم المدرسة الرئيسة في المدينة. وجدتُها!
لا أخفي عنك نوع الشعور الذي اجتاح كياني الحماريّ، بعد أن بلغت مرتبة الحمار، يعني أنني واقعاً حمار ولد حمار! لقد انتشيت بعرْضهم. نهقت كثيراً بهذه المناسبة، ولمست فيهم كرَماً لم يسبق لأي كان من الخلائق ممن يشبهوننا أن عرِضت عليه وظيفة كهذه، وبنوع من الرجاء.
إنما كان علي أن أتروّى قليلاً، فهذه الوظيفة تحديداً، كما سمعت الكثير من المآسي عنها، وفي هذه المدينة بالذات، تتطلب صبراً وجهداً ونفَساً طويلاً، خصوصاً مع الأطفال أبناء الذوات.
استفسرت عن هذه الوظيفة، مقلِباً إياها على وجوهها، وأنا أقول لهم: شرف كبير، وكبير جداً لحمار مثلي، وأنا في أول عمري، أن يُسنَد إلي دور عظيم كهذا، ولكنه يتطلب سهراً ومرونة وسعة صبر مع الأطفال، وهم لا يخفون شقاوتهم.
لكن الكبير فيهم، يا والدي العظيم القدْر، وبرأس جدنا الحمار الأكبر طبعاً، طمأنني، وهو يقول لي بلسان ذرب، وابتسامته تسبقه:
-من هذه الناحية، لا تهتم. ثم إننا نعلم ما هو الممكن إعطاؤه لأولادنا، حيث الأمر أبسط وأسهل مما تتصور يا عظيم الأثر الحمار. هناك مستجدات ربما لا تعلم بها، اطَّلعنا عليها، وهي تريحنا جميعاً، يكفي أن تبذل القليل من الجهد، أن تدخل الصف، وتسمِعهم القليل من صوتك العذب، والذي يُسمى : النهيق، حتى يفطنوا إليك، لا بل إن دخولك المدرسة من الباب الخارجي، وإسماعك إياهم، وحتى من يتولوا إدارتهم، ذلك الصوت الذي تشتهر به، حتى ينصاعوا، ومن ثم تكون محل احترام الجميع، ويعطى لك الصدر في الإدارة. واعلم أنك بذلك ستكون قدوة.
أخبروني أنهم في عصر السرعة، وليسوا مستعدين لأن يعطوا الكثير من اهتمامهم ووقتهم لأطفالهم، إنما ما هو مهم فقط، وليس كالنهيق ما يعِلّم، وينتشر أثره. إنه لا يحتاج إلى تدريب كثير طبعاً، حتى تتمرن الأوتار الصوتية على صوتي، فصوتي موحّد الطبقات إجمالاً، وفي زمن قصير، سوف يصبح الجميع قادرين على النهيق، ويكبرون عليه، وهو أقصى ما ننشده.
والدي الرائع، والقدير دائماً، الحمار الساحر والمهيب
مازلت أعتبر نفسي في حلم، وليس أي حلم. تصور أن هناك أموراً عجاباً تحصل في هذه المدينة، وهي أن هناك إقبالاً على إجراء عمليات تجميل لآذانهم، وهم يطيلونها تشبهاً بنا نحن الحمير.
تصور أن هناك أسماء كثيرة تتزايد في المدينة، لها صلة مباشرة بأسمائنا وألقابنا نحن الحمير، وأن أحدهم حين يحاول التفاخر بنفسه، من السهل أن تسمع من يقول له: كأنك صرت حماراً!
أرأيت المقام العالي الذي بلغته يا والدي ؟ أكنت تتصور يوماً أننا سنكون محل حفاوة كهذه؟
وما أود إعلامك به، هو أن أموري تسير على أفضل ما يرام، وليس ببعيد أن تسمع قريباً، أن أكثر أهل المدينة، ربما يقتصرون في لغتهم على كلمة واحدة، صوت واحد، هو النهيق.
وهناك أمر فاتني أن أعلمك به، وهو عرْض مغر ٍ، لا بل ومغر ٍ جداً، وفي انتظارك، وطلبوا مني اطلاعك عليه، وهو أنهم يريدون مستشاراً خاصاً لكبير مدينتهم، من نوعنا يكون، ولست أرى من هو أكثر خبرة وفطنة منك في هذه المهمة، ولا بد أن قدومك سيحتفى به، وسوف يرددون تالياً، ويا لسعادتي حينها: هذا الجحش من ذلك الحمار ! هل من نسب أرفع من هذا النسب ؟ أنت من يمكنه النجاح في هذه المهمة المدهشة، وخصوصاً حين نكون معاً!
