محمد مزيد - أمرأة تبحث عن رجل.. قصة قصيرة

بينما كنت أراقب هبوط الأشجار الى الوادي، وأنا أتأرجح داخل السيارة التي صعدت بنا مرتفعات الجبل الذي يحاذي مدينتي ، وجدتني أتلفت ، بغير هدف ، الى الصديق، الذي أوكل اليّ مهمة أنسانية . أستفهمتُ منه ، عن طبيعة العمل الذي سأقوم به ، في مزرعة المشمش . فأكد لي بأنني أفضل من يقوم بهذه المهمة ، بسبب صغر سني ( 30 ) عاما وتمتعي بقدراتي جسدية، قامتي الفارهة وعضلات ذراعي . لتبسيط أجواء العمل ، قال : قبل أن نصل الى كوخ صاحب المزرعة " هل يصعب عليك أن تعد صناديق المشمش بعد وزنها ؟" ستعمل لدى رجل كبير السن وأبنته التي طلقت قبل مئة يوم ، إنها بضعة أيام، ثم ستعود الى عائلتك ، طبعا ستنام في الكوخ معهما وتتناول طعامك وسيتم تلبية كل أحتياجاتك الضرورية، كلها ( شدد على هذه الكلمة ) ، كأنك جزء منهما . فكرت: هل يمكن إن يتسع الكوخ لثلاثة أشخاص العجوز وأبنته وأنا ، فسألته عن ذلك ، قال ضاحكا وهو يغمزني : يتسع الكوخ يا صديقي ، يتسع يا عزيزي .( قالها وهو يتغامز ) سأتصل بك ليلا لأخبرك بالمهمة الأنسانية .
حينما وصلت السيارة ، الى منتصف الجبل ، وجدت كوخاً تحيط به أشجار المشمش والخوخ والجوز، كانت تقف ثمة أمرأة بيضاء جميلة، عند عتبة الكوخ، يجلس بجانبها رجل كبير السن، على كرسي خشبي، كانا ينظران إلينا، ونحن نترجل من السيارة السائق والصديق الذي يكبرني بعشرين عاما وأنا . لمحت، بسرعة خاطفة ، وجه المرأة الأبيض المدور الجميل، يداعب الهواء اللذيذ ،خصلات شعرها الأشقر التي خرجت من فوطة وضعتها بإسترخاء على نصف رأسها ، وجهها مضرجاً بالحمرة، ترتدي تراكسود لونه أسود على جانبيه شريطان أبيضان، يحصر فخذاها المبرومان ، وقميص أبيض يضيق على صدرها الكبير ، قدرّت عمر المرأة في الأربعين، وعمر الرجل نحو السبعين، يضع بين شفتيه سيجارة ، نهض من مكانه حالما ترجلنا وأستقبلنا بإبتسامة حلوة، كما أنفرجت عن شفتي المرأة أبتسامة جميلة كشفت عن أسنان بيض كأنها اللؤلؤ، تحاشيت النظر الى عينيها العسليتين .
بعد الترحيب والسلام والمصافحة مع الرجل والمرأة ، دخلنا الكوخ ، شربنا الشاي، ثم تحدث صديقي الى الرجل عن أمانتي وشمائلي، فخجلت حقا ، كنت أسترق النظر خطفا الى المرأة التي كانت تبحلق بكامل هيئتي من حذائي الرياضي الى القبعة في رأسي، في نظراتها جرأة وعدم خشية . قال الرجل كبير السن بعربية ركيكة ، هذه الاريكة هي فراشك في الليل، أشار الى حيث يجلس. ولما خرجنا من الكوخ ، لم يكن الجو باردا، نحن في بواكير الصباح، النسيم كان عليلا منعشا ، تجولت أنظاري بإنحاء الجيل والوديان الصغيرة المتفرقة التي زرعت على تخومها أشجار المشمش .
