الشجن الأول:
ما أنا إلاّ الذي قد كنتُ...
نايًا في صفير التعب المنسابِ في طقس جنوبي
لي حروف في كتاب الكدحِ...
كان النفق الأسْوَد خصمي وحبيبي
لا أراه الآن ، إذ أفنى ألوفـًا وألوفـًا ثم ماتْ
فلماذا
يتراءى المنجَم السّطحِيُّ مفتوحًا على كوْن ولا
تتراءى أذرع تسحب ممن نزقوا حبل الحياة ؟
الشجن الثاني :
أوْقدتُ من عُمُري المـسـافر نـارا
ومشيت أزرع أحرفـي أشعـارا
فأنا التـّشاؤل رغـم أنْـف مدينـةٍ
حملــتْ على أكتـافِـهــــا أوْزارا
وأنا امتداد الصـّوْت يتبعه الصّدى
فيظـلّ مُخـتـرِقـا قُـرى وقِـفــــارا
أشرعْتُ في أرض المناجم خيْمةً
في رحْبها تسـتـقـبــل الـــــزّوّارا
يا أيـّها التـّرْب المُكابر لا تـخـُنْ
عَـرَقـًا تصَبّـب ساخـنــا مـدرارا
إنّي أحيّيهم بصـدقِ مـشاعـــري
وإليْـك أرسِـل لعنتـي إعـصـــارا
الشجن الثالث :
خارجَ المنجَم أغنامٌ...
وللأغنام خِرفانٌ...
وللخرفان إذ يعصرها جوعٌ ثـغـاءْ
والذي ينقـُل حرْفِيـا كلام الناطق الفاتق يُدعى ببّغاءْ
××××××
خارج المنجم أعشاب كًواها حامض الفسفور
وانقضـّتْ عليها هفـوات الكيمياءْ
××××××
داخلَ المنجم جهْد صارخ يُعتـَصَرُ
خارج المنجم خبز يابسٌ...
ليْلٌ ثقيلْ
ونهارٌ أغْبَرُ
ومصير غامض يحتضرُ
الشجن الرابع:
نفـَق يحفظ تحت الأرض ما خلـّفه المَنجَمُ
في ذاك النـّفـَقْ
بعضَ قـُضبانٍ لجَسِّ الجمْعرِ الأسمَرِ...
فأسًــا...
سِكـّةً مهجورةً...
مِجْرفـةً..
تـُرْبًا مُنَـدّى بالعَرَقْ
وبقايا كِسْرة خلـّفها العاملُ لمّـا
فرّ من طقْطقَة الأخشاب تحت الضـّغطِ
كيْ ينهارَ كهفُ
ويجوب الجَوْفً خوْفُ .
يوْمَها لم تسكت القرْيةُ
ماتتْ أُسْرة كاملةٌ:
ابنانِ .. أبْ
بينما الآمّ التي
من زوْجها جاءا لهـا
عاشتْ كما قطعة فَحْم في اللهبْ.
ما أنا إلاّ الذي قد كنتُ...
نايًا في صفير التعب المنسابِ في طقس جنوبي
لي حروف في كتاب الكدحِ...
كان النفق الأسْوَد خصمي وحبيبي
لا أراه الآن ، إذ أفنى ألوفـًا وألوفـًا ثم ماتْ
فلماذا
يتراءى المنجَم السّطحِيُّ مفتوحًا على كوْن ولا
تتراءى أذرع تسحب ممن نزقوا حبل الحياة ؟
الشجن الثاني :
أوْقدتُ من عُمُري المـسـافر نـارا
ومشيت أزرع أحرفـي أشعـارا
فأنا التـّشاؤل رغـم أنْـف مدينـةٍ
حملــتْ على أكتـافِـهــــا أوْزارا
وأنا امتداد الصـّوْت يتبعه الصّدى
فيظـلّ مُخـتـرِقـا قُـرى وقِـفــــارا
أشرعْتُ في أرض المناجم خيْمةً
في رحْبها تسـتـقـبــل الـــــزّوّارا
يا أيـّها التـّرْب المُكابر لا تـخـُنْ
عَـرَقـًا تصَبّـب ساخـنــا مـدرارا
إنّي أحيّيهم بصـدقِ مـشاعـــري
وإليْـك أرسِـل لعنتـي إعـصـــارا
الشجن الثالث :
خارجَ المنجَم أغنامٌ...
وللأغنام خِرفانٌ...
وللخرفان إذ يعصرها جوعٌ ثـغـاءْ
والذي ينقـُل حرْفِيـا كلام الناطق الفاتق يُدعى ببّغاءْ
××××××
خارج المنجم أعشاب كًواها حامض الفسفور
وانقضـّتْ عليها هفـوات الكيمياءْ
××××××
داخلَ المنجم جهْد صارخ يُعتـَصَرُ
خارج المنجم خبز يابسٌ...
ليْلٌ ثقيلْ
ونهارٌ أغْبَرُ
ومصير غامض يحتضرُ
الشجن الرابع:
نفـَق يحفظ تحت الأرض ما خلـّفه المَنجَمُ
في ذاك النـّفـَقْ
بعضَ قـُضبانٍ لجَسِّ الجمْعرِ الأسمَرِ...
فأسًــا...
سِكـّةً مهجورةً...
مِجْرفـةً..
تـُرْبًا مُنَـدّى بالعَرَقْ
وبقايا كِسْرة خلـّفها العاملُ لمّـا
فرّ من طقْطقَة الأخشاب تحت الضـّغطِ
كيْ ينهارَ كهفُ
ويجوب الجَوْفً خوْفُ .
يوْمَها لم تسكت القرْيةُ
ماتتْ أُسْرة كاملةٌ:
ابنانِ .. أبْ
بينما الآمّ التي
من زوْجها جاءا لهـا
عاشتْ كما قطعة فَحْم في اللهبْ.