د. عيد صالح - شخص ما..

كان هنا منذ قليل
ربما كان شبحا
كان يشبه خيال المآتة الذي كنا نطارد به الطيور في الحقول
لا ملامح للوجه
وقفته لم تترك أثرا
لكني لمحت ظله فوق الجدار قبل أن يختفي
لم يطرق الباب وهو يخرج
هل اخترق الحائط كما في أفلام هيتشكوك
لست خائفا
ولا أومن بالأشباح والعفاريت
لكنه كان هنا
اخرج توا من الفراغ وتقدم يا هذا
لا وقت للمهاترات والألاعيب
لم أنم ليلتي
وجارتنا الفظة ركلت زوجها
قبل أن يستغرقا في ضحك هستيري
لا يذهب بكم الخيال
فقد كان ذلك قبل أن يختفي ولدهما
قالوا نجا من الغرق وتزوج إيطالية
قالوا جنده الدواعش
ليس من أجل الحور العين
ولا المجد والمال
كان ضائعا لأبوين أحمقين
جاري الثاني أنفق كل مدخراته في زوجات متعاقبة للعثور علي طفل يقول له بابا
هجر البيت الي المسجد
زوجاته أنجبن من أزواج آخرين
لم يجمح بي الخيال
لكني متأكد أن شخصا ما كان هنا
وأن الأوغاد الصغار لم يتركوا شيئا مكانه
قبل أن يطرقوا الباب خلفهم
وهم يثيرون زوبعة من شجارهم الجميل
٣ ديسمبر ٢٠١٩

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...