أ. د. مصطفى الشليح - كآدمَ.. في أسمائِنا

لا تُطِلُّ السَّماءُ على الأرض
ليستْ يدُ العُشبِ تنحَتُ منْ ظلِّها
أوَّلَ الماء.
أوَّلُ ما قالتِ الشَّمسُ للرِّيح:
منْ دورتي اللغويَّةِ
كَونٌ يدُورُ على نفسِه؛
أوَّلُ الكَون
خوفُ الطَّبيعةِ
منْ شهقةِ الوردِ عندَ الحديقةِ
خفقةِ طير
يخيطُ جناحا منَ العطر
حتَّى إلى أوَّل الكَون يَصعدُ شَهوتَه أولا؛
السَّماءُ إلى أوَّل الكون
تنسَى
ومَنْ قالَ إنَّ السَّماءَ، هُنا،
ليسَ تنسَى ؟
ومَنْ قالَ
إنَّ شهابا توجَّسَ، منْ نفسِه،
حكمةً، فرسَا،
بينَ بحر وبحر، وكانَ أسا عابرين
هنالكَ جرْسا ؟
كالطَّبيعةِ تشحذُ أنفاسَها
لمُسامرةٍ أبديَّتُها تختلي بالبَياض
غُموضٌ أليفٌ، بهذا البياض في لُبْسِه
كلَّما الألفةُ العَربيَّةُ قامتْ غموضا إلى كأسِه
فاشربِ الكأسَ يا صاحبي.
السَّماءُ تحُطُّ على الأرض أقداحَها
خَلِّ بيني وبينكَ
بعضَ الكلام، ولا تنتبهْ
إنْ أنا قلتُ: لا شأنَ لي بكلامِكَ ..
لا تنتبهْ.
أهيَ الأرضُ تكسِرُ
أقداحَها
أمْ هيَ الأرضُ تُسكِرُ مَنْ حولَها
وتُفسِّرُ ألواحَها
للذين أتوا، خِلسةً، قولَها
أمْ، كمَا البينُ، تُسفرُ عنْ جُرحِها،
ثُمَّ تخسِرُ أرواحَها ؟
لا تُطِلَّ على أيِّ شيءٍ
ومثلي أنا
لا تُطِلَّ على أيِّ شيءٍ
السَّماءُ
تحوِّلُ عنكَ وعنِّيَ والأرضِ
أبراجَها
فبأيِّ المَعارج نرقى، وكيفَ لنا
أنْ نُحَوِّلَ مِعْراجَها ؟
السَّماءُ بقيَّةُ أسمائِنا
هلْ تفطَّنَ آدمُ أنَّ هناكَ لنا
بعضَ أسمائِنا قبلَما يسألُ الأرضَ
عنَّا أم الرِّحلةُ الأبديَّةُ، إذ بدأتْ،
دُونَ أسمائِنا ؟






تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...