ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺁﺧﺮ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻮﻗﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ . ﺇﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻣﻌﻴﻦ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻧﺠﺎﺯﻩ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﺎﻹﻧﺸﻐﺎﻝ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻘﻂ . ﺃﻣﺎ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻔﺎﺋﺾ ﻭﻭﻗﺖ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺜﻞ : ﻻ ﺷﺎﻏﻞ ﻭﻻ ﻣﺸﻐﻠﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ ﻻ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻭﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺇﻫﺪﺍﺭﻩ ﻭﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ . ﻛﻼ ﺇﻥ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻮﻗﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻷﻧﺴﺐ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﻓﻲ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﻣﻔﻴﺪﺓ، ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ : ﺃﻭﻟًﺎ : ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻬﻮﺍﻳﺎﺕ ( ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﻳﺎﺕ ﻛﺎﻟﺮﺳﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ) . ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻟﻠﺠﺴﻢ ﻣﺜﻞ ﺭﻳﺎﺿﺔ ( ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺠﻤﺒﺎﺯ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ) ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻻ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ. ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ( ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻲ ) . ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﺪﺭﺍﺗﻨﺎ ﻣﺼﻨﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﻧﻴﺔ ﻭﺫﻫﻨﻴﺔ ﻭﻧﻔﺴﻴﺔ، ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻤﻮﺫﺝ ( ASC ) ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ، ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﺪﺭﺍﺗﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺰﺯﻫﺎ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ .
ﺇﻥ ﺗﻤﺎﺭﻳﻦ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺬﻫﻦ، ﻭﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﻒ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻤﺎﺭﻳﻦ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﻮﺀ .. ﺗﻤﺜﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﺮﺍﺀ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ . ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺨﻠﻖ ﻋﺒﺜًﺎ، ﺑﻞ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﻭﻇﻴﻔﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﺑﺎﺳﺘﺤﻀﺎﺭﻧﺎ ﻟﺴﻌﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺗﺤﺘﻬﺎ، ﻫﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﻤﺔ ﻓﺮﺍﻍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ .
ﺛﺎﻧﻴًﺎ : ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ .. ﻟﻨﺨﺼﺺ ﻭﻗﺘًﺎ ﻣﺤﺪﺩًﺍ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺁﺧﺮ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻭﻗﺖ ﻟﻼﻃﻼﻉ ﻭﺁﺧﺮ ﻟﻠﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ .. ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﻪ ﻳﺤﻤﻲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴًﺎ ﻻ ﻳﻨﺠﺰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻟﻬﺎ .. ﻭﻻ ﻳﺤﻘﻖ ﺁﻣﺎﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺢ ﺫﻫﻨﻪ ﻭﺑﺪﻧﻪ . ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺜﻠًﺎ ﻭﻗﺪﻭﺓ ﻳﺤﺘﺬﻯ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻧﺎﺟﺢ ﻣﺜﻠًﺎ، ﻓﺎﺣﺘﺮﻡ ﻭﻗﺘﻚ . ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﺠﺢ ﻭﻋﻤﺖ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﺻﺪﻓﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﻟﻨﺎ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻭﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﻣﺪﺭﺑﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﻮﻇﻴﻔﻪ، ﻭﺗﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ . ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﻄﻼﺕ ﺣﻴﺰًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻘﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻹﺭﺷﺎﺩﻫﻢ ﻟﻠﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ، ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻛﺎﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻟﻠﻜﻮﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ … ﺇﻟﺦ . ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﻀﺮ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﺃﻳﻀًﺎ .. ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺍﻟﺨﻤﻮﻝ . ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻏﺎﻝ ﻭﺛﻤﻴﻦ . ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻗﺪﻳﻤًﺎ : ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺐ ﻳﻮﻣًﺎ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﻀﻚ . ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻐﺎﻓﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﻏﻔﻮﺍﺗﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻤﺮ ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺃﺑﺪًﺍ ﺇﺫﺍ ﻣﻀﻰ . ﺯﻣﻴﻠﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ، ﺇﻥ ﻭﻗﺘﻚ ﻣﺤﺴﻮﺏ ﻓﻼ ﺗﻀﻴﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺜﺮﺛﺮﺓ ﻓﺘﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻭﻗﺘﻚ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻙ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ : ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻭﺛﻮﺍﻥ . ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪًﺍ ﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻋﻤﺮﻙ ﻓﻴﻢ ﻗﻀﻴﺘﻪ؟ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﺗﺼﺮﻳﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﺭﺿﺎﻙ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺭﺿﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ .
ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻟﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﺘﺘﺮﺍﻛﻢ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ . ﺇﻥ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﺗﺮﺍﻛﻢ، ﻭﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺒﻜﺮًﺍ ﻭﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﻓﻮﺭًﺍ .
ﺭﺍﺑﻌًﺎ ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ : ﺭﺗﺐ ﻭﻗﺖ ﻭﻧﻈﻢ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪﻙ ﻭﺍﺷﻐﻞ ﻭﻗﺖ ﻓﺮﺍﻏﻚ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﻗﺎﺗﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ....
ﺇﻥ ﺗﻤﺎﺭﻳﻦ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺬﻫﻦ، ﻭﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﻒ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻤﺎﺭﻳﻦ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﻮﺀ .. ﺗﻤﺜﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﺮﺍﺀ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ . ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺨﻠﻖ ﻋﺒﺜًﺎ، ﺑﻞ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﻭﻇﻴﻔﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﺑﺎﺳﺘﺤﻀﺎﺭﻧﺎ ﻟﺴﻌﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺗﺤﺘﻬﺎ، ﻫﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﻤﺔ ﻓﺮﺍﻍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ .
ﺛﺎﻧﻴًﺎ : ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ .. ﻟﻨﺨﺼﺺ ﻭﻗﺘًﺎ ﻣﺤﺪﺩًﺍ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺁﺧﺮ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻭﻗﺖ ﻟﻼﻃﻼﻉ ﻭﺁﺧﺮ ﻟﻠﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﺮﺍﺣﺔ .. ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﻪ ﻳﺤﻤﻲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﺒﺢ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴًﺎ ﻻ ﻳﻨﺠﺰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻟﻬﺎ .. ﻭﻻ ﻳﺤﻘﻖ ﺁﻣﺎﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺢ ﺫﻫﻨﻪ ﻭﺑﺪﻧﻪ . ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺜﻠًﺎ ﻭﻗﺪﻭﺓ ﻳﺤﺘﺬﻯ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻧﺎﺟﺢ ﻣﺜﻠًﺎ، ﻓﺎﺣﺘﺮﻡ ﻭﻗﺘﻚ . ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﺠﺢ ﻭﻋﻤﺖ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﺻﺪﻓﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﻟﻨﺎ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﻭﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﻣﺪﺭﺑﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﻮﻇﻴﻔﻪ، ﻭﺗﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ . ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﻄﻼﺕ ﺣﻴﺰًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻘﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻹﺭﺷﺎﺩﻫﻢ ﻟﻠﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ، ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻛﺎﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻟﻠﻜﻮﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ … ﺇﻟﺦ . ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﻀﺮ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ ﺃﻳﻀًﺎ .. ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺍﻟﺨﻤﻮﻝ . ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻏﺎﻝ ﻭﺛﻤﻴﻦ . ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻗﺪﻳﻤًﺎ : ﺇﺫﺍ ﺫﻫﺐ ﻳﻮﻣًﺎ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﻀﻚ . ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻐﺎﻓﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﻏﻔﻮﺍﺗﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻤﺮ ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺃﺑﺪًﺍ ﺇﺫﺍ ﻣﻀﻰ . ﺯﻣﻴﻠﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ، ﺇﻥ ﻭﻗﺘﻚ ﻣﺤﺴﻮﺏ ﻓﻼ ﺗﻀﻴﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﻝ ﻭﺍﻟﺜﺮﺛﺮﺓ ﻓﺘﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﻭﻗﺘﻚ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻙ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ : ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻭﺛﻮﺍﻥ . ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪًﺍ ﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻋﻤﺮﻙ ﻓﻴﻢ ﻗﻀﻴﺘﻪ؟ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺴﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﺗﺼﺮﻳﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﺭﺿﺎﻙ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺭﺿﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ .
ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻟﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﺘﺘﺮﺍﻛﻢ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ . ﺇﻥ ﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﺗﺮﺍﻛﻢ، ﻭﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺒﻜﺮًﺍ ﻭﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﻓﻮﺭًﺍ .
ﺭﺍﺑﻌًﺎ ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ : ﺭﺗﺐ ﻭﻗﺖ ﻭﻧﻈﻢ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪﻙ ﻭﺍﺷﻐﻞ ﻭﻗﺖ ﻓﺮﺍﻏﻚ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﻗﺎﺗﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ....