شاب ابنوسي في العقد الثالث من عمره أعزب طويل القامة صاحب وجه بشوش و قلب نقي مع ابتسامة ساحرة يبان منها أسنانه اللامعة، أتى من حيث أتى مجهول الهوية و المصدر وحيد بلا سند، إمتهن المهن الهامشية في المدينة من غفير مباني تحت التشيد و نظافة الجناين... الخ، أجاد حفظ الأمانة و النزاهة و الاستقامة و الصدق الشفيف، ظنوه غريبآ بلا أهل لكن شئيآ فشيئاً تسرب حبه إلى كل البيوت، هاشآ باشآ كنسمات الربيع، أنحني له قلوب الصغار قبل الكبار، أصبح منهم و إليهم رقم لا يمكن تجاوزه، و نجم يهتدي به في خارطة المدينة.
أيام تغيرت شخصيته البشوشة إلى قلق دائم، محبوس في سجن إلاكتيئاب شارد الذهن تفكير عميق و أسئلة بلا إجابة، وقف في مفترق الطرق تايئه سآل عن نفسه هل هو مخير أم مسير، بين العقل و القلب هناك صراع خفي ليضئ عتمة الروح في رحلة البحث عن الحقيقة، حسم أمره بعد صراع نفسي، كاد أن يسقط في هوة عميقة من الشك و الظنون.
في ليلة يوم الخميس اقتحم دينق منزل رفيقه حمد، أخبره بلا مقدمات أنه يريد أن يعلن إسلامه، نهض رفيقه مخلوعآ عانقه بكل الاندفاع و الحب بكى معه اللحظة صمت الاندهاش، لم يخطر في باله قط أن يسأله يومآ ما عن دينه كان مسلمآ بالفعل و المعاملة الكريمة و الأخلاق الرفيعة، ذهب به إلى منزل الشيخ و أخبره صاحبه يريد أن يعلن إسلامه، الإمام البدين صاحب اللحيه الطويل كاد أن يطير من ألفرح هلل ثم كبر ثم بكى اخبر دينق إن دعوات أهل المنطقة الصالحة هي من فتحت له أبواب الهدى و الإسلام بفضل أخلاقه العالية و أدبه الجم، دعا الإمام المدعو دينق و صاحبه أن ياتيان غداً إلى صلاة الجمعة في المسجد الكبير و يشهر إسلامه أمام الجميع و يغير إسمه إلى محمد خير الأسماء، اختفت الشمس يوم الجمعة كان الجو ملبد بالغيوم أمطرت السماء بغزارة،لم يكن الفصل من أيام الخريف لكنها أرادت السماء أعلنت عن تباشر الخريف مبكرآ أثناء توقيت الصلاة، كآنها تريد أن تستقبل دينق استقبال الفاتحين، بدأت خطبة الجمعة و امتلي المسجد إلى آخره لا يوجد به موطئ لقدم، تحدث الإمام حديث العارفين خطابآ شيقآ استعمل كل فنون الخطابة، عن فضل الإسلام والمسلمين تم ارتقى بهم إلى فضاءات التصوف و التسامح و اليقين، أخبر الإمام المصلين شخص عزيز لديكم سوف يشهر إسلامه بعد قليل بفضل دعواتكم له بالنية المخلصة، إنما الأعمال بالنيات و لي كل أمري ما نوى و بعض من الحديث كأنه يريد أن ينسب فضل إسلام دينق إلى شخصه، ساعتها ضج المسجد الكبير بالتهليل و التكبير حتى رجع الصدى.
في الجانب الآخر قبل خروج دينق من منزل صديقه حمد القريب من المسجد، إنتابه التوتر و القلق ربما الانتقال من عبادة إلى عبادة يبعث هذا الشعور المرتبك، طمنه رفاقه بعد نطق الشهادتين سوف يذهب منه الخوف بلا رجعة و يدخل السكينة و الانشراح إلى قلبه، أثناء عبور الشارع العام إيد دينق مع إيد صديقه حمد في تشابك لحظة مفعمة بالحب و التألف و الإخاء، في لمحة بصر خاطفة صاحب سيارة قديمة انتهت عمرها الافتراضي، يقودها شاب مخمور طائش بصورة جنونية تصطدم بدينق و صديقه حمد و يطيحان بهما خارج الشارع فيصبحان في حالتي إغماء، يتحول طريقهما من المسجد إلى المستشفى.
بعدها عم الخبر الأليم بيوت المدينة، هرولة الجميع إلى المستشفى الحكومي قسم العناية المركزة ساعات في انتظار الفرج الرحيم، بعد ليالي و أيام عصيبة شابها التوتر والقلق توقف قلب دينق الكبير عن النبض و سلم الروح إلى بارئها، القلب الذي لا يعرف الحسد و الحقد نقي مثل لبن الأم و صاحب ضمير أبيض كشاع النور، بعدها بعشرة دقائق توقف قلب حمد الحنين الذي تذوق معه حلاوة الأيام و مرارتها، لحق بصاحبه كآنه يريد أن يقول له لن ترحل وحدك يا صديقي ساحلق معاك سويآ في الجنان، أثناء خروج الجثمانان الطاهرتان حصل مشادة كلامية بين أهل دينق الذين ظهروا فجأة باعتباره مسيحي، و الجيران و رفاقه باعتباره كان مسلم سرآ قبل أن يعلن إسلامه على المغربين منه، عليه يدفن هو و صديقه جوار بعض في مقابر المسلمين، زادت النيران اشتعالآ كل جماعة تصر على رائيها بتشدد و عناد بدون أدنى حد للتنازل، المرحوم كان عزيزآ لدى الجميع، ايقظت الفتنة من بعض المتطرفين و فشل العقلاء في السيطرة على الموقف، تحول الشتائم إلى الضرب بالعصي و اللكمات عم الفوضى و الهرجلة المكان سألت الدماء العزيزة بين الطرفين، أتت الشرطة إلى مسرح الحادث و أخذت جنازة دينق مع بعض المتهمين إلى الحراسة، بعد فترة قصيرة أطلقوا صراحهم بالضمان، إلى تاريخ اليوم لا يعرفون أهل المدينة إلى أين ذهبت الجثة و أين دفنت؟ رجل ببساطة و طيبة أسر كل القلوب، بعده لم تخمد نار الفتنة، لكن حياته ستظل ذكرى جميلة خالدة في التاريخ، التحريات أثبتت أن هذا الرجل لا يملك أي إثبات هوية أو مستنذ غير شهادة وفاته الذي يحمل اسمه، لتاريخ اليوم مازال الجدال مستمر في مجالس المدينة دينق مسلم ام مسيحي، لرجل كان ينبع حب و يتدفق إنسانية بانسياب.
(تمت)
إدريس على بابكر.
أيام تغيرت شخصيته البشوشة إلى قلق دائم، محبوس في سجن إلاكتيئاب شارد الذهن تفكير عميق و أسئلة بلا إجابة، وقف في مفترق الطرق تايئه سآل عن نفسه هل هو مخير أم مسير، بين العقل و القلب هناك صراع خفي ليضئ عتمة الروح في رحلة البحث عن الحقيقة، حسم أمره بعد صراع نفسي، كاد أن يسقط في هوة عميقة من الشك و الظنون.
في ليلة يوم الخميس اقتحم دينق منزل رفيقه حمد، أخبره بلا مقدمات أنه يريد أن يعلن إسلامه، نهض رفيقه مخلوعآ عانقه بكل الاندفاع و الحب بكى معه اللحظة صمت الاندهاش، لم يخطر في باله قط أن يسأله يومآ ما عن دينه كان مسلمآ بالفعل و المعاملة الكريمة و الأخلاق الرفيعة، ذهب به إلى منزل الشيخ و أخبره صاحبه يريد أن يعلن إسلامه، الإمام البدين صاحب اللحيه الطويل كاد أن يطير من ألفرح هلل ثم كبر ثم بكى اخبر دينق إن دعوات أهل المنطقة الصالحة هي من فتحت له أبواب الهدى و الإسلام بفضل أخلاقه العالية و أدبه الجم، دعا الإمام المدعو دينق و صاحبه أن ياتيان غداً إلى صلاة الجمعة في المسجد الكبير و يشهر إسلامه أمام الجميع و يغير إسمه إلى محمد خير الأسماء، اختفت الشمس يوم الجمعة كان الجو ملبد بالغيوم أمطرت السماء بغزارة،لم يكن الفصل من أيام الخريف لكنها أرادت السماء أعلنت عن تباشر الخريف مبكرآ أثناء توقيت الصلاة، كآنها تريد أن تستقبل دينق استقبال الفاتحين، بدأت خطبة الجمعة و امتلي المسجد إلى آخره لا يوجد به موطئ لقدم، تحدث الإمام حديث العارفين خطابآ شيقآ استعمل كل فنون الخطابة، عن فضل الإسلام والمسلمين تم ارتقى بهم إلى فضاءات التصوف و التسامح و اليقين، أخبر الإمام المصلين شخص عزيز لديكم سوف يشهر إسلامه بعد قليل بفضل دعواتكم له بالنية المخلصة، إنما الأعمال بالنيات و لي كل أمري ما نوى و بعض من الحديث كأنه يريد أن ينسب فضل إسلام دينق إلى شخصه، ساعتها ضج المسجد الكبير بالتهليل و التكبير حتى رجع الصدى.
