صلاح عبد العزيز - لم يحدث أن.. شعر

أنا أيضا أضحك كثيرا
أظل فى ارتباك
علّنى فى نهاية الأمر أكف عن
مواجهة محنة مشيتُ لها عمرا بأكمله
تتقشر شقوق وجهى
تنحت أخدودا يمر منه نهر إلى عتبة البيت
يتوقف ناس كثيرون بقوارب
يرون فى إقامتهم
انهمار شظايا نيزك
فى لامبالاة من السحاب والعطش
أعود إلى حجرتى
أفتح شارعا طويلا
أسير إلى محل اخترعته للتبغ
دخان الذاكرة مر على مدار العمر
لا شئ تقريبا حدث
كل مرة أبحث عن اللاشئ
ربما يكون حنينا أو مجرد ذكرى
وحيدة كورقة
أعطى المكنسة راحة من التعب
وأضع ذلك اللاشئ فى جيبى وأعود
هل هذا اللاشئ هو الوحدة
ربما
وهى آتية أحمر شفاهها بلون الأفق
وعصفورا خديها يسبقان قبلة لنصف الطريق
ربما هى
ربما تكون امرأة وحيدة تلتقينى
قبل فتح الباب
تدلف معى للسفر
من حجرة إلى حجرة
أتحمل خطاها فى جسدى
ووطء نعلها المكعوب
تلك الأنثى النقية البيضاء
وعيناها المغروستان فى عنقى
أخط بسببهما مدينة على التراب
أدخل حاناتها
تتعدد وجوهها وهى فى كأس الشراب
سماء
تشربنى
كل مافيها رمال وجبال مقلوبة نحوى
مأساة حقيقية أن لا تكف عن الضحك
ومازلت أتخيل الناس فى الشارع
يلعبون ويبنون بيوتا
يسكنون ويتناسلون
أصبحتُ قبيلة منفصلة عن الواقع
عن اللاشئ الذى ربما خرج من جيبى
وتجول فى الحجرات
وبلا وعى
أنفض عن نفسى غبار ذكرى وحيدة
مازالت تتجمع صورها
تدلف تحت غطائى
وما بين النعاس والوسن
أجد جلدها الفضى يغمرنى بالسعادة
ألقى تعبى على وسادة
تنسحب من تحت رأسى
أعود كما أنا واللاشئ
تخطيت حاجزا من الوهم أو من الحزن
كى أضحك
الذى لم يحدث أن أظل مرتبكا
هكذا تعوزنى الكلمات
وعلى ما يبدو نسيت زر النور
وشعلة الغاز .
-----------------------------
صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...