محمد مزيد

تلكَ القريةِ البعيدةِ في تخومِ ذاكرتهِ ، النائمةَ الآنِ ، على ذراعِ الفراتِ ، وذلكَ الصبيُ بسنواتهِ العشرِ ، يرتدي دشداشتهُ المقلمةَ البازة ، يتنقلَ بينَ الترعِ الصغيرةِ ، تحتَ ظلالِ غابةِ النخيلِ ، يلتقطَ " الجمريّ " ذلكَ التمرُ غيرُ ناضجٍ الذي يتساقطُ لوحدهِ ، غيرَ أنَ ما يحصلُ خارجَ بستانِ...
شارك مجموعة من الرسامين في مسابقة .. فتم رفض عشر من لوحاتهم، لانها لاتعبر عن الفكر السائد ، بل سُجن هؤلاء الرسامون في قاعة ، سُميت بقاعة المرفوضين .. وعندما نظر نقاد الفن الى لوحاتهم ، وجدوا العجب بسبب الأفكار التي طرحتها، بمضامينها المجنونة المرفوضة، لوحتي، لا تعبر عن شيء محدد، ما إن نظر...
كنت أريد أن اكتب شيئا عن " مدحت باشا " ذلك لأنني اعيش حاليا في المدينة التي سقط رأسه فيها ( تعبير سقط غير ملائم لولادة الانسان ) ، ولكن لماذا مدحت باشا ؟ربما لانه أول أسم غريب على سمعي وأنا في عمر الست سنوات في مدينة الناصرية التي ولدت فيها جنوب العراق، لقد عشت مرحلة صباي الى العاشرة من عمري في...
خرجت المرأة " شمس الضحى" ذات الأربعين عاماً، من بيتها، بملابس فاضحة، رافعة ذراعيها الى السماء، وشعرها الأسود ينسكب الى خاصرتها، صارخة، في تلك الظهيرة التموزية ، " يا ويلي أبو نشوان مات .. ألحقوني " . تجمعت النساء حولها بظرف دقيقة، جلبت أحداهن عباءة سوداء كالحة من بيتها، لتستر جسدها الأبيض...
وجدنا أنفسنا ذات يوم نعيش في قلعة محاطة بسور كبير لايمكننا تسلقه، مغلقة الأبواب على مدار الساعة، لا نستطيع الخروج منها، الا عند إرتقاء مراتب الولاء للقوة التي تتحكم بها، ثمة في القلعة حجرات عديدة ، فيها نساء ورجال كان علينا أن نعيش فيها سنوات طويلة من دون أن نرى العالم، وكان من أسباب إدامة...
أهدى بعض الفنانين لوحاتهم الزيتية الى " السيد الرئيس " ، كانت معظمها تعبر عن لقطات اخذت له في الهور ، وفي خنادق الحرب ، وبين " الماجدات " عرضت اللوحات ليطلع عليها في باحة كبيرة في القصر الجمهوري ، كان يمشي مثل الطاووس في ممر طويل ينظر بمتعة وغرور الى صوره الشخصية المرسومة ببراعة ، وفي منتصف...
كنتُ أمنّي نفسي بأن تجلس بجانبي أمراة جميلة في مقعد الباص الذاهب الى محافظة سامسون. مكان مقعدي في المنتصف ، حسب الحجز . المسافرون قليلون الى هذه المدينة المطلة على البحر الاسود، في ليل شتوي . أنطلق الباص في الساعة الواحدة. نظرتُ الى الخلف فرأيت سبعة ركاب يجلس كل واحدٍ منهم لوحده الى النافذة ...
حين دخلت الملكة الجميلة " كوبابا " الى صريفتي، حبست أنفاسي، لابد من الاشارة الى انني أسكن في هور الجبايش، بعيدا عن العيون، رافضا الإلتحاق بالجيش لمحاربة ايران، كنت نائما، أحلم كيف أهرب من رجال الامن الذين يزجون بالهاربين الى محرقة الحرب . كان كابوسا انقذتني الملكة بدخلوها صريفتي ، توقعت دخول...
تلقيتُ دعوةً كريمة من سيدة تسكن مدينة ميرسين الساحلية، تقع هذه المدينة التركية، على ساحل البحر الابيض المتوسط، قبالة جزيرة قبرص، كنتُ قد ظننتُ أن الدعوة فيها مزحة، فهي صديقة على الفيسبوك، وليس كل أصدقاء هذا العالم الأفتراضي الأزرق، هم صادقون، فشكرتها، معرباً عن أسفي من تلبية الدعوة . غير إنها...
نحن نسكن في قرية صغيرة، بحجم ملعب كرة القدم، بيوتنا عبارة عن غرفة نوم واحدة، نطبخ ونأكل وننام فيها، وغرفة صغيرة آخرى عبارة عن حمام. ذات حصار شرس، حاصرتنا به قرى عظمى، بسبب رعونة وغباء شيخ القرية، صار من الصعب، أن نعيش كعوائل من دون الاعتماد على بعضنا البعض. ولكن كيف؟ السؤال بسيط، حيث قام أحدنا...
أيقظتني زوجتي من القيلولة بعنوةٍ، لاحظتُ على وجهها غيوماً تريد أن ترعد ، قالت " أنهض فوراً، هناك امرأة على الباب تريدك " فزعتُ ، نهضتُ بسرعةٍ، بحثتُ في الغرفة عن شيءٍ يسترني، فألتقطتُ بيجامتي المرمية على الارض بجانب السرير ، ذهبتُ الى باب الشقة، كانت المرأةُ واقفةً في الباحة ، تبدو في الأربعين...
أعجب الأمير ، بحسن وجمال " مليحة " زوجة السماك التي تعمل معه على تنظيف بطون السمك ، كانت المراة الجميلة تجلس حول " طست " من الفافون، فاتحة فخذيها حوله، وبالكاد تستر دشداشتها فخذيها البيضاوين ، كان الامير يتمشى مع حمايته وندمانه يتفقد الاسواق ، ولما نظر باتجاه بائعي السمك ، هاله ما رأى من صورة...
أستيقظتُ صباحاً من النوم، فأكتشفت أن زوجتي غير موجودة في السرير، لبست منامتي وأتجهت فوراً الى المطبخ، فلم أعثر عليها، بحثتُ في كل إنحاء الشقة فلا وجود لها، فتحتُ باب الشقة، ثم خرجت بحثاً عنها، سرت خطوات، صادفتني جارتي الشقراء تقف عند باب شقتها بملابس النوم، ثوب أبيض شفاف بلا أكمام، قصيراً يكشف...
اهداء الى المطرب صباح السهل تجلس الملكة مع صويحباتها على العشب قرب النهر ، أمام خيمة صغيرة خاصة بها، تحيطهم أشجار كثيفة، لا تسمح لمتلصص عابث، أن يسترق النظر الى اجواء مجلسها الساحر ، يطوّق رجال الحماية والحرس الشخصي هذا المكان، على مسافة مئتي متر بشكل دائري، تلمح الملكة وجودهم خلف الاشجار، وهم...
كنتُ جالسةً لوحدي في البيت، ليلا، عندما طُرق الباب، طرقاتٍ سريعةٍ متتالية، افزغتني، نهضتُ راكضة الى الباب، لما فتحته قليلا، بمساحة شبرٍ، فوجئتُ بشاب أسود، يلهث، دفعني أنا والباب الى الداخل، ثم قفله بالرتاج الحديدي خلفه، رأيته يرتدي بنطالاً قصيراً يكشف ساقيه ونصف فخذيه، ينزف من فخذه الايسر ،...

هذا الملف

نصوص
154
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى