لا تذكر الرواية الجديدة التي انطلقت شرارتها الاولى من فرنسا في خمسينيات القرن الماضي، الا ويذكر الكاتب الراحل الان روب جرييه المولود عام 1922 والمتوفى عام 2008، باعتباره عميدا من عمداء هذا اللون الادبي، واحد المنظرين له والمدافعين عنه، الذي اسهم في ترسيخه بعدد من الروايات
وكتب كتابا صار مرجعا في هذا النوع الذي يختلف عن الرواية التقليدية بانه لا يعتني ببناء الشخصية ولا بالاحداث ويعتمد الغموض والضبابية لان الاهم كما يقول احد كتاب هذه اللون من الكتابة السردية، بانها ليست كتابة المغامرة هو ما يهم الكاتب وانما مغامرة الكتابة . حدث منذ اكثر من عشرين عاما، ان اشرفت على مؤتمر ادبي في طرابلس، كان ضمن المدعويين له هذا الكاتب المعروف بانه من مؤسسى الرواية الجديدة في فرنسا والعالم، السيد جرييه، مع السيدة كاثرين جرييه زوجته، يرافقهما كاتب عراقي معروف هو الصديق نوري شاكر، الذي تولى ترجمة بعض اعمال هذا الكاتب، واذكر سؤالا كان ضمن اسئلتي للكاتب جرييه، عن حجم ما يطبع من كل رواية من رواياته في فرنسا، وكان سبب السؤال هو انني حاولت بمنتهى الصعوبة ان اكمل قراءة رواية كانت ذرة اعماله الروائية وهي رواية "الغيرة"، ولم استطع اكمالها الا بعد جهد جهيد لانني ارغمت نفسي ارغاما لكي اعرف هذه المدرسة الجديدة في كتابة الرواية التي لم استطع ان اتفاعل معها او استمتع بكتابات كتابها او اقرا كتابة لاهل الرواية الجديدة غير تلك الرواية الوحيدة الفريدة التي اكتفيت بها عن كل ما صدر من اعمال تنتمي لهذا النوع.
وكم كانت دهشتي قوية عندما قال ان ناشره الفرنسي لا يطبع غير الف نسخة من كل رواية من رواياته، ولم اواصل الحديث لاعرف ان هذه العدد القليل من النسخ قد لا يضمن له دخلا يعيش عليه ، ولكنه يضمن له موقعا على خريطة الادب الفرنسية ويضمن له دخلا من مؤسسات اخرى فقد وصل لأن يصبح عضو الاكاديمية الفرنسية كما ان له اسهاما في اخراج وانتاج الافلام السينمائية التي رغم طبيعتها الطليعية الا انها تصبح مادة لاندية سينمائية كثيرة في العالم وتعرضها شاشات التلفاز فتصير مصدر دخل كبير له. المهم ان اجابته على سؤالي جعلتني اتوقف عن لوم نفسي لانني لم استطع ان اعود لقراءة اية رواية من روايته الكثيرة، وعرفت انها روايات لا يقبل عليها القراء ويتعاملون معها بشيء من التحفظ يصل الى حد النفور من قراءتها.
غير ان للقوانين التي تحكم التعبير الادبي والفني وتنسحب ايضا على قضايا التجريب في المجالات العلمية والتقنية، منطقا اخر غير منطق المتلقي، فهي تعطي مساحة لمثل هذه الشطحات، وتسعى للاستفادة منها وتوظيفها، لانه عبر مختبرات التجريب تخرج الاضافات التي تثري هذه المجالات، بل ان فتوحات ادبية وعلمية وطبيّة جاءت عبر هذا المسار، والرواية الجديدة التي اعتقد انها فقدت الان القها، واستنفدت اغراضها، تقع في هذا السياق، ولعلها حققت بعض جوانب التطوير في القص التقليدي، خاصة فيما يتصل بزاوية الرؤية واسلوب الخطاب والعرض وبنية النص الروائي وغيرها من لمسات قد لا تكون واضحة بشكل ظاهر وبارز، ولكنها بالتاكيد تبرر وجود هذا التيار من تيارات التجريب والتجديد والكتابة الطليعية في اطارها التاريخي .
للكاتب الان روب جرييه كتابات اخرى حققت رواجا في سوق الكتاب مثل مذكراته التي تعامل فيها بكثير من الصراحة مع تفاصيل حياته خاصة مع زوجته التي رحلت في عام رحيله وكانت لها اهتمامات مسرحية رحمهما الله.
