محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - اكتب.. شعر

اكتب
ثم امحو ثم اكتب من جديد
تتطاير الكلمات
مقصات ، بضع امواس ، اغنيات مسمومة اللحن
مزهرية مُصابة بالتصحر
فراشات مبتورة الاجنحة من خلاف
عيون شاحبة تُطارد اصابعي
كي اكتب لها
عن جرحها
حين اُصيبت باللانظر
اكتب
عن الموانئ التي طاردت سفني الى القاع
وعن حلقات الدروايش
حين وقفت
ودرت
ودرت
درت حتى شاخت الاشياء حولي
ورأيت عدة ألهة
يجلسون في مائدة الغيب
يتناولون الخمر والقصص الطريفة
عن خراب الآدميين
ثم اعود لأكتب
عن جمال قبلاتنا الحارة
النجمة تلهو فوق تلالها السمراء بأشعتها الخافته
القمر
يحتل المسافة بيننا
وكأنه يزف عينيها لعُرس في شاطئ ما
عن اصابعها
حين اضمها
ورقاً من الاحلام
وافلتها كعصفور اُحاول رسم اولى خطواته الطائرة
اكتب عن جرحي فوق عينيها
خيبتي
في ذبح تاريخ الجراح حول معصمها
انكساري
في انكسار الموت فينا
حين تخوننا حتى الزجاجات الرديئة
فلا تمدنا بالثمالة كما نُريد
اكتب عن حديقة
نمت اسفل شفة الكلمات فاصبحنا
نقول كلامنا
عطراً
وزهراً
رغم انف البندقية والحذاء العسكري
عن فراشة راقصة
نهديها
وانشدت في اذنها لغة الصباحات
رغم انف المشانق
و مشهد اللحن الذي يدوي من فوق انياب المقصلة
عن رحيل
ورحيل اخر
عن جرح قديم في مؤخرة اللحظات الحميمة
عن عناق حشدنا حوله
كل ما نملك من النسيان ، من الصمت ، من البكاء
ثم قذفناه الينا
وكأننا نرشي الخيال
بالقُبل
وبالتناسي المر
اكتب إليها دائماً
كلما خانتني في البرد الفصول
وارتجفت
لغتي
واسقطت الكناية في الطريق
فقلت كل شيء دفعة واحدة ، بكل وضوح
"احبك "
اكتب اليها كلما
شاهدت سوساً
يتناول انعكاس القُبلة الاخيرة على كأسي الفارغة
فحملت سيفاً
لاقطعه
فقطعت من فرط الغباء
شفتي عنها
وضاعت نكهة الزيتون عني
اكتب
عن زجاجية تحطمت في ارضية القصيدة
فتجاهلنا الشظايا
ثم رقصنا عاريين فوقها
ونزفنا دماً بنفسجي في الجنون والكبرياء
ثم مضينا
تاركين وراءنا
احلامنا ، دمنا ، وارضية القصيدة
الى مجهولنا السري

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...