محمد مزيد - حب في الترام .. قصة قصيرة

تجلسُ أمامي ، امرأة جميلة جداً . وحدنا في الترام ، لا أنظرُ إليها ، ولا تنظر إلي ، نراقب تصرفات بعضنا البعض . هي في الأربعين كما أتوقع ، وأنا في الخمسين كما مثبت في جواز سفري . هي لديها زوج وأولاد وبنات كما أظن ، وأنا لدي زوجة واولاد وبنات كما أعرف . الترام ذاهب الى آخر محطة . تجاوز منطقتي التي أسكنها بعشرين محطة ، و لا أعرف هي في إيها ستترجل . حتى وصلنا آخر المحطات . لم تنزل السيدة الجميلة . كما لم أفعل مثلها ، بقينا في مكانينا . مرت دقيقة من التوقف ، صعد الركاب . أنطلق الترام ثانية عائدا الى الطريق الذي جئنا منه . في تلك الاثناء نظرت إلي بابتسامة ، فابتسمتُ أيضا . عرفت لعبتي ، كما عرفت لعبتها . طارت فراشات من جيب سترتي الأيسر وحلقّت في سمائها . وطارت فراشات من جيب قمصلتها الأيسر ، وحلقت فوق رأسي . بقيت الأبتسامة جامدة في وجهها ، كما بقيت على وجهي . وصلنا الى مبتغانا . ترجلتُ في المحطة نفسها التي صعدت منها . وهي فعلت الشيء نفسه . كانت فراشاتي وفراشاتها يحلقان فوق رأسينا ونحن نسير في أتجاهين متعاكسين.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...