نحن نسكن في قرية صغيرة، بحجم ملعب كرة القدم، بيوتنا عبارة عن غرفة نوم واحدة، نطبخ ونأكل وننام فيها، وغرفة صغيرة آخرى عبارة عن حمام.
ذات حصار شرس، حاصرتنا به قرى عظمى، بسبب رعونة وغباء شيخ القرية، صار من الصعب، أن نعيش كعوائل من دون الاعتماد على بعضنا البعض. ولكن كيف؟ السؤال بسيط، حيث قام أحدنا بحفر كوة في جدار غرفته، تتسع للدخول والخروج ، ليطل برأسه على جاره " عدكم سكر ، طحين، عدس " والجار الآخر يفتح كوة على جار ثان ، يتبادلان ما يفيض لدى أحدهما وما ينقص عند الآخر، هكذا صارت قريتنا، عبارة عن بيت واحد، مفتوحة الكوى على بعضنا البعض، يتبادل بها الناس سلعهم وطعامهم وملابسهم وأدوات التنظيف مثل المكانس والليف والصابون .
نحن الرجال الكبار، لا يُسمح لنا بالخروج من حدود القرية، إي واحد يخرج الى الشارع، تقنصه بنادق قنص منصوبة على التلال. فابتكرنا طريقة نسلي بها أنفسنا، نجتمع كل عشرة رجال، أقل أو أزيد أحيانا، نسليها بالحكايات والقصص، وتفعل نساؤنا فيما بينهن الأمر نفسه، اذ يجتمعن في بيت أحدنا، ويبدأن بسرد القصص، سمحنا لأطفالنا أن يلعبوا براحتهم في الدخول والخروج، عبر الكوى التي حفرناها لجميع بيوت القرية .
مرت الأيام والشهور والسنوات ونحن على تلك الحال، فكان لابد من تعليم أولادنا دروس الكتابة والقراءة والعلوم والرياضيات، نجحنا بإقناع بعض معلمي القرية بتولي هذه المسؤولية، فوجدنا معلما للقراءة والكتابة، وآخرا للرياضيات، ومعلما للاجتماعيات ( تاريخ، جغرافية، وطنية ). مضت أيام حتى عثرنا على معلم للاديان، نعرف هذا المعلم أكثر المعلمين إدمانا على الخمرة، بالرغم من أن شهادة تخرجه تقول انه معلم دين، ارتضينا بالامر الواقع ، لكن ظهر انه لا يتورع من أن يثقف أولادنا بالأفكار الملحدة، وليس لديه خجل، من أن يقول كلاما يخدش الحياء، عن أمور لا ينبغي قولها للتلاميذ، ونصحناه بان يبتعد عن " شمرة " الالحاد في كلامه .
وفي يوم من الأيام، دفعني الفضول، لاسترق السمع إلى محاضرة معلم الدين، فذهبت الى بيت " أبو صبري " الذي تحول إلى مدرسة، وصلتُ إليه عبر كوى عديدة، أصغيت الى المعلم، يسأل أبن جاري عن الأصوات التي يسمعها في الليل، قلد التلميذ صوتا، ولما فهم المعلم، انه يقلد أصوات الفحيح والحشرجات الليلية، سأله هل تعرف من أين مبعثها ، فقال التلميذ لا أعلم، لكنها تصدر من الحمام ، فسأله المعلم من أين لك أن تعرف إنها من الحمام ؟ فقال التلميذ وهو أبن جاري في الكوة المشتركة بيننا، " عرفتها في الامس بالليل، عندما قالت جارتنا الى زوجها، أمشينا نتداحس في الحمام". علمت انه يقصدني انا وزوجتي، عندما نمارس الحب في الحمام بعيدا عن عيون ومراقبة الأولاد.
لم اتمالك نفسي من الضحك والغضب أيضا، عدت الى بيتي، أغلقت الكوة بيني وبين جاري، وهكذا فعل كل الجيران مثلي، بعد معرفتهم فضيحتنا أمام الأولاد الصغار الذين يسترقون السمع إلى حشرجات الليل، وانقطعت، بسبب المداحسة الانسانية، انقطعت بيننا كل المؤن والمساعدات، الى يومنا هذا .
