عبد العزيز فهمي - من الشعر ما يجعلني أحلم

بعد أن بعثرتني
أدركت
أن الريح حين تنتحب
تغني...
بعد أن أحرقتني
أدركت
أن الشمس حين تسطع في السماء
تستحم بناري...
كيف لي
أن أسمع همس النجوم للقمر
في واضحة النهار
همسها الجميل كنظرتك لي
هنا، وهناك في ذاك اللقاء..؟
كيف لي
أن أصوغ خلاصي مني
وأنا من يعشق اقتراف الخطايا
كي أصلب لأجلك...؟
سَيِّجي بِما شئتِ ما شئتِ
فلغيابك الحواشي
التي تقول الشيء
حين تريد قول غيره
لي متون لا تحدثني إلا عنك...
هنا القصيدة مدورة الأبيات
تمشي، وتأتي
هناك البحور هائجة الأسباب،
صاخبة الأوتاد
هنا النداء صراخ بالأشواق
هناك الصدى يتلعثم بالفراق
وهنا أنا
هناك أنتِ
لكن في هذا الهناك
أينك....؟
أخبرني عنك...
"فمن الشعر ما يقتل"
لذا أي جنون ألبسه
كي أجيئك
حيا كالسماء
ناعما كبراءة الماء
أطلب منك
أن لا تُقَلِّمي أجنحة الدلالة
في حظيرة انزياحاتي
أنْ لا تَحُدّي من شساعة المعنى
في تلابيب كلامي
أنْ تقطفي ما أيْنَعَ من الاستعارات
في حقل شفتي
ليكون كل الشعر لك
أقمصة ربيع على أغصان ندائي
أو بسمة الفراشات حين تتزين
لتحترق
دربي الكلمات على الرقص
مثنى مثنى...
كي تُبْحِر سفينتنا في يم الشوق
تتمايل مزهوة
ترسو على كفينا
ولا تغرق
فمن الشعر ما يجعلنا نحلم
لا تزعجي النشوة بالسؤال
لا تنشري على الوسادة
ما يعكر الأوهام
فالوهم يُشفي حين يستحيل
الإمكان...
عزيز فهمي/كندا
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...