بالفعل كان حبا في زمن الكوليرا؛ أمضيت مائة عام في متاهة الجنرال معصوب العينين، سألت نفسي أكثر من مرة لم لا ينتهي موسم هذا الحب؛ للمطر سحاب يتتابع؛ والخريف موعد تتساقط فيه الأوراق، أما أنا ففي تلك المدينة أسعى، أفقد كل يوم أحد أصدقائي؛ بت وحيدا في كل شيء؛ أعاني العزلة ويقتلني الاغتراب؛ رغم كل هذه الأضواء التي أسير فيها، تطاردني عدسات المصورين، يجدون في ذلك موضوعا للنشر، الكاتب العجوز أشبه بمومياء فرعونية، أجتر الكلمات التي توشك أن تذبل على شفتي؛ فيما مضى كنت أحد الذين كتبوا عن الغد حيث الأحلام تملأ سماء الوطن؛ الآن بات الأمل يهوي من فوق برج المدنية، تناثرت الزهور هباء وتساقطت البراعم تحت عجلات القطار، ترى أي جنون أصابها؟
ثمة كوليرا صفراء تضرب كل البيوت، هل يمنع الحب في تلك المتاهة التي تهددنا بالفناء.
كل شيء هنا مدون في الجريدة الرسمية؛ مواعيد الزفاف وعدد حبات الليمون، إنها مدينة تدار بزر إلكتروني.
أبحث عنها وسط النساء، أعرف عينيها الجميلتين، يوم رسمت لها أول صورة بالقلم المائي نهرتني أمي، كانت رائعة كما رأتها؛ عيونها مريمية، وجهها أشبه بالقمر؛ تداعبني في الوسن وتطاردني الآن في شوارع تلك المدينة الواهنة.
حاولت أكثر من مرة أن أرسم لها صورة أخرى؛ انتابني الخجل من أمي، كتبت مفردات في سطور، لكنها ارتحلت كما الطيف، يطاردني ذلك الحب الذي اغتالته يد الجنرال؛ تتوالى أوامره في نشرات الأخبار؛ علي المقيمين في تلك البلاد التي يمتلك عصافيرها أن يرموا بأقلامهم في النهر، فقصائد الشعر خطر.
تخلصت من كل مفرداتي، بت أدب في الطرقات، تنازعني الرغبة أن أرسم صورتها؛ أتحسس جسدي الذي خط فيه الجنرال أوامره؛ مائة عام يا ماركيز ألا تكفي؟
تمثل لي الجدة تشبه أرسولا في حكيها الذي يمتد أعواماً؛ شيء واحد أعجز الجنرال أن يثقب ذاكرتها!
ذهب الذين صحبتهم إلى متاهته، لم يخرجوا بعد، يرقبون الفجر من كوة بالجدران القاحلة؛ يغتالهم النسيان، لقد صاروا ذكرى يصعب أن تعاود الظهور مرة أخرى.
يتساقط المطر فتبدو صورتها من تحت ركام الشعارات الفارغة؛ تموت تلك المفردات الزائفة وتبقى ملامح وجهها؛ بيضاء تسري فيها مسحة من جمال مريم.
أمسك بفرشاة الألوان أطيل شعرها ينسدل على ظهرها، ماتزال عذراء رغم كل تلك السنوات؛ تبدو جميلة فتتعالى أصوات تهدر في جنبات المدينة؛ تأكل دابة الأرض عصا صاحب المتاهة، تخرج من عيون الأطفال أغنية كنت أرددها وأنا أرسم وجهها.
كنت أهزأ بمجنون ليلى؛ والآن صارت مريم فاتنتي، أترقب وجهها؛ يقف الشيخ فوق منبره يتوعد كل من أحبوها ؛ غير مباح للجوعى أن ينتظروا كسرة خبز من يديها، هي خاصة الجنرال!
لم تعد ريشة ألواني تنطلق في أرجاء المدينة تلتقط خيوطا قرمزية؛ فذلك ممنوع في لوائح الجريدة الرسمية، قلمي لا يزهو بتلك المفردات الرائعة.
بت كاتب صفحة الأخبار المزيفة؛ يا للأسى تجري ورائي برامج الرغي المسائية، تفتح لي الصحف صفحاتها الأولى، كل شيء في تلك المدينة التي تسكن المتاهة يرضى عنه ساكن البيت الكبير؛ لقد عرف بريشة ألواني؛ صادرها وأودع الخيوط والظلال خزانته.
ثمة كوليرا صفراء تضرب كل البيوت، هل يمنع الحب في تلك المتاهة التي تهددنا بالفناء.
كل شيء هنا مدون في الجريدة الرسمية؛ مواعيد الزفاف وعدد حبات الليمون، إنها مدينة تدار بزر إلكتروني.
أبحث عنها وسط النساء، أعرف عينيها الجميلتين، يوم رسمت لها أول صورة بالقلم المائي نهرتني أمي، كانت رائعة كما رأتها؛ عيونها مريمية، وجهها أشبه بالقمر؛ تداعبني في الوسن وتطاردني الآن في شوارع تلك المدينة الواهنة.
حاولت أكثر من مرة أن أرسم لها صورة أخرى؛ انتابني الخجل من أمي، كتبت مفردات في سطور، لكنها ارتحلت كما الطيف، يطاردني ذلك الحب الذي اغتالته يد الجنرال؛ تتوالى أوامره في نشرات الأخبار؛ علي المقيمين في تلك البلاد التي يمتلك عصافيرها أن يرموا بأقلامهم في النهر، فقصائد الشعر خطر.
تخلصت من كل مفرداتي، بت أدب في الطرقات، تنازعني الرغبة أن أرسم صورتها؛ أتحسس جسدي الذي خط فيه الجنرال أوامره؛ مائة عام يا ماركيز ألا تكفي؟
تمثل لي الجدة تشبه أرسولا في حكيها الذي يمتد أعواماً؛ شيء واحد أعجز الجنرال أن يثقب ذاكرتها!
ذهب الذين صحبتهم إلى متاهته، لم يخرجوا بعد، يرقبون الفجر من كوة بالجدران القاحلة؛ يغتالهم النسيان، لقد صاروا ذكرى يصعب أن تعاود الظهور مرة أخرى.
يتساقط المطر فتبدو صورتها من تحت ركام الشعارات الفارغة؛ تموت تلك المفردات الزائفة وتبقى ملامح وجهها؛ بيضاء تسري فيها مسحة من جمال مريم.
أمسك بفرشاة الألوان أطيل شعرها ينسدل على ظهرها، ماتزال عذراء رغم كل تلك السنوات؛ تبدو جميلة فتتعالى أصوات تهدر في جنبات المدينة؛ تأكل دابة الأرض عصا صاحب المتاهة، تخرج من عيون الأطفال أغنية كنت أرددها وأنا أرسم وجهها.
كنت أهزأ بمجنون ليلى؛ والآن صارت مريم فاتنتي، أترقب وجهها؛ يقف الشيخ فوق منبره يتوعد كل من أحبوها ؛ غير مباح للجوعى أن ينتظروا كسرة خبز من يديها، هي خاصة الجنرال!
لم تعد ريشة ألواني تنطلق في أرجاء المدينة تلتقط خيوطا قرمزية؛ فذلك ممنوع في لوائح الجريدة الرسمية، قلمي لا يزهو بتلك المفردات الرائعة.
بت كاتب صفحة الأخبار المزيفة؛ يا للأسى تجري ورائي برامج الرغي المسائية، تفتح لي الصحف صفحاتها الأولى، كل شيء في تلك المدينة التي تسكن المتاهة يرضى عنه ساكن البيت الكبير؛ لقد عرف بريشة ألواني؛ صادرها وأودع الخيوط والظلال خزانته.