ذات حصار شرس، حاصرتنا به قرى عظمى، بسبب رعونة وغباء شيخ القرية، صار من الصعب، أن نعيش كعوائل من دون الاعتماد على بعضنا البعض. ولكن كيف؟ السؤال بسيط، حيث قام أحدنا بحفر كوة في جدار غرفته، تتسع للدخول والخروج ، ليطل برأسه على جاره " عدكم سكر ، طحين، عدس " والجار الآخر يفتح كوة على جار ثان ، يتبادلان ما يفيض لدى أحدهما وما ينقص عند الآخر، هكذا صارت قريتنا، عبارة عن بيت واحد، مفتوحة الكوى على بعضنا البعض، يتبادل بها الناس سلعهم وطعامهم وملابسهم وأدوات التنظيف مثل المكانس والليف والصابون .
نحن الرجال الكبار، لا يُسمح لنا بالخروج من حدود القرية، إي واحد يخرج الى الشارع، تقنصه بنادق قنص منصوبة على التلال. فابتكرنا طريقة نسلي بها أنفسنا، نجتمع كل عشرة رجال، أقل أو أزيد أحيانا، نسليها بالحكايات والقصص، وتفعل نساؤنا فيما بينهن الأمر نفسه، اذ يجتمعن في بيت أحدنا، ويبدأن بسرد القصص، سمحنا لأطفالنا أن يلعبوا براحتهم في الدخول والخروج، عبر الكوى التي حفرناها لجميع بيوت القرية .
مرت الأيام والشهور والسنوات ونحن على تلك الحال، فكان لابد من تعليم أولادنا دروس الكتابة والقراءة والعلوم والرياضيات، نجحنا بإقناع بعض معلمي القرية بتولي هذه المسؤولية، فوجدنا معلما للقراءة والكتابة، وآخرا للرياضيات، ومعلما للاجتماعيات ( تاريخ، جغرافية، وطنية ). مضت أيام حتى عثرنا على معلم للاديان، نعرف هذا المعلم أكثر المعلمين إدمانا على الخمرة، بالرغم من أن شهادة تخرجه تقول انه معلم دين، ارتضينا بالامر الواقع ، لكن ظهر انه لا يتورع من أن يثقف أولادنا بالأفكار الملحدة، وليس لديه خجل، من أن يقول كلاما يخدش الحياء، عن أمور لا ينبغي قولها للتلاميذ، ونصحناه بان يبتعد عن " شمرة " الالحاد في كلامه .
وفي يوم من الأيام، دفعني الفضول، لاسترق السمع إلى محاضرة معلم الدين، فذهبت الى بيت " أبو صبري " الذي تحول إلى مدرسة، وصلتُ إليه عبر كوى عديدة، أصغيت الى المعلم، يسأل أبن جاري عن الأصوات التي يسمعها في الليل، قلد التلميذ صوتا، ولما فهم المعلم، انه يقلد أصوات الفحيح والحشرجات الليلية، سأله هل تعرف من أين مبعثها ، فقال التلميذ لا أعلم، لكنها تصدر من الحمام ، فسأله المعلم من أين لك أن تعرف إنها من الحمام ؟ فقال التلميذ وهو أبن جاري في الكوة المشتركة بيننا، " عرفتها في الامس بالليل، عندما قالت جارتنا الى زوجها، أمشينا نتداحس في الحمام". علمت انه يقصدني انا وزوجتي، عندما نمارس الحب في الحمام بعيدا عن عيون ومراقبة الأولاد.
لم اتمالك نفسي من الضحك والغضب أيضا، عدت الى بيتي، أغلقت الكوة بيني وبين جاري، وهكذا فعل كل الجيران مثلي، بعد معرفتهم فضيحتنا أمام الأولاد الصغار الذين يسترقون السمع إلى حشرجات الليل، وانقطعت، بسبب المداحسة الانسانية، انقطعت بيننا كل المؤن والمساعدات، الى يومنا هذا .