والدي العظيم الذي أنتظره بفارغ الصبر، قدومك ضروري، لي ولك، سوف يتغير وجه المدينة كلينا من خلالنا، وسوف نصل ما بين الصغار والكبار. أنا أتولى أمر الصغار، وأنت تتولى أمر الكبار، وبعد زمن قصير سنوحّد ما بين الجميع، وحينها ستصبح المدينة مدينة الحمير بامتياز.
لا تتردد في القدوم إلى هذه المدينة، سوف نعد لك استقبالاً حمارياً غير مسبوق في تاريخ المدينة!
ملاحظة: نسيتُ أن أعلِمك يا والدي الحمار الفريد من نوعه، وأنا ثملٌ فرحة، أنني أصبحت والداً، وأن هناك جحاشاً كثيرة من صُلبي، فقد جيء إلي بأُتُن كثيرة، لتحمل من صُلبي، وفرحي سيتضاعف، إذا قدِمت إلينا، وكلّي ثقة، أنهم سيأتون بأتن كثيرة إليك، لتحمل من صلبك العظيم بالمقابل، كيف لا وأنت والدي، وأنا القدوة المعتبَرة هنا. سيكون جحاش من صلبك أيضاً. يعني أنه سيكونو هناك أخوة جحاش ومن ثم حمير لي، وهم قوة مضافة إلى قوة أخرى حمارية المقام، وبالمقابل هناك أحفاد لك مني، وأنت الكبير قدْراً جدّو الحمار، سوف تكون نجيباً، وسيكون هناك أولاد عمومة حمير كثر فيما بعد. وفي زمن قياسي، سيتشكل اتحاد عالمي كبير للحمير.
أسرع يا والدي قبل فوات الأوان، هناك مستقبل حماريّ هائل في انتظارنا!
أعجز عن وصف ما بلغتُه من مكانة، لا أظن أن أحداً من سلالتنا من الحمير قد بلغها. لقد أخبرتك سابقاً، يا والدي الذي أفتخر به اسماً ومقاماً وتكويناً، عن هناءة العيش التي أنا فيها. سوى أن هناك ما هو أهم من كل ما سبق وأثرته في رسالتي، بخصوص الاحتفاء النوعي بي، من جهة أغلب أهل المدينة هذه، وهو أنهم عرضوا علي أن أقوم بوظيفة تفيدهم وأبناءهم في المستقبل، وما أكثر الوظائف القديمة وتلك المستحدثة فيها. بصراحة، يا والدي، حرْت في الخَيار، فهناك مجموعة وظائف لا يحلم بها، كما أنها لا تُسنَد إلا لمن أوتوا مكانة عالية في القيمة، سوى أنهم فاجأوني بوظيفة، لا أدري كيف غابت عن بالي، حين اقترحوا علي أن أكون معلّم المدرسة الرئيسة في المدينة. وجدتُها!
لا أخفي عنك نوع الشعور الذي اجتاح كياني الحماريّ، بعد أن بلغت مرتبة الحمار، يعني أنني واقعاً حمار ولد حمار! لقد انتشيت بعرْضهم. نهقت كثيراً بهذه المناسبة، ولمست فيهم كرَماً لم يسبق لأي كان من الخلائق ممن يشبهوننا أن عرِضت عليه وظيفة كهذه، وبنوع من الرجاء.
إنما كان علي أن أتروّى قليلاً، فهذه الوظيفة تحديداً، كما سمعت الكثير من المآسي عنها، وفي هذه المدينة بالذات، تتطلب صبراً وجهداً ونفَساً طويلاً، خصوصاً مع الأطفال أبناء الذوات.
استفسرت عن هذه الوظيفة، مقلِباً إياها على وجوهها، وأنا أقول لهم: شرف كبير، وكبير جداً لحمار مثلي، وأنا في أول عمري، أن يُسنَد إلي دور عظيم كهذا، ولكنه يتطلب سهراً ومرونة وسعة صبر مع الأطفال، وهم لا يخفون شقاوتهم.
لكن الكبير فيهم، يا والدي العظيم القدْر، وبرأس جدنا الحمار الأكبر طبعاً، طمأنني، وهو يقول لي بلسان ذرب، وابتسامته تسبقه:
-من هذه الناحية، لا تهتم. ثم إننا نعلم ما هو الممكن إعطاؤه لأولادنا، حيث الأمر أبسط وأسهل مما تتصور يا عظيم الأثر الحمار. هناك مستجدات ربما لا تعلم بها، اطَّلعنا عليها، وهي تريحنا جميعاً، يكفي أن تبذل القليل من الجهد، أن تدخل الصف، وتسمِعهم القليل من صوتك العذب، والذي يُسمى : النهيق، حتى يفطنوا إليك، لا بل إن دخولك المدرسة من الباب الخارجي، وإسماعك إياهم، وحتى من يتولوا إدارتهم، ذلك الصوت الذي تشتهر به، حتى ينصاعوا، ومن ثم تكون محل احترام الجميع، ويعطى لك الصدر في الإدارة. واعلم أنك بذلك ستكون قدوة.