في الجانب الآخر قبل خروج دينق من منزل صديقه حمد القريب من المسجد، إنتابه التوتر و القلق ربما الانتقال من عبادة إلى عبادة يبعث هذا الشعور المرتبك، طمنه رفاقه بعد نطق الشهادتين سوف يذهب منه الخوف بلا رجعة و يدخل السكينة و الانشراح إلى قلبه، أثناء عبور الشارع العام إيد دينق مع إيد صديقه حمد في تشابك لحظة مفعمة بالحب و التألف و الإخاء، في لمحة بصر خاطفة صاحب سيارة قديمة انتهت عمرها الافتراضي، يقودها شاب مخمور طائش بصورة جنونية تصطدم بدينق و صديقه حمد و يطيحان بهما خارج الشارع فيصبحان في حالتي إغماء، يتحول طريقهما من المسجد إلى المستشفى.
بعدها عم الخبر الأليم بيوت المدينة، هرولة الجميع إلى المستشفى الحكومي قسم العناية المركزة ساعات في انتظار الفرج الرحيم، بعد ليالي و أيام عصيبة شابها التوتر والقلق توقف قلب دينق الكبير عن النبض و سلم الروح إلى بارئها، القلب الذي لا يعرف الحسد و الحقد نقي مثل لبن الأم و صاحب ضمير أبيض كشاع النور، بعدها بعشرة دقائق توقف قلب حمد الحنين الذي تذوق معه حلاوة الأيام و مرارتها، لحق بصاحبه كآنه يريد أن يقول له لن ترحل وحدك يا صديقي ساحلق معاك سويآ في الجنان، أثناء خروج الجثمانان الطاهرتان حصل مشادة كلامية بين أهل دينق الذين ظهروا فجأة باعتباره مسيحي، و الجيران و رفاقه باعتباره كان مسلم سرآ قبل أن يعلن إسلامه على المغربين منه، عليه يدفن هو و صديقه جوار بعض في مقابر المسلمين، زادت النيران اشتعالآ كل جماعة تصر على رائيها بتشدد و عناد بدون أدنى حد للتنازل، المرحوم كان عزيزآ لدى الجميع، ايقظت الفتنة من بعض المتطرفين و فشل العقلاء في السيطرة على الموقف، تحول الشتائم إلى الضرب بالعصي و اللكمات عم الفوضى و الهرجلة المكان سألت الدماء العزيزة بين الطرفين، أتت الشرطة إلى مسرح الحادث و أخذت جنازة دينق مع بعض المتهمين إلى الحراسة، بعد فترة قصيرة أطلقوا صراحهم بالضمان، إلى تاريخ اليوم لا يعرفون أهل المدينة إلى أين ذهبت الجثة و أين دفنت؟ رجل ببساطة و طيبة أسر كل القلوب، بعده لم تخمد نار الفتنة، لكن حياته ستظل ذكرى جميلة خالدة في التاريخ، التحريات أثبتت أن هذا الرجل لا يملك أي إثبات هوية أو مستنذ غير شهادة وفاته الذي يحمل اسمه، لتاريخ اليوم مازال الجدال مستمر في مجالس المدينة دينق مسلم ام مسيحي، لرجل كان ينبع حب و يتدفق إنسانية بانسياب.
(تمت)
إدريس على بابكر.