شق طوفان الزحف – في مهابة – سكون الشوارع الخالية .. في المقدمة جثمان مسجي – فوق الأذرع – في أسمال ملونة.. سوداء ، وبيضاء ، خضراء ، حمراء .. بانت السماء كعادتها حزينة .. كابية اللون .. حامت بعض الطيور – في جماعات – فوق الركب الصامت .. ارتفعت قليلا بعد دوى طلقات بعيدة .. في انحناءة الشارع المفضي إلى الطريق المتسع توقف الجمع أمام فوهات البنادق المصوبة ..
قال الضابط بلهجة آمرة واثقة : ممنوع التجوال.
رد صوت – قوى – واحد : لسنا في نزهة
غرقت نبرات الضابط في العيون المبحلقة:
- لكنها الأوامر .. اثنان على الأكثر يمكنهما أن يؤديا نفس المهمة .
علت همهمة الواقفين في زئير مكتوم.. كانت السماء تئن بدوى الرعد المتلاحق في برقتين متتاليتين .. تدافعت الأجسام – المتقاربة – ببعضها البعض، فواصل الزحف سيره بين العربات المجنزرة والبقع الغامقة المغروزة في الصدور .. ..
أسرعت دورية أخرى .. وأخرى .. وأخرى سدت الطريق ..
قال الصوت القوى : هذه جنازتنا .. وعادتنا تشييعها .
سحب جنديان – اندسا وسط الحشد – واحداً من بينهم .. بدا لهم أنه الصوت .
فشلت محاولاته في تفادي الركلة الآتية من الخلف .. كانت يداه – في استماتة – تحاول دفع العصى بعيدا عن الرأس .. زلزلت لا إله إلا الله الأركان .. توالت العصى في كل مكان .. تفرق الحشد إثر سقوط البعض ..
ما لبثت أن عادت لا إله إلا الله مجلجلة هادرة .. امتلأ المكان بدخان خانق وطلقات هوجاء أكثر طيشا من ذي قبل .. توارى المشيعون خلف الجدران وأشجار الزيتون .. ما من شئ سوى الأرض .. الأرض .. لا إله إلا الله .. الأرض ..
مرق الحجر الأول كالنيزك مرتشقا بالصدر الأهوج .. تبادل الجمعان التراشقات حجارة وطلقات دم دم ( المحظور استخدامها دوليا ) ..
بان الذعر في الوجوه المصفحة فبدت أقدامهم – في حركتها – ثقيلة ..
زادت الحجارة المنطلقة في السماء فشكلت – في كثرتها – أسرابا من طيور الأبابيل . عجزت المدافع والعربات المجنزرة عن الصد .. كان الجثمان الملقى على الأرض يتدحرج كأنما آلاف الأذرع تواريه ..
في حين شق طوفان الزحف – في مهابة – صدور الشوارع الخالية ..
بانت السماء على غير عادتها عالية زرقاء ..
في جماعات تسربت الطيور تضرب بأجنحتها الهواء أمام الركب الزاحف.
قال الضابط بلهجة آمرة واثقة : ممنوع التجوال.
رد صوت – قوى – واحد : لسنا في نزهة
غرقت نبرات الضابط في العيون المبحلقة:
- لكنها الأوامر .. اثنان على الأكثر يمكنهما أن يؤديا نفس المهمة .
علت همهمة الواقفين في زئير مكتوم.. كانت السماء تئن بدوى الرعد المتلاحق في برقتين متتاليتين .. تدافعت الأجسام – المتقاربة – ببعضها البعض، فواصل الزحف سيره بين العربات المجنزرة والبقع الغامقة المغروزة في الصدور .. ..
أسرعت دورية أخرى .. وأخرى .. وأخرى سدت الطريق ..
قال الصوت القوى : هذه جنازتنا .. وعادتنا تشييعها .
سحب جنديان – اندسا وسط الحشد – واحداً من بينهم .. بدا لهم أنه الصوت .
فشلت محاولاته في تفادي الركلة الآتية من الخلف .. كانت يداه – في استماتة – تحاول دفع العصى بعيدا عن الرأس .. زلزلت لا إله إلا الله الأركان .. توالت العصى في كل مكان .. تفرق الحشد إثر سقوط البعض ..
ما لبثت أن عادت لا إله إلا الله مجلجلة هادرة .. امتلأ المكان بدخان خانق وطلقات هوجاء أكثر طيشا من ذي قبل .. توارى المشيعون خلف الجدران وأشجار الزيتون .. ما من شئ سوى الأرض .. الأرض .. لا إله إلا الله .. الأرض ..
مرق الحجر الأول كالنيزك مرتشقا بالصدر الأهوج .. تبادل الجمعان التراشقات حجارة وطلقات دم دم ( المحظور استخدامها دوليا ) ..
بان الذعر في الوجوه المصفحة فبدت أقدامهم – في حركتها – ثقيلة ..
زادت الحجارة المنطلقة في السماء فشكلت – في كثرتها – أسرابا من طيور الأبابيل . عجزت المدافع والعربات المجنزرة عن الصد .. كان الجثمان الملقى على الأرض يتدحرج كأنما آلاف الأذرع تواريه ..
في حين شق طوفان الزحف – في مهابة – صدور الشوارع الخالية ..
بانت السماء على غير عادتها عالية زرقاء ..
في جماعات تسربت الطيور تضرب بأجنحتها الهواء أمام الركب الزاحف.