منى فكري مرسي (منى العقدة)

  • مثبت
تعلم أنه يخون تهمس في أذنيها كل ليلة الست حواس يخبرها قميصه الأبيض المضرج بحمرة شفاههن هاتفه المغلق رسائله المختصرة اقتضاب ردوده تعلم أنه يخون لكنه تفضل ظله الخائن على ظلال الحوائط !! منى العقدة من ديواني الأول ناقصة عقل
منذ أن كتبت الشعر كثرت حفلات التوقيع كل النساء أدباء الآن يرفقن الصور أسفل كل نص يتهمونني بسرقة الفكرة التي تحولت من دموعي إلى كلمات فأخبرهن لا بأس توارد أحزان !! أصبحت الكتب كأشرطة الأغاني في التسعينيات وأصبحت أسماء الكاتبات على أفيشات الافلام قبل اسماء الممثلات أصبحت الكلمة صيحة...
لو كنت تزوجتك منذ أن أحببتك لأنجبت منك الآن رجلاً يبلغ من العمر خمسة عشر عشقاً قديم أمر حبي لك أخفيته طويلاً قبل اختراع الهواتف المحمولة والسيلفي وتطبيق الواتس آب والجي بي اس وجلسات التصوير !! أحببتك منذ أن كانت أبعد مسافة ذهبت إليها الطريق لبيتك ومنذ أن كنت أخجل أن أسأل رجلا كم الساعة...
إلى متى سأخمد حبك بسوء ذكراك أقتل الشهوة بالعادة السرية !! أحشو وسادتي بالواقع كي لا أحلم أحشو قلبي بالحجر كي لا يلين أحشو الايام بالسكر كي لا أذوق مرارتها !! أحقن أوردتي بالزهور كل ليلة كي أستطيع أن أعشق بعدك مجددا أفرغ أكياس الملح بجراحي وأبتسم أضحك على اللبن المسكوب أقيم حفل شواء...
بلا شعور ليس لدي شيئاً لأكتبه أيعقل أن تنفذ الحروف من امرأة كانت تكتب وهي تمشي وتكتب وهي تجلس تكتب بين النوم واليقظة وتكتب أثناء قضاء حاجتها !! أيعقل أن يتبلد الشعور لامرأة كانت تبكي موت قطة تراها كل يوم عند ذهابها إلى العمل وتقيم جنازة لإظفرها الذي انكسر بعد أن أطالته كثيراً انثى تقفز...
يغازلني بائع الفاكهة ويعترض المجذوب طريقي أشعر أن عجوز الحي يتبول على ثيابه كلما رآني حتى ذلك الشاب الصامت دائماً يتعثر حين أطل من النافذة ذلك الرجل الشديد الوقار يرمي الجريدة التي يحملها تحت أقدامي !! لا أعرف ما العيب في أن أنحني لربط حذائي و أن أطل من النافذة لنشر ملابسي وأن أضطر إلى...
كي لا يعرفني الملل ... أخاف أن أصبح امرأة عادية فساعدني دائما أن أقلب نظامي اليومي وأن أغفو وسط النهار وأستيقظ بمنتصف الليل ‏وأن أتعمد التقاعس عن ترتيب غرفتي أياما ‏كي لا تتعرف علي الحوائط !! ‏أخدع خزانتي بملابسي المبعثرة دون ترتيبها أخدع ملابسي بتركها وارتداء ملابس أمي أخدع قلبي بالتخلي...
لم يكن قصدي أن أصبح كاتبة أن أشهق المواقف وأزفر الحروف لم يكن طموحي أن أجتمع مع الادباء على طاولة واحدة وأحصل على الوسام الذهبي أن اطبع آلاف الكتب وأن أجالس التعساء كي أواسيهم بنص وأنعزل بغرفتي وأصرخ بوجه اطفالي وأكتم أسراري بقلبي وأموت بالسكتة الابجدية لم أكن أقصد أن يصفق لي القراء وأن...
