مشهد أول ...
ألقى حجراً في الماء مُعكراً صفوه
مدَّ بصره للبعيدِ متأملاً
إستيقظتُ اليوم مبكراً على غيرِ عادتي
عصفور على شباك غُرفتي
يملأُ الدنيا غناء
الغريب إنني كنتُ أسمع هذا الصوت كل صباح
ولكن لم أكن أعتقد انه حقيقي !
ظننتُه بعض من هذياني الذي لا يفارقني
حتى و أنا نائم
لأستفيق مُحاطاً بغمامةٍ من عدِم الإدراك
حُلم .... أم .... واقِع
إستقرَ الحجرُ في باطِن روحه قبل الماء
مشهد ثاني ....
يمشي وسط الجموع كثير التلفت
يبدو ضائعاً
إلى أين ؟
سؤال لا يبارح شفتيه
فقط نظراته تتبع الأجسادَ المُتسارعةُ من حوله
بعضهم كأنهم قادِمون نحوه
وبعضهم وكأنهم يفرون منه
يلامسونه مِن الجانبين بلا إعتذار
بدا لهُ الأمر وكأنه يُسحق بينهم
يشتد الزِحام
يتسارع إيقاع الخطوات
يتململ
مالكم ؟ وإلى أين ؟ و من أين ؟
أنتُم تسحقونني
يتضاءل جسده
يشعرُ بانسحاق جانبيه
بنِصف عينين
بلا أطراف
بلا صدغين
مُخي مكشوف ! كم هو فارغ !
أصابه الهلع
يصرُخ و يصرُخ
يتراكض الناس أكثر
في الإتجاهين
لم يعُد أبداً إلى منزله
مشهد ثالث ....
بدأت تقرأ مُنذ أول رساله
بنفس اللهفةِ و الٕارتباك
إبتسامات .. نفس لحظات التعجُب مما يقوله عنها ..
نفس إشتهاء الغرق
كأن الرسائِل تصلُها لأول مره
سمِعتْ صوتَه أحاطها مِن كلِ جانب
و سمِعتْ صوتَها تُغني له
فرقصت كل ذكريات العُشاق
شيئاً فشيئاً ...
تتبدل الأشياء يغشاها ذاك الرمادي الذّي تخشاهُ ..
ثُم يعودان معا
ترجِع بمشاعرها تتلمس الفرح و الدهشه
تُتابع القراءه تنفرِجُ أساريرها
مرةً أخرى
يعودُ الرّمادي
أسود عينيها مطموس
لا ترى شيئاً
تبكي فقط
لم تتمكن من قراءة ما تبقى مِن رسائل
تبكي أكثر
ربما ترأفت بها العينان
فكان طمساً عن عمد
وحالتا دون ألم التأرجُح
بين الحبِ و اللاحب
و الحضورِ و الغياب
قالت في سِرها ليتهما لم تفعلا
بعضُ الأحزان جديرة بأن تُعاش حد الثماله ...
أريج محمد أحمد
السودان
ألقى حجراً في الماء مُعكراً صفوه
مدَّ بصره للبعيدِ متأملاً
إستيقظتُ اليوم مبكراً على غيرِ عادتي
عصفور على شباك غُرفتي
يملأُ الدنيا غناء
الغريب إنني كنتُ أسمع هذا الصوت كل صباح
ولكن لم أكن أعتقد انه حقيقي !
ظننتُه بعض من هذياني الذي لا يفارقني
حتى و أنا نائم
لأستفيق مُحاطاً بغمامةٍ من عدِم الإدراك
حُلم .... أم .... واقِع
إستقرَ الحجرُ في باطِن روحه قبل الماء
مشهد ثاني ....
يمشي وسط الجموع كثير التلفت
يبدو ضائعاً
إلى أين ؟
سؤال لا يبارح شفتيه
فقط نظراته تتبع الأجسادَ المُتسارعةُ من حوله
بعضهم كأنهم قادِمون نحوه
وبعضهم وكأنهم يفرون منه
يلامسونه مِن الجانبين بلا إعتذار
بدا لهُ الأمر وكأنه يُسحق بينهم
يشتد الزِحام
يتسارع إيقاع الخطوات
يتململ
مالكم ؟ وإلى أين ؟ و من أين ؟
أنتُم تسحقونني
يتضاءل جسده
يشعرُ بانسحاق جانبيه
بنِصف عينين
بلا أطراف
بلا صدغين
مُخي مكشوف ! كم هو فارغ !
أصابه الهلع
يصرُخ و يصرُخ
يتراكض الناس أكثر
في الإتجاهين
لم يعُد أبداً إلى منزله
مشهد ثالث ....
بدأت تقرأ مُنذ أول رساله
بنفس اللهفةِ و الٕارتباك
إبتسامات .. نفس لحظات التعجُب مما يقوله عنها ..
نفس إشتهاء الغرق
كأن الرسائِل تصلُها لأول مره
سمِعتْ صوتَه أحاطها مِن كلِ جانب
و سمِعتْ صوتَها تُغني له
فرقصت كل ذكريات العُشاق
شيئاً فشيئاً ...
تتبدل الأشياء يغشاها ذاك الرمادي الذّي تخشاهُ ..
ثُم يعودان معا
ترجِع بمشاعرها تتلمس الفرح و الدهشه
تُتابع القراءه تنفرِجُ أساريرها
مرةً أخرى
يعودُ الرّمادي
أسود عينيها مطموس
لا ترى شيئاً
تبكي فقط
لم تتمكن من قراءة ما تبقى مِن رسائل
تبكي أكثر
ربما ترأفت بها العينان
فكان طمساً عن عمد
وحالتا دون ألم التأرجُح
بين الحبِ و اللاحب
و الحضورِ و الغياب
قالت في سِرها ليتهما لم تفعلا
بعضُ الأحزان جديرة بأن تُعاش حد الثماله ...
أريج محمد أحمد
السودان