حواء فاعور - الصباح أبيض

الصباح أبيض ،
وأنا أعرف أن اللون والوقت لا يفهمان ما معنى السلام!
الليل أكثر بياضاً حين يموّه الدخان ويغطي المشهد اللئيم!،
وحين تأتي متفاخراً إلى نفقي الضيق ، حاملاً حرابك أعرف أنك أقل من الغصة وأكثر قسوة من تلاشي الرغبة فيك والإحساس بالزمن!.
في مغطس حمامي البارد ،
احتمالات كثيرة ورغوة ناعمة
كأن اختفي في جوفه وأفسر جفافك،
أو تطفو ركبتي على مائه كتلّتين من القطن أو جزيرتين لن تمسّهما دبابيسك .
كأن أقرفص وأضمّ جسدي المدور بين ذراعي ، وألوك الندم
أو أقف تحت الدوش وأنهمر ، لأرمم طين التمثال الذي لان فيك!
عد صلباً ، لا تكسرك كارثة ،ولا أحد.
كأن أقدح قلبي لأشعل سيجارة ،ثم أراقب الماء الراكض إلى المصرف ،
وأنكأ الثقب منه وأقول لما كان فيه ،
اركض!
كأن أنظر للصروح المقدسة في جسدي ، وأتمتم
لن يتهجد فيك أحد!
سيمرّ أمامك ليندهش ويرحل!
ثم
أضحك وأقول لا يستحق أكثر .
رمانةٌ سوداء بقلبٍ أحمر قلبي
أَفرطه لمن لا يأكل ،
ثم
أجني الخسارة لاأكثر فداحة من التي قبلها ولا أقل
هي العادي الذي تميزتُ به
والبسيط الذي جعل مني أسطورة
التعقيد الذي أنا عليه ، لأستحق الهباء برضىً!.
من مغطس حمامي أخرج
يجري الماء على جسدي ،
فأعرف كيف لن يطفئ ماءٌ أيّ نار.
ألفه بالمنشفة
وفي قلبي حياة توقن
أني امرأة لا يقتلها الحزن!
صديقي أعانقه ، ونعيش
ونضحك!
أنا لا يقتلني الحزن
صباحك أبيض
علّمه ما معنى السلام!

# حواء فاعور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...