صلاح عبد العزيز - سيدة القصائد الخائبة

عندما كنتُ صبيا فعلت أشياء سيئة
يجب أن أعترف الآن
وحيث لا كلام بيننا
تكور الغبار على هيئتك
فانتصبت ذكريات
تتجاوز فاصل الجسد وقشرته
وعلى فرض
أن
طائرا من صدرى يطير إليكِ كشبح
لا يسعنى إلا أن أسير وراءك كلما انتفض
وفى لحظة ما
أنكرت كل أكاذيبى
سأكون بعد عدة أيام
قد ضجرت وسوف تتقلص مساحتى
كحريق داخلى
كما
فى مصعد
فى الدور الأخير
ثم تنفصلين عنى كقصيدة
وبرغبة الحريق نفسه
تظل أشيائى السيئة محض هراء
وفى نص خائب
كما لو كنتُ أحداً غيرى
رأيتك تتعثرين
فنقلتك إلى نص
وكتبتك على حقيقتك
بعينين لماعتين
يغيب فيهما البحر
كما يغيب فى القصائد
وكما لو أنك مجرة فى قصيدتى
أظل هكذا أنهى علاقاتى السابقة
ودائماً
كى تشغلين مساحة من الوقت فى قلبى
سيدة القصائد الخائبة
لا تعرف من أفسدته النصائح
كثيرا يظهر أمامها يبادلها بوقته
ويفهمها عادة
بأن الرفيقات كان لهن وقت ما
فى مباراة انتهت
لصالحها منذ وقت بعيد
من تتحدث عنى أمام صديقاتها
وهى لا تعرف
لها أن تتفوق عليهن
إذ تدس إحداهن نصيحة موثقة
عن كيفية جلب الحبيب
انتهى وقتهن معى
عليها أيضا إذا حدثنها عنى
أن تدرك أنها المحظوظة
بأنى تمكنت بالمجئ لها
فى وقتى الضائع
فلتخرج الآن أيها الإنسان الوحيد
حتى ينطفئ الحريق
هى
كواكب الداخل
كلما حاولت أن تزيح الستائر
تجدها كملبس تحت جلدك
تقشره الخيبةُ فى متاهةِ خديعةٍ
تسْلمها لما يقال عنك
وعلى سبيل المثال
أحببت مرة شجرة
شجرة بأوراقها هاجرت منى
لكن فرعا ما يزال مضيئا
كلما أمسكته
تفر عصافيره
ثم تعود
كما لو كنتِ عصفورا
وشجرة
وكوكبا
ومجرة
للخائب مثلى


صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...