( 11)
كل شيء في زمن الكورونا ، له طعم مختلف . التنفس من خلال الكمامة مختلف . الإحساس باللمس من خلال القفازات مختلف . شرب الماء . تناول الطعام ، السير خارج نطاق الحظر عن بعد مختلف . التعليم عن بعد بلا مدارس وبلا جامعات مختلف . المصافحة . العناق . الحب في زمن الكورونا مختلف . كل شيء فيك يا خالد إلى العمق والانزواء بعيدا . بعيدا ، حيث روحك تنصهر جواك ويرتد بك إلى الوراء. إلى عمق ذاتك ، وأنت العاشق في زمن بات الحب فيه سذاجة ، والطيبة فيه غباء . زمن اللا فروسية واللا نبل . زمن تحرص فيه كل نفس على حماية نفسها من نفسها . زمن الأنا العليا وكل شيء من بعدي الطوفان .
لست قديسا . ولست شيطانا يا خالد . أنت الحد بين الحد والحد الفاصل بين الحدين . اللون الفاصل بين الأسود والأبيض . أنت اللون الذي يسعى لبقاء لونه بين لونين . باهت أنت كما حبك الباهت وعشقك لوطنك رمادي اللون ، الأشياء كلها رمادية لديك يا خالد . أنت رمادي . حبك رمادي . ثيابك رمادية . نسبك لأبيك رمادي .
أنت التيه ما بين التيه والتيه . تبحث عنك فلا تجدك . تبحث عن أمونة ، فتنزلق من بين أصابعك . تحاول ثبات الوقوف بينها وبين أبيك ، فتختار السقوط في هاوية الإثم ، تاركا أمونتك تبحث عن الفراغ ، وتذهب في رحلتك الغامضة إلى حيث لا تدري . علّك تدري أنك كنت ولا زلت لا تدري ، وتفقد بوصلتك نحو الله ، ونحو وطن حُرم من حبك ، فضاع الوطن وضعت .
إنه زمن حماية القطيع يا خالد ، في عالم فقد إنسانيته . والبقاء للأقوى شعار يتردد ، واسم يتجدد . الضعيف فيه يموت بفيروس الكورونا ، أو بفيروس الجوع والقهر والبطالة والآنا العليا وحب الذات الشديد للذات . سيطاردك التيه في زمن صراع الكبار . صراع الديوك . هل تعرف قصة صراع الديوك على المزابل ؟ . الديك القوي سيأكل من المزبلة ، والضعيف يخرج مهزوما بلا طعام . جعلوا الحياة مزبلة ، لأنهم قمامة ولا يطيب لهم إلا أكل القمامة . فاختر أن تكون قمامة ، وتأكل القمامة . أو تقاوم . وتأكل النظيف ، وإن مت فمت بشرف أو مت بذل يا خالد . إنه فيروس كورونا الحرب . وفي الحروب يموت الضعفاء والجبناء والرومانسيون . والأقوياء يعيشون وهم فوق تراب الوطن ، وتحت التراب الوطن الممتد فيك من الجرح إلى الجرح ، ومن الماء إلى الماء .
تعذّر لقاء خالد بأمونة ، بعيدا عن نظر سكان العمارة ، والتي تمارس غواية كتابة القصة القصيرة أحيانا ، إضافة لمهنة التعليم ، وتقوم بنشر قصصها على صفحات الفيس والتواصل الاجتماعي الأخرى ، و في بعض الصحف الورقية والمواقع الأ لكترونية أحيانا ، حيث ترسلها لنيفين ابنة أبي العبد جارتها التي تعمل صحفية في إحدى المجلات الشهرية ، رغم ندرة التواصل الشخصي بينهن أو الزيارات المنزلية ، بحكم انشغال نيفين في جمعيات خيرية إضافة لعملها الصحفي ، وانشغال أمونة أيضا بالتعليم وإكمال الدراسات العليا في الجامعة .
