محمد مزيد - حكاية مليحة مع الملك

أعجب الأمير ، بحسن وجمال " مليحة " زوجة السماك التي تعمل معه على تنظيف بطون السمك ، كانت المراة الجميلة تجلس حول " طست " من الفافون، فاتحة فخذيها حوله، وبالكاد تستر دشداشتها فخذيها البيضاوين ، كان الامير يتمشى مع حمايته وندمانه يتفقد الاسواق ، ولما نظر باتجاه بائعي السمك ، هاله ما رأى من صورة المرأة التي كانت تبذل جهدها في تنظيف السمك، وعندما يعجب الامير بحسناء من المتسوقات او العاملات في بيع الخضار لايتردد من الاشارة الى الحرس الخفي الذي يرافقه، على جلب تلك المرأة التي يقع عليها الاختيار ، ولا يهمه أن كانت المرأة متزوجة او عزباء ، لأنه أنسان متهتك لا يعرف الورع طريقا الى قلبه. ومما يدفعه للتجوال يوميا في الاسواق وشوارع المدينة، هو الضجر من الحياة الترفه التي يعيشها ، يأكل لحوم الغزلان ويلبس الحرير ، ولديه عشرات النساء والرجال في خدمته، يسكن قصره الفخم على ضفة النهر ، برغم ذلك ، فهو دائم الضجر ولما يؤتى له بالمراة التي وقع عليه بصره ، يخفف عنه الضجر لبضع ساعات ثم يعاوده ، شانه في ذلك شان كل الملوك في انحاء الارض .
في هذا اليوم وقف طويلا يتمعن بمنظر " مليحة " زوجة السماك ولما أشار الى أحد الحرس فذهب اليها، تمنعت المرأة، وقالت له " أذهب الى أميرك، قل له أنني على ذمة رجل، ولايجوز في الأسلام مواقعة امرأة متزوجة، إذا كان صاحبك مسلما، ويدعي الحفاظ على الاسلام والمسلمين، كما يقول ذلك في خطب الجمعة التي يلقيها علينا، عليه أن يطرق الابواب لا أن ياتي من النوافذ " اعجب زوجها بمنطقها لكنه خاف العواقب، نقل الحارس قولها بحذافيره الى الامير الشاب المتهتك. فامر حرسه بجلب زوجها الى قصره، وطلب منه تطليق زوجته فورا ، تردد السماك قبل الاجابة ، ثم قال له " انها ابنة عمي احبها وتحبني " أشار الامير الى حرسه فاعتقل السماك في ظلمات سجن تحت الارض قرب القصر، ثم جلبوا مليحة وادخلوها عليه عارية بعد تمزيق كل ملابسها، لأنها كانت ترفض التعري ، لكنها في غرفته الفاخرة أبت وتمنعت أن تمنح جسدها الى هذا الامير المتهك ، وبعد التعذيب الذي طال السماك، طلق زوجته، وجبست "مليحة" في غرفة ملحقة بالقصر حتى تقضي عدة الطلاق، ثم اخرج زوجها من الحبس ، وهذا سافر الى دمشق ليشكوا أمير مدينتهم الى الملك ، فكتب الملك كتابا تحذيريا الى عامله الامير يمنعه من ارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأمرهم بأن يجلبوها له حيث يوجد زوجها الان في عاصمة الملك، ولما جلبوها رف قلب الملك الدمشقي لحسن وجمال " مليحة " وقال في نفسه ان مرواش اميره العامل على تلك البلاد ، كان على حق في عشق هذه الفاتنة ، فوقفت حليمة وزوجها امام الملك ، وهنا قال الملك لزوجة السماك " أخيرك يا مليحة بين أن تكوني زوجة الملك تلبسين أفخر الثياب وعلى جسدك الذهب والدرر، وبين هذا الفقير الذي بالكاد يحصل على قوت يومه ؟ فأبتسمت مليحة وقالت له " إنني لا أبدل أبن عمي، بكل ما لديك من املاك " أعجب الملك بقولها وفصاحته، دفع لها عشرة الاف درهما من الذهب، ومثلها الى زوجها، وقال لهما انطلقا الى مدينتكما وأنتما الأحرار.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى