منى العقدة - بلا شعور

بلا شعور
ليس لدي شيئاً لأكتبه
أيعقل أن تنفذ الحروف من امرأة
كانت تكتب وهي تمشي
وتكتب وهي تجلس
تكتب بين النوم واليقظة
وتكتب أثناء قضاء حاجتها !!
أيعقل أن يتبلد الشعور لامرأة كانت تبكي موت قطة تراها كل يوم عند ذهابها إلى العمل
وتقيم جنازة لإظفرها الذي انكسر بعد أن أطالته كثيراً
انثى تقفز فرحا لرؤية لوحة
وتكتئب عند رؤية غروب الشمس
وتحزن لفراق بائع لم يستغرق وجودها في متجره عدة دقائق !!
أجلس الآن كجثة
لست حزينة
لست سعيدة
لست غاضبة
لست راضية
لست هادئة
كأنني مت
بلا عزاء أو مراسم جنائزية عظيمة
أشيائي كما هي
مازالت تكتظ خزانتي بالملابس والأحذية
كل الاوراق والمستندات تدل على بقائي على قيد الحياة
يرن هاتفي كثيراً
وهذا معناه أن لا أحد يعلم هذا الخبر !!
أمي لاتبكيني
تهتم بعدد اللايكات على حسابها الشخصي
أكثر من نبأ موتي
أبي هادئ
يقرأ الجرائد القديمة كعادته
‏يشغله أن يستعيد ذكرى النكسة
‏عن أن يلقي نظرة على جثتي المتحركة
كأنني مت
أفتح الثلاجة لأتفقد الطعام كي أسكت معدتي الصارخة
وأتسائل هل يجوع الموتى ؟؟!
كأنني مت
ولكن قلبي يضخ الدماء
هل رأيتم جثة تمشي في الشارع
وتقف بالصفوف
وتتقاضى الراتب
و تضع طلاء الاظافر ؟؟!
أمارس طقوس الاحياء بموت شديد
كم بقى لدي من المال لا انتبه الا قبل افلاسي بدقيقتين
(الاجرة لو سمحت )
كلمة سخيفة تقطع استغراقي في الموت
ورنين المنبه كل صباح
ليس إلا بداية مزعجة لامرأة ميتة !!

# منى العقدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...