كثيرة هي اللقاءات التي كانت تحدث بين خالد وأمونة على ( الواتس والفيس ) ، يمارسان عشقهما بالرسائل والصور ، فيشتعل حبهما ، يحلمان بوطن يتسع لغرفة لها سقف وباب وحب يجمعهما ، وفي لقائهما في تلك الحديقة ، ينسيا عشقهما ويتحدثان عن وطن يخلو من الفقر واللصوص وقطاع الطرق . وطن له لون ونكهة عطر الحب الإنساني بشمولية الوطن ،
أرسلت أمونة لخالد الليلة قصة ، فكتبت :
( الله كم اشتاق اليها ..... همس بها لنفسه وهو يسرع في خطوه كي يخرج من ذات الحديقة التي كانا فيها يلتقيان . على هذا المقعد الحجري كانا يتهامسان . هناك كانت تقف تحمل اشياء صغيرة . قلما . دفترا. اجندة . بطاقة شحن لجهاز هاتفه ... تقف مبتسمة جوار المطعم وقتا طويلا ، وكان يتعمد تأخره . تبتسم له بلهفة تكاد ان تحتضنه من شدة فرحها بلقائه . يسيران جوار بعضهما بعضا . الى ان يصلا مقعدهما متشابكي الاصابع .
يتابع الفتى هروبه من ذكرياته . تقوده قدماه الى باب الخروج . يلمحها عن بعد . يتراقص قلبه فرحا . نفس ثيابها التي كانت ترتديها له ، كان يحب الفستان بلون القرمزي .
كان دائما يفرح بها ويقول لها : ـ لباسك لهذا اللون يعطي خديك وشفتيك لونا قرمزيا . فكانت تبتسم وتطأطئ براسها خجلة.
قرر أن يقول لها هذا وهو يسرع في خطوه نحوها . سار نحوها . اقترب منها . تسير مبتعدة عنه في الاتجاه الاخر . أسرع . ركض نحوها بلهفة . هي مازالت تنظر الى الامام . هو قريب منها ، لن ينادي اسمها . سيجعلها مفاجأة لها حين يصبح امامها مباشرة . ستفرح حين تراه . ستبتسم كما كانت تفعل حين كانت تلتقيه . ستحضنه عيناها . سيحلق في صفاء عينيها . اسرع . صار بمحاذاتها . نظر . لم يجد الشامة على خدها . نظرت الفتاة صوبه باستغراب . طأطأ برأسه خجلا . اعتذر . ثم مضى حزينا يبحث عنها في عيون النساء . )
فرد خالد عليها بقصيدة يقول فيها : ـ
كل شيء في زمن الكورونا ، له طعم مختلف . التنفس من خلال الكمامة مختلف . الإحساس باللمس من خلال القفازات مختلف . شرب الماء . تناول الطعام ، السير خارج نطاق الحظر عن بعد مختلف . التعليم عن بعد بلا مدارس وبلا جامعات مختلف . المصافحة . العناق . الحب في زمن الكورونا مختلف . كل شيء فيك يا خالد إلى العمق والانزواء بعيدا . بعيدا ، حيث روحك تنصهر جواك ويرتد بك إلى الوراء. إلى عمق ذاتك ، وأنت العاشق في زمن بات الحب فيه سذاجة ، والطيبة فيه غباء . زمن اللا فروسية واللا نبل . زمن تحرص فيه كل نفس على حماية نفسها من نفسها . زمن الأنا العليا وكل شيء من بعدي الطوفان .
لست قديسا . ولست شيطانا يا خالد . أنت الحد بين الحد والحد الفاصل بين الحدين . اللون الفاصل بين الأسود والأبيض . أنت اللون الذي يسعى لبقاء لونه بين لونين . باهت أنت كما حبك الباهت وعشقك لوطنك رمادي اللون ، الأشياء كلها رمادية لديك يا خالد . أنت رمادي . حبك رمادي . ثيابك رمادية . نسبك لأبيك رمادي .
أنت التيه ما بين التيه والتيه . تبحث عنك فلا تجدك . تبحث عن أمونة ، فتنزلق من بين أصابعك . تحاول ثبات الوقوف بينها وبين أبيك ، فتختار السقوط في هاوية الإثم ، تاركا أمونتك تبحث عن الفراغ ، وتذهب في رحلتك الغامضة إلى حيث لا تدري . علّك تدري أنك كنت ولا زلت لا تدري ، وتفقد بوصلتك نحو الله ، ونحو وطن حُرم من حبك ، فضاع الوطن وضعت .