أخبروني أنهم في عصر السرعة، وليسوا مستعدين لأن يعطوا الكثير من اهتمامهم ووقتهم لأطفالهم، إنما ما هو مهم فقط، وليس كالنهيق ما يعِلّم، وينتشر أثره. إنه لا يحتاج إلى تدريب كثير طبعاً، حتى تتمرن الأوتار الصوتية على صوتي، فصوتي موحّد الطبقات إجمالاً، وفي زمن قصير، سوف يصبح الجميع قادرين على النهيق، ويكبرون عليه، وهو أقصى ما ننشده.
والدي الرائع، والقدير دائماً، الحمار الساحر والمهيب
مازلت أعتبر نفسي في حلم، وليس أي حلم. تصور أن هناك أموراً عجاباً تحصل في هذه المدينة، وهي أن هناك إقبالاً على إجراء عمليات تجميل لآذانهم، وهم يطيلونها تشبهاً بنا نحن الحمير.
تصور أن هناك أسماء كثيرة تتزايد في المدينة، لها صلة مباشرة بأسمائنا وألقابنا نحن الحمير، وأن أحدهم حين يحاول التفاخر بنفسه، من السهل أن تسمع من يقول له: كأنك صرت حماراً!
أرأيت المقام العالي الذي بلغته يا والدي ؟ أكنت تتصور يوماً أننا سنكون محل حفاوة كهذه؟
وما أود إعلامك به، هو أن أموري تسير على أفضل ما يرام، وليس ببعيد أن تسمع قريباً، أن أكثر أهل المدينة، ربما يقتصرون في لغتهم على كلمة واحدة، صوت واحد، هو النهيق.
وهناك أمر فاتني أن أعلمك به، وهو عرْض مغر ٍ، لا بل ومغر ٍ جداً، وفي انتظارك، وطلبوا مني اطلاعك عليه، وهو أنهم يريدون مستشاراً خاصاً لكبير مدينتهم، من نوعنا يكون، ولست أرى من هو أكثر خبرة وفطنة منك في هذه المهمة، ولا بد أن قدومك سيحتفى به، وسوف يرددون تالياً، ويا لسعادتي حينها: هذا الجحش من ذلك الحمار ! هل من نسب أرفع من هذا النسب ؟ أنت من يمكنه النجاح في هذه المهمة المدهشة، وخصوصاً حين نكون معاً!
والدي العظيم الذي أنتظره بفارغ الصبر، قدومك ضروري، لي ولك، سوف يتغير وجه المدينة كلينا من خلالنا، وسوف نصل ما بين الصغار والكبار. أنا أتولى أمر الصغار، وأنت تتولى أمر الكبار، وبعد زمن قصير سنوحّد ما بين الجميع، وحينها ستصبح المدينة مدينة الحمير بامتياز.
لا تتردد في القدوم إلى هذه المدينة، سوف نعد لك استقبالاً حمارياً غير مسبوق في تاريخ المدينة!
ملاحظة: نسيتُ أن أعلِمك يا والدي الحمار الفريد من نوعه، وأنا ثملٌ فرحة، أنني أصبحت والداً، وأن هناك جحاشاً كثيرة من صُلبي، فقد جيء إلي بأُتُن كثيرة، لتحمل من صُلبي، وفرحي سيتضاعف، إذا قدِمت إلينا، وكلّي ثقة، أنهم سيأتون بأتن كثيرة إليك، لتحمل من صلبك العظيم بالمقابل، كيف لا وأنت والدي، وأنا القدوة المعتبَرة هنا. سيكون جحاش من صلبك أيضاً. يعني أنه سيكونو هناك أخوة جحاش ومن ثم حمير لي، وهم قوة مضافة إلى قوة أخرى حمارية المقام، وبالمقابل هناك أحفاد لك مني، وأنت الكبير قدْراً جدّو الحمار، سوف تكون نجيباً، وسيكون هناك أولاد عمومة حمير كثر فيما بعد. وفي زمن قياسي، سيتشكل اتحاد عالمي كبير للحمير.
أسرع يا والدي قبل فوات الأوان، هناك مستقبل حماريّ هائل في انتظارنا!