ماجد سليمان - أَشباحُ مَن كانوا

أَضْحَيْتُ كَدَارٍ خَلاءْ
عَلَى جَرَبِ جُدْرَاني صُلِبَتْ أَشْبَاحُ مَن كَانُوا
نَوَافِذِي مَقْلُوعَةُ الأيْدِي
وَأَبْوَابِيَ فُقِئَتْ قُفُولُـهَا
لَا يَغْزِلُ سَقْفِيَ نُعَاسُ الـمَطْرُوحِينَ تَحتَهْ
وَلَا يَتَّسِعُ صَدْرُ فِنَائِي لَجَلْجَلَةِ الطُّفُولَةْ
لَمْ تَكُن أَحْلَامِي مُضِيْئَةْ
وَلَا مَكَاسِبي سَميْنَةْ
غَاصَتْ أَقْدَامُ زُوَّارِيَ في حُفَرِ دُرُوبِهِم
وَأَحْمَالُـهُمْ عَالِقَةٌ في غَضَبِ سِردَابي
قُرَىً تُسْرَقُ لَيْلاً
قَوَافِلُ تُنْهَبُ نَـهَارَاً
عُرُوشٌ تُشَذَّرُ تِيْجَانـُهَا
وَيُجلَبُ مُلُوكُهَا عَلَى ظُهُورِ البِغَالْ
سُرَاةٌ يَغِيْبُونَ في فَمِ الرِّمَالْ
وَأَهْلُهَا بِأَيْدِ اسْتِغَاثَتِهِمْ
يَـجُرُّونَ أُذَنَ البِيدْ
عَجَائِزُ يُرَّمِّـمْنَ مَا سَقَطَ مِنْ ذَاكِرَتِهِنّ
يَغْرِفْنَ لِي سَاخِرَاتْ:
ــــ نَزَلَتْ مِن الـمَغِيبِ مَنْ سَتُغَطِّيْكَ بِأَغَانٍ وَاهِنَةْ.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماجد سليمان، أديب سعودي،
صدر له حتى الآن أكثر من 19 عملاً أدبياً
تنوَّعت بين الشعر والرواية والمسرحية والقصة وأدب الطفل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...