محمد مزيد

بقيت " حبابة " جارية الملك العباسي، بعد وفاتها، مسجاة في قصره، وهو جالس عند رأسها يبكيها، مدة خمسة عشر يوماً ، لا أحد يعلم من حاشيته، كيف ماتت، الا أن شائعات الحاشية، خلف الستائر الحمر بين أركان القصر، تقول أن ولده هلمان أبن المقدونية، هو الذي قتلها بالسم، بتحريض من أمه، بسبب إنشغال والده ليلا...
كلف الروائي العجوز نابوكوف، مؤلف رواية لوليتا الشهيرة ، المصور الخاص بأحد شواطئ البحر الاسود ، أن يصور له ، امرأة معينة، فاتنة في العشرين من العمر ، يهواها قلبه الضعيف، حيث تسكن هذه الفتاة، في الغرفة المجاورة لغرفته في الفندق ، كانت قد نزلت الى البحر قبل ساعة لتسبح حيث ستمضي وقتها هناك حتى غروب...
" ستتزوّج رملة أخت محاسن هذا اليوم " طار هذا الخبر في فضاء المدينة الصغيرة الجنوبية، يرى البعض أنه خبرُ عاديُ، مثل كل الأخبار التي يتّم تداولها بين الناس في الصباح أو في المساء ، لكن الخبر حمّلته مناقير الريح والغيوم وأشعة الشمس وحتى مويجاب النهر الصغير المتفرع من الفرات ، ووصل الى مسامع كل أهل...
يجلس ابن بطوطة مع الروائي المجنون كالفينو على ساحل البحر، يراقبان النساء والصبايا اللواتي يرتدين ملابس البحر المثيرة ، التقيا بالمصادفة في مدينة ميرسين التركية الساحلية، التي تقع قبالة جزيرة قبرص، وسط البحر الابيض المتوسط ، يُعرف عن ابن بطوطة انه كثير الاسئلة، حتى قيل انه في واخر ايامه ، كان...
أرسل ملك بوركينا فاسو بطلب كبير المستشارين في الرابعة والنصف فجرا، فجاء راكضا وآثار النوم في عينيه مثل غيمة تريد أن تمطر، همس الملك بأذنه شيئاً، فركض الرجل الستيني بإتجاه قاعة صغرى، تجتمع فيها بعض الحاشية من المحظيات الجميلات والخدم والاطباء ممن يترقبون أوامره ونواهيه على مدار الساعة ، فأستعدت...
بقيت " حبابة " جارية الملك العباسي، بعد وفاتها، مسجاة في قصره، وهو جالس عند رأسها يبكيها، مدة خمسة عشر يوماً ، لا أحد يعلم من حاشيته، كيف ماتت، الا أن شائعات الحاشية، خلف الستائر الحمر بين أركان القصر، تقول أن ولده هلمان أبن المقدونية، هو الذي قتلها بالسم، بتحريض من أمه، بسبب إنشغال والده ليل...
يجلس أبن بطوطة مع الروائي المجنون كالفينو، على ساحل البحر، يراقبان النساء والصبايا اللواتي يرتدين ملابس البحر المثيرة ، ألتقيا بالمصادفة، في مدينة ميرسين التركية الساحلية، التي تقع قبالة جزيرة قبرص، وسط البحر الابيض المتوسط ، يُعرف عن أبن بطوطة انه كثير الاسئلة، حتى قيل أنه في أواخر أيامه ، كان...
يهرب علي الوراق من مدينة البصرة عبر سفينة نقل بضائع باتجاه زنجبار ، وينزل هناك، يساعده شاب زنجباري للصعود ثانية الى سفينة تتجه الى بريطانية ، أستغرقت رحلتها طويلا ، أستطاع علي من خلالها أن يتعلم اللغة الانكليزية بطلاقة، كتابة وقراءة، وعندما وصل الى بريطانيا ترجل من السفينة، ليبحث في مدينة لندن،...
تلكَ القريةِ البعيدةِ في تخومِ ذاكرتهِ ، النائمةَ الآنِ ، على ذراعِ الفراتِ ، وذلكَ الصبيُ بسنواتهِ العشرِ ، يرتدي دشداشتهُ المقلمةَ البازة ، يتنقلَ بينَ الترعِ الصغيرةِ ، تحتَ ظلالِ غابةِ النخيلِ ، يلتقطَ " الجمريّ " ذلكَ التمرُ غيرُ ناضجٍ الذي يتساقطُ لوحدهِ ، غيرَ أنَ ما يحصلُ خارجَ بستانِ...
شارك مجموعة من الرسامين في مسابقة .. فتم رفض عشر من لوحاتهم، لانها لاتعبر عن الفكر السائد ، بل سُجن هؤلاء الرسامون في قاعة ، سُميت بقاعة المرفوضين .. وعندما نظر نقاد الفن الى لوحاتهم ، وجدوا العجب بسبب الأفكار التي طرحتها، بمضامينها المجنونة المرفوضة، لوحتي، لا تعبر عن شيء محدد، ما إن نظر...
كنت أريد أن اكتب شيئا عن " مدحت باشا " ذلك لأنني اعيش حاليا في المدينة التي سقط رأسه فيها ( تعبير سقط غير ملائم لولادة الانسان ) ، ولكن لماذا مدحت باشا ؟ربما لانه أول أسم غريب على سمعي وأنا في عمر الست سنوات في مدينة الناصرية التي ولدت فيها جنوب العراق، لقد عشت مرحلة صباي الى العاشرة من عمري في...
خرجت المرأة " شمس الضحى" ذات الأربعين عاماً، من بيتها، بملابس فاضحة، رافعة ذراعيها الى السماء، وشعرها الأسود ينسكب الى خاصرتها، صارخة، في تلك الظهيرة التموزية ، " يا ويلي أبو نشوان مات .. ألحقوني " . تجمعت النساء حولها بظرف دقيقة، جلبت أحداهن عباءة سوداء كالحة من بيتها، لتستر جسدها الأبيض...
وجدنا أنفسنا ذات يوم نعيش في قلعة محاطة بسور كبير لايمكننا تسلقه، مغلقة الأبواب على مدار الساعة، لا نستطيع الخروج منها، الا عند إرتقاء مراتب الولاء للقوة التي تتحكم بها، ثمة في القلعة حجرات عديدة ، فيها نساء ورجال كان علينا أن نعيش فيها سنوات طويلة من دون أن نرى العالم، وكان من أسباب إدامة...
أهدى بعض الفنانين لوحاتهم الزيتية الى " السيد الرئيس " ، كانت معظمها تعبر عن لقطات اخذت له في الهور ، وفي خنادق الحرب ، وبين " الماجدات " عرضت اللوحات ليطلع عليها في باحة كبيرة في القصر الجمهوري ، كان يمشي مثل الطاووس في ممر طويل ينظر بمتعة وغرور الى صوره الشخصية المرسومة ببراعة ، وفي منتصف...
كنتُ أمنّي نفسي بأن تجلس بجانبي أمراة جميلة في مقعد الباص الذاهب الى محافظة سامسون. مكان مقعدي في المنتصف ، حسب الحجز . المسافرون قليلون الى هذه المدينة المطلة على البحر الاسود، في ليل شتوي . أنطلق الباص في الساعة الواحدة. نظرتُ الى الخلف فرأيت سبعة ركاب يجلس كل واحدٍ منهم لوحده الى النافذة ...

هذا الملف

نصوص
133
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى