محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - هذا التيه..

هذا التيه
هذا القلق الذي ينخر ببطء
في العتمة
كحُلم يتسرب عبر الأذن
مادة لزجة
ويعلق في اظافر الوسادة " غير اللطيفة " في احتضان الخيالات
هذا الرهاب المُخيف
من الآتي
بعباءته الزرقاء الملمس ، خشنة اللون
وجريحة الخطوات
ماذا لو حدث ما يحدث عادة
اصطدمنا بالعتمة
وانكسر الليل
في الكأس ، وسالت شظايا الزجاج على حوافر الشوق اللزج
ماذا لو نمت للمدينة اذرع طويلة
وجذبتنا
نحو خرائبها المنسية
نحو مقاهيها الرديئة
صياديها ، ورائحة الاسماك التالفة
" فدادياتها " والعرق المغشوش
بوليسها
والاعمال الفاحشة في بلاط الساسة
ماذا لو تسمم المجاز
وفقدت القصيدة قدرتها على البوح
لو عاد الطين ، طيناً
وسحب آدم نحو تاريخه القديم ، وما قبل القديم
ببضع حروب
وجثث طافحة كحمل خارج رحم الذاكرة
ثم مزقه
طفلاً طفلاً
جرحاً جرحاً
وهدم ذاكرته حتى تلاشى الحطام ، كغبار من الرماد الملعون
ماذا لو
أنني
ساظل هكذا
تائها عني
اُضيعني
كلما طارت فراشة عن نهود حبيبتي
وحطت على ثغر المساء
كلما
جلس الربيع
على النوافذ
وانشد لي الكثير من القصائد
بعضها عن
" التوحد "
" انطوائية الخراب "
" انسداد أبواب الرب في وجوه المهرطقين "
ثم حلق
واختفى خلف
اجنحة الشتاء
ماذا اذا كان ما اعيشه من خراب
هو الحقيقة بكامل عريها
ولن استيقظ
واجدني
جالساً وحدي في مغبرة "اللاشعور"
وبأنني ساظل سجين
أبدية تابوتي الذي اسميته جرح "وجود"

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...