حين أصبح صديقاً لي في موقع الفيس بوك ..
كان واحداً من عشرات الأشخاص الذين أضيفهم ثم سرعان ما يغدون مجرد رقم مضاف في صفحتي ..
معه .. أختلف الأمر ..
أستوقفتني كلمته تلك التي بعثها ليشكرني ..
لم تكن أول كلمة تصلني .. بل المختلفة ..
من خلالها تنفست عطراً غريباً .. ومنها تعلمت فن القراءة ..
حروفها كانت كجناحي فراشة ..
حلقت بيّ عالياً لتضيء في قلبي مليون نجمة ..
لقد عشقت تلك الروح التي تختبىء خلف السطور ..
روح أنصت لنبضها ..
بعدها وجدت نفسي معلقة بتلك الشاشة التي ما أن تُضي حتى تتداخل الساعات مع بعضها وتتماهى الفصول فيما بينها ..
ثمة أشياء غريبة حدثت لي ..
كنت أراه خلف الكلمات يبتسم .. بل كنت أشم رائحة سيجارته وأرى قدح الشاي الساخن على الطاولة بينما عيناه تراقبني وأنا أكتب ..
مر عام منذ تغييري لاسمي بناءاً على طلبه .. ومنذ ذلك اليوم وأنا أدعى سيدة الشمس ..
تعلقت بتلك النافذة الزرقاء .. تعلقت به ..
قبله لم أشعر بحاجتي لأي رجل .. الجميع متشابهون أمامي ..
رغم أنني كنت محط أنظارهم لجمالي الذي تحول إلى نقمة بسبب تحرشاتهم بي وتلميحاتهم التي أمقتها ..
لهذا بنيت بيني وبينهم حاجزاً عالياً ..
حتى ساقه القدر إليّ ..
ياترى .. هل تعمد القدر أن أعشق روحه قبل جسده ثم حين ألقاه انشغل بتلك الروح عما سِواها ..
تواعدنا على اللقاء .. الوقت كان ظهراً بينما الشتاء يوشك على الرحيل ..
البدايات هي التي تعلق في ذاكرتي ..
دخوله لمحل الزهور الذي أملكه ذلك النهار كانت الإنعطافة التي تغيرت بعدها أيامي ..
كأن يداً امتدت لتوقظني حين رأيت عيناه الحالمتين تنظران صوبي ..
لم أتمكن من الصمود طويلاً أمام تلك النظرات .. أنا التي تقابل عشرات الرجال يومياً ولا تبالي ..
لا أخفيكم سراً .. كنت أخشى مواجهته على أرض الواقع خوفاً من أن أجده مختلفاً عن الصورة التي رسمتها له في العالم الأفتراضي ..
لكننّي وجدتُ رجلاً يملك زمام نفسه ..
حين طلب مني تنسيق باقة زهور ..
أقتطف منها واحدة وأهداني إياها قائلاً :
- إنها لكِ سيدة الشمس .. حيث لا أزهارَ دون شمس ..
في هذه اللحظة .. وأنا أكتب له .. أنظر للزهرة التي أهداني إياها ..
عبيرها سيخبره بأسراري الصغيرة ..
الآن أمر بحالة غريبة .. حالة أكبر من الوصف وأعظم ..
ولد الحب داخل قلبي أكبر من حجم ذلك القلب لذا لا أستطيع كتمانه ..
حبي له لم يولد في هذا الزمن ..
بل قدم إلي من روح أخرى حلت بيّ ..
أحسستُ كأنني أعرفه من حياة سابقة ..أفترقنا هناك ثم عدنا لنلتقي ثانية ..
فالحب لا يغادر الأرض .. يولد من رحمها ويتناسل فوقها .. لذا فإن أرواح العاشقين متشابهه ..
لكن بصور مختلفة ..
لا زلت أتذكر ابتسامته وهو يصغي لما أقول بينما يدي غافية بين يديه ..
الحب في هذه اللحظة من يتحدث ولست أنا ..
سأضعُ الرسالة في جيب معطفي الأحمر ..
المعطف الذي أهداه لي بعد مرور عام على زواجنا ••
- فوز حمزة -
كان واحداً من عشرات الأشخاص الذين أضيفهم ثم سرعان ما يغدون مجرد رقم مضاف في صفحتي ..
معه .. أختلف الأمر ..
أستوقفتني كلمته تلك التي بعثها ليشكرني ..
لم تكن أول كلمة تصلني .. بل المختلفة ..
من خلالها تنفست عطراً غريباً .. ومنها تعلمت فن القراءة ..
حروفها كانت كجناحي فراشة ..
حلقت بيّ عالياً لتضيء في قلبي مليون نجمة ..
لقد عشقت تلك الروح التي تختبىء خلف السطور ..
روح أنصت لنبضها ..
بعدها وجدت نفسي معلقة بتلك الشاشة التي ما أن تُضي حتى تتداخل الساعات مع بعضها وتتماهى الفصول فيما بينها ..
ثمة أشياء غريبة حدثت لي ..
كنت أراه خلف الكلمات يبتسم .. بل كنت أشم رائحة سيجارته وأرى قدح الشاي الساخن على الطاولة بينما عيناه تراقبني وأنا أكتب ..
مر عام منذ تغييري لاسمي بناءاً على طلبه .. ومنذ ذلك اليوم وأنا أدعى سيدة الشمس ..
تعلقت بتلك النافذة الزرقاء .. تعلقت به ..
قبله لم أشعر بحاجتي لأي رجل .. الجميع متشابهون أمامي ..
رغم أنني كنت محط أنظارهم لجمالي الذي تحول إلى نقمة بسبب تحرشاتهم بي وتلميحاتهم التي أمقتها ..
لهذا بنيت بيني وبينهم حاجزاً عالياً ..
حتى ساقه القدر إليّ ..
ياترى .. هل تعمد القدر أن أعشق روحه قبل جسده ثم حين ألقاه انشغل بتلك الروح عما سِواها ..
تواعدنا على اللقاء .. الوقت كان ظهراً بينما الشتاء يوشك على الرحيل ..
البدايات هي التي تعلق في ذاكرتي ..
دخوله لمحل الزهور الذي أملكه ذلك النهار كانت الإنعطافة التي تغيرت بعدها أيامي ..
كأن يداً امتدت لتوقظني حين رأيت عيناه الحالمتين تنظران صوبي ..
لم أتمكن من الصمود طويلاً أمام تلك النظرات .. أنا التي تقابل عشرات الرجال يومياً ولا تبالي ..
لا أخفيكم سراً .. كنت أخشى مواجهته على أرض الواقع خوفاً من أن أجده مختلفاً عن الصورة التي رسمتها له في العالم الأفتراضي ..
لكننّي وجدتُ رجلاً يملك زمام نفسه ..
حين طلب مني تنسيق باقة زهور ..
أقتطف منها واحدة وأهداني إياها قائلاً :
- إنها لكِ سيدة الشمس .. حيث لا أزهارَ دون شمس ..
في هذه اللحظة .. وأنا أكتب له .. أنظر للزهرة التي أهداني إياها ..
عبيرها سيخبره بأسراري الصغيرة ..
الآن أمر بحالة غريبة .. حالة أكبر من الوصف وأعظم ..
ولد الحب داخل قلبي أكبر من حجم ذلك القلب لذا لا أستطيع كتمانه ..
حبي له لم يولد في هذا الزمن ..
بل قدم إلي من روح أخرى حلت بيّ ..
أحسستُ كأنني أعرفه من حياة سابقة ..أفترقنا هناك ثم عدنا لنلتقي ثانية ..
فالحب لا يغادر الأرض .. يولد من رحمها ويتناسل فوقها .. لذا فإن أرواح العاشقين متشابهه ..
لكن بصور مختلفة ..
لا زلت أتذكر ابتسامته وهو يصغي لما أقول بينما يدي غافية بين يديه ..
الحب في هذه اللحظة من يتحدث ولست أنا ..
سأضعُ الرسالة في جيب معطفي الأحمر ..
المعطف الذي أهداه لي بعد مرور عام على زواجنا ••
- فوز حمزة -