إنه زمن حماية القطيع يا خالد ، في عالم فقد إنسانيته . والبقاء للأقوى شعار يتردد ، واسم يتجدد . الضعيف فيه يموت بفيروس الكورونا ، أو بفيروس الجوع والقهر والبطالة والآنا العليا وحب الذات الشديد للذات . سيطاردك التيه في زمن صراع الكبار . صراع الديوك . هل تعرف قصة صراع الديوك على المزابل ؟ . الديك القوي سيأكل من المزبلة ، والضعيف يخرج مهزوما بلا طعام . جعلوا الحياة مزبلة ، لأنهم قمامة ولا يطيب لهم إلا أكل القمامة . فاختر أن تكون قمامة ، وتأكل القمامة . أو تقاوم . وتأكل النظيف ، وإن مت فمت بشرف أو مت بذل يا خالد . إنه فيروس كورونا الحرب . وفي الحروب يموت الضعفاء والجبناء والرومانسيون . والأقوياء يعيشون وهم فوق تراب الوطن ، وتحت التراب الوطن الممتد فيك من الجرح إلى الجرح ، ومن الماء إلى الماء .
تعذّر لقاء خالد بأمونة ، بعيدا عن نظر سكان العمارة ، والتي تمارس غواية كتابة القصة القصيرة أحيانا ، إضافة لمهنة التعليم ، وتقوم بنشر قصصها على صفحات الفيس والتواصل الاجتماعي الأخرى ، و في بعض الصحف الورقية والمواقع الأ لكترونية أحيانا ، حيث ترسلها لنيفين ابنة أبي العبد جارتها التي تعمل صحفية في إحدى المجلات الشهرية ، رغم ندرة التواصل الشخصي بينهن أو الزيارات المنزلية ، بحكم انشغال نيفين في جمعيات خيرية إضافة لعملها الصحفي ، وانشغال أمونة أيضا بالتعليم وإكمال الدراسات العليا في الجامعة .
كثيرة هي اللقاءات التي كانت تحدث بين خالد وأمونة على ( الواتس والفيس ) ، يمارسان عشقهما بالرسائل والصور ، فيشتعل حبهما ، يحلمان بوطن يتسع لغرفة لها سقف وباب وحب يجمعهما ، وفي لقائهما في تلك الحديقة ، ينسيا عشقهما ويتحدثان عن وطن يخلو من الفقر واللصوص وقطاع الطرق . وطن له لون ونكهة عطر الحب الإنساني بشمولية الوطن ،
أرسلت أمونة لخالد الليلة قصة ، فكتبت :
( الله كم اشتاق اليها ..... همس بها لنفسه وهو يسرع في خطوه كي يخرج من ذات الحديقة التي كانا فيها يلتقيان . على هذا المقعد الحجري كانا يتهامسان . هناك كانت تقف تحمل اشياء صغيرة . قلما . دفترا. اجندة . بطاقة شحن لجهاز هاتفه ... تقف مبتسمة جوار المطعم وقتا طويلا ، وكان يتعمد تأخره . تبتسم له بلهفة تكاد ان تحتضنه من شدة فرحها بلقائه . يسيران جوار بعضهما بعضا . الى ان يصلا مقعدهما متشابكي الاصابع .
يتابع الفتى هروبه من ذكرياته . تقوده قدماه الى باب الخروج . يلمحها عن بعد . يتراقص قلبه فرحا . نفس ثيابها التي كانت ترتديها له ، كان يحب الفستان بلون القرمزي .
كان دائما يفرح بها ويقول لها : ـ لباسك لهذا اللون يعطي خديك وشفتيك لونا قرمزيا . فكانت تبتسم وتطأطئ براسها خجلة.
قرر أن يقول لها هذا وهو يسرع في خطوه نحوها . سار نحوها . اقترب منها . تسير مبتعدة عنه في الاتجاه الاخر . أسرع . ركض نحوها بلهفة . هي مازالت تنظر الى الامام . هو قريب منها ، لن ينادي اسمها . سيجعلها مفاجأة لها حين يصبح امامها مباشرة . ستفرح حين تراه . ستبتسم كما كانت تفعل حين كانت تلتقيه . ستحضنه عيناها . سيحلق في صفاء عينيها . اسرع . صار بمحاذاتها . نظر . لم يجد الشامة على خدها . نظرت الفتاة صوبه باستغراب . طأطأ برأسه خجلا . اعتذر . ثم مضى حزينا يبحث عنها في عيون النساء . )
فرد خالد عليها بقصيدة يقول فيها : ـ