تظل هموم الأمة العربية هى قبلة الشعراء فى الكتابة بأشكالها المتعددة الهزائم المتتالية والتشرذم والمذابح والحروب وبقدر ما نقرأ نصا نجد أن تفسير النص أو محاولة تفسيره ربما تكشف عن تلك الهموم التى تثقل على الشعراء .
وعنوان النص أن هناك شىئ كان يغنى والغناء فرح ومسرة لم يكتب لها الاستمرار والفقد لتلك الفرحة وذلك الغناء ما يشكل حزنا عميقا فى نفس الشاعر وفى مثل ذلك النص والشئ الذى كان يغنى واستعمال الفعل كان يدل على الماضى والغناء يدل على الفرح والانتصار .
فالقلوب المثمرة المغرمة بالإثمار تخرج دون إبداء الأسباب إلا هذا الحب المفعم بالعطاء هو السبب الوحيد لتلك الرؤية والتشوف والتحول للإثمار وذلك القلب الطائر على مدى الزمن ويستدعى ما يستدعيه من هم تاريخى فهو يحط على كف الفارس القديم يجر حزنه القديم أيضا الممثل فى ذراع السعف الضعف الذى يجر مالا يحتمل مما لا يثمر فى السفر الطويل خلال زمن ليستنهض ذلك الفارس أو يستدعيه.
وكأنما هو ابحار فى الدموع هى فى حقيقتها ذكرى الفارس وانتصاراته وهى مستدعاة لواقعنا المهزوم فى المآقى التى كانت جميلة ( الغوطة والاغنية والبيرق المرفوع) ومازالت هواء / صدى الانتصارات إلا أنه فى الواقع المعاصر يقف وحيدا متوازايا ومتضادا معه حتى أنه يخفض الجبين ( الانتصار القديم فى مواجهة الهزيمة المعاصرة) .
وكأنما الشكوى لطوب الأرض / الأمة العربية بكاملها من الكهولة التى ألمت بها يبحث عن الطفل / الفارس الجديد فلا يجد إلا سنبلة على متن قصيدة لشهيد سنبلة ملطخة بالدم غربت قبل أن تشرق فى مشهد مأساوى حزين .
يضيع كل شئ تضيع الغنوة العتيقة الغوطة جزوع بلا سعف تضيع ليست تجدى هزات الشجر القديمة ولا العبير ولا مراودة الفارس القديم أو نداءاته فى صورة مجازية محكمة حيث كل شئ بدءا من الجمال والأغانى والأمة والانتصارات الأمس واليوم والمستقبل فى التيه ويظل الأمل فى طفل عربى ينتظر فى صورة عشب الصورة سوداوية ومأساوية ولا فعل سوى الانتظار.
قصيدة موفقة فى نقل الحزن العام لأمة بكاملها ترى وتشاهد ولا فعل فى سكون كالموت ولعل محاولة فهم وتفسير النص يغير من واقعنا المعاصر.
------------------------
*
شيء بي كان يغني
مصطفي علي الجنايني
لي قلب بالنخيل مغرم صبابة
يخرج مني فجأة و دون إبداء الأسباب
لأراه على صدر نخلة عرجون بلح
قلبي طائر
عابر سبيل على هامة الدهر
يحط من سفره الطويل
على كف فارس قديم
ياتي من الخلود يجر ذراع السعف
لماذا أراه الآن ينزل في عجالة
يصير على خد الصباح نهرا
قادما لي من ماقي الجميلة
يحكي عن غوطة دمشق
و غنوة عتيقة عليلة
و عن بيرق تركه هواء الانتصارات يقف وحيدا
فخفض الجبين
شكا لطوب الأرض من داء الكهولة
عن طفل حلبي
بين ذراعي أمه يجيء من الحقول
و قبل أن تضمه يصير سنبلة
علي متن قصيدة لشهيد
عن دم يلطخ حائط الأفق
في غروب يحلو له
على وجنة الشمس أن يمد ساقيه
و بنطاله المحشو ببحة ناي
شيء بي ضاع مني
شيء بي كان يغني ..
بين جذوع بلا سعف
شكت من شواشيها
و من هزتها التي تحكي
كلما غازلها العبير
و راودها عن نفسه نسيم الفارس القديم
أبحث عنه
أبحث في التيه
لا شيء هنا غير طفل يعربي
أقسم أن يخبر الله بكل شئ
فاخضوضر
صار في الصحراء عشبا
تأوي إلي ظله دمعة على شكل قلب .
