أحمد القطيب - "عَروبَةُ شَنْكَان"

قصيدة تفعيلية مُهداة إلى الكاتبة السورية المغتربة بتركيا
(مُتفاعلن وإبدالاتها)

..في ذلكَ الوطنِ الْحزينْ


ماعادَ عصْفورٌ يُرتّلُ غيْرَ ألحانِ الأنينْ


والرّيحُ تعْزفُ من تلاوينِ الْجراحْ


وتُراقصُ الآهاتِ من نزْفِ القبورْ


..في ذلكَ الوطنِ الجريحْ


ماعادَ شيءٌ مورقاً إلّا اللّحودْ


وهناكَ ترْتعشُ الحياةُ على خيوطٍ منْ كفَنْ.


..والليلُ يسْتُرُ كلّ عوراتِ الوطنْ


رغْمَ الخطايا السّودِ تتْلوها الرّياحْ


رغْمَ الجنائزِ فيهِ يجْلوها الصّباحْ


...في ذلك الوطنِ الجريحْ


أُنثى
لها قلْبانِ مُغْترِبانِ..


قلبانِ ينْتظرانِ...


قلْبٌ ..يفتّشُ عنْ وطنْ


وفُؤادُها الثاني.. يفتّشُ عن "رفيقِ الدّرْب" في كذِبِ الْمرايا


لا يا "عَروبة ُ"ما الْمرايا غيْرُ أخْيِلَةٍ تزولْ!!


هُوَ فيكِ..مِنْكِ بلا أُفولْ


أَصْغي لهُ في نبْضِكِ الرّيّانِ في همْسِ السّكونْ


هو فيكِ..منْكِ الفارسُ المفْتونُ..


مازالَ صوْتُكِ ..صوْتهُ فاصْغي لهُ...


هو فيكِ..مِنْكِ.. بلا مَرايا زائفهْ


في الرّوحِ تسْكنُ روحهُ..ويَراكِ


أحْلى الصّبايا ...لايزالُ فتاكِ


مازالَ يجْلسُ في الْأريكةِ في الصّباحْ


يتْلو الجريدةَ سابحاً بين السّطورْ


مازال يشْربُ من فناجينِ المساءْ


مازالَ يخْتلِسُ الحنينَ إليْكِ.. حينَ تخيطُ كفّاكِ الكِساءْ


وإذا الْتقتْ عيْناكما...


وتشابكَ الْكفّانِ يرْتعشانِ...


ضحِكَ الربيعُ ..وأزْهرَ الْقلْبانِ مثْلَ الْياسمينْ ..

..

فَلْتبْصري روحيْكُما ؛ مرآةَ روحٍ خالدهْ..


لاترْمُقي زورَ المرايا الباردهْ !!


(أحمد القطيب... ليلة 2016/02/19)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...