كأسد هرم زأرت الحافلة من بوقها عدة مرات ، ثم تمايلت ذات اليمين وذات الشمال وهوت صامتة . تدافع الركابُ نحو الحافلة بأجسادهم وأكتافهم الحبلى بالعضلات والبطون المنتفخة ، إلا من تلك الصبية التي ظلّت واقفة ترقب الحافلة بنظرة . تنظر لساعة معصمها بنظرات متحسرة على وقت يمر سريعا ، ولا حافلة فارغة تجيء ، إلا من طيف صوت أجش صارخ يجيء لها . مرات عديدة بصق نحوها الصوت الأجش ، ومرات كثيرة مسحت بصاقه عن وجهها .
الوقت يهرول مسرعا كما العمر . النظرات الجائعة تلتهم جسدها . تتلمظ الشفاه . تمضغ الأسنان . تتجشأ الأفواه برائحة بصل عفن .
مطلّقة ..هي الكلمة التي تكره المرأة نفسها ، كلما تقدمت لطلب وظيفة والسؤال المقيت : الحالة الاجتماعية فيصبها المقت الحزن القهر الاحباط وتكتب ( مطلّقة ) ، تلتهما عين الموظف المسؤول ، تنظر لكافة التفاصيل ، وعليها أن تطأطئ برأسها خجلة ، وتترك له مجالا من الوقت ، ومزيدا من الالتهام والمضغ والنظر ثانية . كم أتمنى صفعك يا هذا . ركلك . البصاق عليك . فعل أي شيء يخلصني من كل هذا القمع والظلم والاضطهاد ، وهذه النظرات البلهاء .
* أتركي اولادك لأبيهم وتزوجي .
الحي أبقى من الميت .... تقول أمها .
لن نسمح لك بالعمل ... صرخ أخوها
العمل . العمل . العمل ..... تبا للعمل وللزواج الذي مضى ، وللزواج القادم ول ..........
*الأجرة . قال ( كنترول الحافلة ) آمرا بلهجة تهكمية ، وعيناه لا ترتفع عن صدرها . مدّت يدها صوب حقيبة اليد . فتحت الحقيبة . صعقت . ذهلت . صرخت عيناها . ارتبكت يداها . ولا نقود في الحقيبة .
كلكن هكذا ، قال ( كنترول الحافلة ) هازئا وفي عينيه كلمات أخرى أكثر ألما ، وأشار لها للنزول من الحافلة .
طأطأت الفتاة عينيها قهرا . أخفت دمعة . أغلقت حقيبتها . طرق
( كنترول الحافلة ) بيده جدار الحافلة ، فأزت عظام الحافلة وتمايلت ، زأر بوقها . توقفت . نهضت الفتاة من مقعدها . أصابها دوار . حاولت أن تتماسك . مدّت يدها نحو جدار الحافلة خوفا من السقوط . تابعت سيرها بخطوات مثقلة بالحزن . وصلت باب الحافلة . تعثرت . سقطت أرضا . بان جوربها وجزء من ساقيها ، زأرت عيون الرجال الجائعة لجورب أنثى . صرخت العيون الجالسة في مقاعدها : الله يستر علينا وعلى أعراضنا قالها أحدهم باستهزاء .
كبرت البطون ، انتفخت الأنوف متلذذة برائحة امرأة سقطت أرضا ، وبان جزء من ساقيها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوقت يهرول مسرعا كما العمر . النظرات الجائعة تلتهم جسدها . تتلمظ الشفاه . تمضغ الأسنان . تتجشأ الأفواه برائحة بصل عفن .
مطلّقة ..هي الكلمة التي تكره المرأة نفسها ، كلما تقدمت لطلب وظيفة والسؤال المقيت : الحالة الاجتماعية فيصبها المقت الحزن القهر الاحباط وتكتب ( مطلّقة ) ، تلتهما عين الموظف المسؤول ، تنظر لكافة التفاصيل ، وعليها أن تطأطئ برأسها خجلة ، وتترك له مجالا من الوقت ، ومزيدا من الالتهام والمضغ والنظر ثانية . كم أتمنى صفعك يا هذا . ركلك . البصاق عليك . فعل أي شيء يخلصني من كل هذا القمع والظلم والاضطهاد ، وهذه النظرات البلهاء .
* أتركي اولادك لأبيهم وتزوجي .
الحي أبقى من الميت .... تقول أمها .
لن نسمح لك بالعمل ... صرخ أخوها
العمل . العمل . العمل ..... تبا للعمل وللزواج الذي مضى ، وللزواج القادم ول ..........
*الأجرة . قال ( كنترول الحافلة ) آمرا بلهجة تهكمية ، وعيناه لا ترتفع عن صدرها . مدّت يدها صوب حقيبة اليد . فتحت الحقيبة . صعقت . ذهلت . صرخت عيناها . ارتبكت يداها . ولا نقود في الحقيبة .
كلكن هكذا ، قال ( كنترول الحافلة ) هازئا وفي عينيه كلمات أخرى أكثر ألما ، وأشار لها للنزول من الحافلة .
طأطأت الفتاة عينيها قهرا . أخفت دمعة . أغلقت حقيبتها . طرق
( كنترول الحافلة ) بيده جدار الحافلة ، فأزت عظام الحافلة وتمايلت ، زأر بوقها . توقفت . نهضت الفتاة من مقعدها . أصابها دوار . حاولت أن تتماسك . مدّت يدها نحو جدار الحافلة خوفا من السقوط . تابعت سيرها بخطوات مثقلة بالحزن . وصلت باب الحافلة . تعثرت . سقطت أرضا . بان جوربها وجزء من ساقيها ، زأرت عيون الرجال الجائعة لجورب أنثى . صرخت العيون الجالسة في مقاعدها : الله يستر علينا وعلى أعراضنا قالها أحدهم باستهزاء .
كبرت البطون ، انتفخت الأنوف متلذذة برائحة امرأة سقطت أرضا ، وبان جزء من ساقيها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