أريد أن أبكيك.. في العمل الرجال لا يبكون في دورة المياة تحذرني جدتي من أن تتلبسني جنيات الحزن أخبئ دموعي أمام طفلتي لن تجدي حيلة ذرة الغبار مع اطفال هذا العصر !! ‏ في الناقلة أكتم البكاء خوفا من رجال يحاولون الدخول لقلوب النساء عن طريق دموعهم !! أين أبكيك وصدر صديقتي مشغول بصراخ طفلتها كتف...
أحمر شفاهي .. فوق الفناجين تفاصيل أنثوية على المناشف معاناة أمي في التنظيف على قميصك سبب قوي لغضب أمك !! في حقيبتي سلاح ملون ضد القبح عند الثرثرة شمع ملون يوصد باب الفم عند الطعام ذريعة لانقاص الوزن في المناسبات طقس اجتماعي في المآتم جريمة لا تليق بالملابس السوداء على الفراش...
بالأمس استخرت الله فيك... لم تزرني بالحلم لتعطيني وردة حمراء او لتصفعني على وجهي أو تبتسم لم تعبس ولم تظهر جدتي بالصورة لتحذرني منك ولم يظهر رجل مسن ليبشرني بك أحاول الحرص بالنوم على الجانب الأيمن رغم ميلي نحو الغفوة على البطن وأحشو الوسادة برسائلك كي استحضرك !! اذكر ذلك اليوم حين أتيتني...
أنا بخير أستمع الى نصائح خبراء الطاقة والجمعيات النسائية أنفذ وصايا صديقتي بحذافيرها (لا للبكاء ) (لا للعزلة ) (لا للمشاهد الرومانسية ) هاتفي ساكن شحنه لم ينقص نقطة حتى الآن مازال منذ الصباح مائة في المائة ‏أبقيته على وضع الطيران خوفا من أغرق في ذاكرة الهاتف ‏بدلت نغمة الرنين من موسيقى...
قبل أن نفترق... أخبرني من سأحادثه في منتصف الليل لأخبره نبأ انكسار ظفري الصغير وكارثة انسكاب مرطب وجهي وخبر ظهور شعرة بيضاء بشعري!! من سأروي له خيباتي تأخر دورتي الشهرية وإرهاق يومي شجار أمي وأبي وأحاديث الجيران المزعجة سخافات الطريق أنباء الصحف والتهكم على طريقة حوار المذيعة الحسناء من سآخذ...
لأنني ألون شفتيها أدعوها للرقص ‏أبكي معها ‏أحجز لها ركنا خاصا في مقهى كي تبكي بحرية ‏أحضر لها المناديل الاقراص المنومة الأسلحة وحبل المشنقة والكرسي ‏أشير لها إلى الشرفة و النهر ‏كي تختار أفضل الطرق للانتحار !! ‏ تكرهني الأنثى السعيدة لأنني أفيقها إذا اكتشفت زيف سعادتها ثم أدخلها غرفة العمليات كي...
هل فقدت الأماكن رونقها و أصبحت كل الأفلام مكررة السماء غائمة واللوحات متشابهة والنقد كالمدح والملح كالحلو وأصدقائي كأعدائي !؟ غرفتي كغرفة الانعاش وخزانتي متاهة أبحث فيها عن فردة جوربي الضائعة ثم أسألها ماذا أرتدي اليوم !! ؟ هل شحب وجهي وتقصف شعري وذبلت عيني بهتت ألوان ملابسي وطلاء أظافري...
نحن النساء.... نعبر الطرق الممنوعة مقابل رصيد من ضحكات الموظف المرتشي لا يأخذ من امرأة حفنة جنيهات تكفيه ابتسامة بائع الخبز لا يريد المال رؤية أنثى بالنسبة له بقيمة ألفي دولار المدير المهيب ينقلب طفلًا صغيرًا أمام السكرتيرة الحسناء حارس العمارة يضع لاصقة مكتوب عليها (المصعد لا يعمل ) بمجرد...

هذا الملف

نصوص
18
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى