ماجد سليمان - وَادِي اللَّيْل

عِنْدَمَا سَعَّرْتُ في وَادِي اللَّيْلِ نَارَ صَبْريْ
أَبْصَرْتُ قُطْعَانَ السَّهَرِ تُـحِيْطُ بي جَائِعَةْ.

عِنْدَمَا انْتَزَعْتُ ضِحْكَتي مِن فَكِّ العُمُرِ الذَّائِبْ
تَوَرَّطْتُ بِـجُثـَّتِهَا البَارِدَةْ.

عِنْدَمَا أَشْهَرْتُ حَيْرَتي في العَتْمَةْ
تَخَلَّصَتْ أَيامِيَ مِنْ ثَقِيلِ أَغْطِيَتِهَا.

عِنْدَمَا أَدْلَـجْتُ خَلْفَ نَشْوَةِ رَائِحَتِهِنّ
وَجَدْتُني غَارِقَاً في فَجْرِ النَّوَافِذِ وَالأَزِقَّةْ.

عِنْدَمَا أَلْفَيْتُ حَظِّيَ مُتَسَرِّبَاً مِن كُوَّةِ النَّهَارْ
أَشْهَرْتُ النَّارَ لِحِمَايَةِ مَاشِيَتِهِ مِن جُوعِ الضَّبَاعْ.

عِنْدَمَا جَسَّ عَرَقُ أَنَامِلي ظَهْرَ كَفِّهَا
شَرَعَت البِيْدُ تَهْرُشُ جِلْدَهَا عَنْ لَسْعِ الغُبَارْ.

عِنْدَمَا سَأَلْتُ عَنْهَا شَجَرَ البَرَارِيْ
تَكَاثَرَتْ فَوقِيَ أَعْيُنُ سُحُبٍ دَامِعَةْ.

عِنْدَمَا ابْتَلَّتْ أَهْدَابي
اخْتَنَقَتْ رُوحِيَ بِحَبْلِ ظَمَأ.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماجد سليمان، أديب سعودي،
صدر له حتى الآن أكثر من 19 عملاً أدبياً
تنوَّعت بين الشعر والرواية والمسرحية والقصة وأدب الطفل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...