أريج محمد أحمد - لا شيء ...

عبثاً تحينتُ الفُرص كي التقِيك ...
سيرت قافلتي صيفاً شتاءً علها في غمرةِ التسفار تُوصلني اليك ...
وصنعتُ ساعاتَ الرِمال شواهداً ...
على الزمنِ العصيِّ يمرُ ركضاً وكل أيامي أنا وقف ٌ عليك ...

عبثاً نثرتُ خيولَ الكلِم غاديةً اليك ...
وجمعتُهن روائحا ظمأى يُكابِدن الأسى أن لا عليك ...
ويلي تكبدتُ المشاقَ بلا رفيقٍ أشتهيك ...

قمري وصُبحي ونجمتِي ...
كفي وقلمِي ومُهجتي ...
خطوي على كُل الدّروبِ ... ونبضي ... كلٌ يُسائلُني عليك ...

...وأنا...
لا شيء ...
صوتي يُغادرني كُلما إستجديتُه ...
بصري يُصادِق عتمتي كُلما أرسلتُه ...
قلبي يُفارِقَ أضلعي كُلما استعطفتُه ...
لا شيء يُرشِدُني اليك ...
لا شيء يطوي كل ذاكَ البعد يرصُفُه يُعبِدُه ...
لا شيء يملأُ فارِغ الأيامِ و الليل الحزين وصبحُه ولهاً عليك ..
...وأنا ...
أنا هُنا ...
أُشبِه الأحياءَ حِيناً أبتسم ...
أُشبِه الأحياءَ حِيناً أنسجم ...
أُشبِه الأحياءَ حِيناً ضجيجَ الدمِع واللوعاتِ يذبحني الألم...
أُشبِه الأحياءَ حِيناً ليتني يوماً بروحِي أفتدِيك ...
أُشبه الأحياءَ حين أحملُ الريحانَ عِطراً لذاكَ القبر عني يحتويك ...

ليت ذاك الموتُ غيبنا معاً ...
ليت ذاك القبرُ يحوينا معاً ...
ليت ذات الموتُ يحمِلُني إليك ...

أريج محمداحمد _ السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...