صورة تجمعني مع الكاتب الفرنسي الراحل الان روب جرييه والسيدة زوجته كاثرين جرييه
وكتب كتابا صار مرجعا في هذا النوع الذي يختلف عن الرواية التقليدية بانه لا يعتني ببناء الشخصية ولا بالاحداث ويعتمد الغموض والضبابية لان الاهم كما يقول احد كتاب هذه اللون من الكتابة السردية، بانها ليست كتابة المغامرة هو ما يهم الكاتب وانما مغامرة الكتابة . حدث منذ اكثر من عشرين عاما، ان اشرفت على مؤتمر ادبي في طرابلس، كان ضمن المدعويين له هذا الكاتب المعروف بانه من مؤسسى الرواية الجديدة في فرنسا والعالم، السيد جرييه، مع السيدة كاثرين جرييه زوجته، يرافقهما كاتب عراقي معروف هو الصديق نوري شاكر، الذي تولى ترجمة بعض اعمال هذا الكاتب، واذكر سؤالا كان ضمن اسئلتي للكاتب جرييه، عن حجم ما يطبع من كل رواية من رواياته في فرنسا، وكان سبب السؤال هو انني حاولت بمنتهى الصعوبة ان اكمل قراءة رواية كانت ذرة اعماله الروائية وهي رواية "الغيرة"، ولم استطع اكمالها الا بعد جهد جهيد لانني ارغمت نفسي ارغاما لكي اعرف هذه المدرسة الجديدة في كتابة الرواية التي لم استطع ان اتفاعل معها او استمتع بكتابات كتابها او اقرا كتابة لاهل الرواية الجديدة غير تلك الرواية الوحيدة الفريدة التي اكتفيت بها عن كل ما صدر من اعمال تنتمي لهذا النوع.
وكم كانت دهشتي قوية عندما قال ان ناشره الفرنسي لا يطبع غير الف نسخة من كل رواية من رواياته، ولم اواصل الحديث لاعرف ان هذه العدد القليل من النسخ قد لا يضمن له دخلا يعيش عليه ، ولكنه يضمن له موقعا على خريطة الادب الفرنسية ويضمن له دخلا من مؤسسات اخرى فقد وصل لأن يصبح عضو الاكاديمية الفرنسية كما ان له اسهاما في اخراج وانتاج الافلام السينمائية التي رغم طبيعتها الطليعية الا انها تصبح مادة لاندية سينمائية كثيرة في العالم وتعرضها شاشات التلفاز فتصير مصدر دخل كبير له. المهم ان اجابته على سؤالي جعلتني اتوقف عن لوم نفسي لانني لم استطع ان اعود لقراءة اية رواية من روايته الكثيرة، وعرفت انها روايات لا يقبل عليها القراء ويتعاملون معها بشيء من التحفظ يصل الى حد النفور من قراءتها.
غير ان للقوانين التي تحكم التعبير الادبي والفني وتنسحب ايضا على قضايا التجريب في المجالات العلمية والتقنية، منطقا اخر غير منطق المتلقي، فهي تعطي مساحة لمثل هذه الشطحات، وتسعى للاستفادة منها وتوظيفها، لانه عبر مختبرات التجريب تخرج الاضافات التي تثري هذه المجالات، بل ان فتوحات ادبية وعلمية وطبيّة جاءت عبر هذا المسار، والرواية الجديدة التي اعتقد انها فقدت الان القها، واستنفدت اغراضها، تقع في هذا السياق، ولعلها حققت بعض جوانب التطوير في القص التقليدي، خاصة فيما يتصل بزاوية الرؤية واسلوب الخطاب والعرض وبنية النص الروائي وغيرها من لمسات قد لا تكون واضحة بشكل ظاهر وبارز، ولكنها بالتاكيد تبرر وجود هذا التيار من تيارات التجريب والتجديد والكتابة الطليعية في اطارها التاريخي .
للكاتب الان روب جرييه كتابات اخرى حققت رواجا في سوق الكتاب مثل مذكراته التي تعامل فيها بكثير من الصراحة مع تفاصيل حياته خاصة مع زوجته التي رحلت في عام رحيله وكانت لها اهتمامات مسرحية رحمهما الله.
صورة تجمعني مع الكاتب الفرنسي الراحل الان روب جرييه والسيدة زوجته كاثرين جرييه