2019 10 11
مصطفى على الجناينى
وعنوان النص أن هناك شىئ كان يغنى والغناء فرح ومسرة لم يكتب لها الاستمرار والفقد لتلك الفرحة وذلك الغناء ما يشكل حزنا عميقا فى نفس الشاعر وفى مثل ذلك النص والشئ الذى كان يغنى واستعمال الفعل كان يدل على الماضى والغناء يدل على الفرح والانتصار .
فالقلوب المثمرة المغرمة بالإثمار تخرج دون إبداء الأسباب إلا هذا الحب المفعم بالعطاء هو السبب الوحيد لتلك الرؤية والتشوف والتحول للإثمار وذلك القلب الطائر على مدى الزمن ويستدعى ما يستدعيه من هم تاريخى فهو يحط على كف الفارس القديم يجر حزنه القديم أيضا الممثل فى ذراع السعف الضعف الذى يجر مالا يحتمل مما لا يثمر فى السفر الطويل خلال زمن ليستنهض ذلك الفارس أو يستدعيه.
وكأنما هو ابحار فى الدموع هى فى حقيقتها ذكرى الفارس وانتصاراته وهى مستدعاة لواقعنا المهزوم فى المآقى التى كانت جميلة ( الغوطة والاغنية والبيرق المرفوع) ومازالت هواء / صدى الانتصارات إلا أنه فى الواقع المعاصر يقف وحيدا متوازايا ومتضادا معه حتى أنه يخفض الجبين ( الانتصار القديم فى مواجهة الهزيمة المعاصرة) .
وكأنما الشكوى لطوب الأرض / الأمة العربية بكاملها من الكهولة التى ألمت بها يبحث عن الطفل / الفارس الجديد فلا يجد إلا سنبلة على متن قصيدة لشهيد سنبلة ملطخة بالدم غربت قبل أن تشرق فى مشهد مأساوى حزين .
يضيع كل شئ تضيع الغنوة العتيقة الغوطة جزوع بلا سعف تضيع ليست تجدى هزات الشجر القديمة ولا العبير ولا مراودة الفارس القديم أو نداءاته فى صورة مجازية محكمة حيث كل شئ بدءا من الجمال والأغانى والأمة والانتصارات الأمس واليوم والمستقبل فى التيه ويظل الأمل فى طفل عربى ينتظر فى صورة عشب الصورة سوداوية ومأساوية ولا فعل سوى الانتظار.
قصيدة موفقة فى نقل الحزن العام لأمة بكاملها ترى وتشاهد ولا فعل فى سكون كالموت ولعل محاولة فهم وتفسير النص يغير من واقعنا المعاصر.
------------------------
*
شيء بي كان يغني
مصطفي علي الجنايني
لي قلب بالنخيل مغرم صبابة
يخرج مني فجأة و دون إبداء الأسباب
لأراه على صدر نخلة عرجون بلح
قلبي طائر
عابر سبيل على هامة الدهر
يحط من سفره الطويل
على كف فارس قديم
ياتي من الخلود يجر ذراع السعف
لماذا أراه الآن ينزل في عجالة
يصير على خد الصباح نهرا
قادما لي من ماقي الجميلة
يحكي عن غوطة دمشق
و غنوة عتيقة عليلة
و عن بيرق تركه هواء الانتصارات يقف وحيدا
فخفض الجبين
شكا لطوب الأرض من داء الكهولة
عن طفل حلبي
بين ذراعي أمه يجيء من الحقول
و قبل أن تضمه يصير سنبلة
علي متن قصيدة لشهيد
عن دم يلطخ حائط الأفق
في غروب يحلو له
على وجنة الشمس أن يمد ساقيه
و بنطاله المحشو ببحة ناي
شيء بي ضاع مني
شيء بي كان يغني ..
بين جذوع بلا سعف
شكت من شواشيها
و من هزتها التي تحكي
كلما غازلها العبير
و راودها عن نفسه نسيم الفارس القديم
أبحث عنه
أبحث في التيه
لا شيء هنا غير طفل يعربي
أقسم أن يخبر الله بكل شئ
فاخضوضر
صار في الصحراء عشبا
تأوي إلي ظله دمعة على شكل قلب .
2019 10 11
مصطفى على الجناينى