بعدها، بدأنا العمل ، كانت ثمة صناديق ممتلئة بالمشمش ،يجب عدها مع وضع الارقام بعد وزنها . تهبط خيوط الشمس من خلف الجبل، لكنني لم أشعر بما في الطبيعة من جمال ومناظر خلابة، بسبب عدم تمكني من الاندماج بالاجواء التي تحيط بي ، لإنني لا أعرف ما هي المهمة الأنسانية التي يجب عليّ القيام بها ، إذ بإمكان إي شخص أن يعد ويحصي الأوزان . بعد أربع ساعات، أنتهينا، وجدتُ المرأة تجلس على الارضية خارج الكوخ تراقبني منفرجة الساقين ، ولما أبصرتها، غيّرت جلستها وضمت ساقيها الى بعضهما، اذ يبدو إنها علمت الى أين كنت أنظر، ثم نهضت وسحبت معها مؤخرتها العريضة الواسعة تتمرجح ذات اليمين وذات الشمال ، كنت أراقب الاشخاص كي لا يصطادني أحدٌُ أنظر الى طريقة مشي المراة المثير . وبعد آذان الظهر ، أنهينا عملنا تماما، صعدنا الصناديق كلها الى العجلة ذات حمولة الطنين . ثم آوينا الى الكوخ للإستراحة ، والدها هدّه التعب بالرغم من إنه لم يعمل شيئا يذكر، سوى الدوران حول الصناديق، ومحادثة نساء كن يجلبن المشمش بآوان كبيرة ، دخلنا الكوخ ووجدنا والدها يتمدد على الاريكة ، دخلت المراة الى المطبخ، أعدت لنا الغداء، أستيقظ الرجل، جلس معنا حول طاولة أُعدت لهذا الغرض ، تناولت الطعام بشهية مفرطة، دجاج مشوي على تمن مع حساء العدس وخضروات ومشمش طعمه كالعسل . كنا نتفاهم بالإشارة . ثم أنزوى الاب الى غرفة ،لانشغاله باوجاع ركبتيه، شاهدته يفرك بهما، قدمت لي المرأة قدحا من الشاي ، كلما نظرت إليها تبتسم فابتسم لها بدوري من دون سبب ، وبعد ساعة من الإستراحة ، عدنا الى العمل ووجدت صناديق أقل من وجبة الصباح مطروحة أرضا، أخذ الهواء العليل البارد يرشقني فتزيد همتي، أمضينا قرابة الثلاث ساعات، ثم أنهينا العمل ، وقبل أن أتبع المرأة وهي تتقدمني الى الكوخ، شاهدت رجلا أشعث الشعر ، يقف تحت شجرة الجوز يدخن بافراط ، ينظر لي بتركيز ، خيل الي إنه قد يكون معتوها من أبناء القرية . فلم أبال بنظرات الحقد التي كان يشيعها الي .
آوينا الى الكوخ ، أستغرق والدها زمنا قليلا بالقيلولة ، أشارت المرأة الى الحمام فدخلته ، تحممت بالمياه الدافئة، وفاحت من الشامبو رائحة زكية ، نظرت الى علامته وقلت في نفسي سأبتاع مثلها، أنهيت إغتسالي بسرعة وعدت الى مكاني على الاريكة الآخرى، أنشف شعري، غير أن المراة كانت في أحدى الغرف ولما أحست بخروجي من الحمام، خرجت من الغرفة ترتدي البرنص الابيض، أتجهت الى الحمام ، في تلك الاثناء تخيلتها تقف تحت الدوش عارية ، بعد بضع دقائق، خرجت بالبرنص ولمحت فخذها الايمن خرج من فتحته . بعد الحمام شعرت بالخدر اللذيذ ولم أعد أقاوم رغبتي بالنوم فنمت على الاريكة .
لا أعرف كم من الوقت أمضيته بالنوم، لكنني حين نظرت عبر النافذة ، كان الليل قد ارخى سدوله، كانه هبط فجأة ، بعد قدح من الشاي، خرجت من الكوخ، أنظر الى الجبل الذي بدأ الظلام يبتلعه، الا من مصابيح بعيدة لقرى تتناثر على سفوح التلال القريبة . ولما أنتهت فقرة العشاء، أخذ الرجل يتابع مسلسلا محليا يتطلع إليه بشغف ، وعندما ألتفتُ الى المرأة وجدتها تبتسم لي ، لا أعرف معنى هذه الإبتسامات ، كانت هي اللغة الوحيدة التي بيننا ، مضت ثلاث ساعات ثم ذهب الرجل الى غرفته لينام، وبقينا أنا وهي في صالة الكوخ، كانت ما تزال ترتدي البرنص الذي كشف عن كامل فخذيها بدون أن تشعر بالحياء او الحرج مني، تردد كلمات من دون أن أعرف ماذا تريد ، ثم اطفأت جهاز التلفاز ، وجلست بجانبي ، بعد أن توقفت عن الكلام، وجدت دمعتين سالت على خديها ولم تمسحهما ، اما لماذا بكيت وماذا كانت تقول ؟ فلا ادري .. تمددتُ على الإريكة ، جلبت لي بطانية تدثرت بها، وبعد ساعة، وأنا أتقلب على الاريكة لم أجد في نفسي القدرة على النوم ، أتصل بي صديقي وسألني عن القيام بواجبي الأخلاقي لمساعدة المرأة على الاخصاب، ذلك لأن زوجها كان عاقرا وهي ليست على ذمته الآن ، كانت جالسة في مكانها تراقبني ولما علمت الآن إنني بمهمة انسانية أهم من العمل كعداد للمشمش ، بدأت أستعداداتي تأخذ مجرى آخر .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...