أريج محمد أحمد - في صندوق ذاكرتي.. قصة قصيرة

فراشةٌ بخمسة أجنحه و قلم بلسان حاد يسرقان احلامي و مناجاتي وتداعياتي و كل أفكاريk ما أصرح به وما كنت أظن أنه في طي الكتمان، وأمنياتي المغلفه بغلالة من نور و نار تطالع الله من وراء حجاب، و تسأل الى متى؟

لم تترك الخمسة أجنحه هنّه أو أنّه الا وقامت بترجمتها و القت بها في جوف القلم الذي كان كما يبدو حاداً بما يكفي لأجد كل خبايا روحي مطروحه بشكل أنيق مقفى أو منثور وشيء من عرق يتلألأ بين الفينة و الأخرى و لحظات قلق ، حتى قصص حبي الساذجه و فستان بنت الجيران الذي يكشف ساقيها المرمر وجدته ضمن مسروقاتهم المنشوره في صفحات كتاب يحمل إسمي ويفترش الرصيف، (إسمي) كان يتلصص على أرجل الماره و أحذيتهم وقد بلغ من المهاره شأناً عظيما، فبنظرةٍ واحده (يقرأُ سيرة إنسان في حذاء ) كم هي شقية بنا الأحذيه تقاسمنا مشاويرنا التي لم تكتمل ، ضياعنا وسط النهارات في أروقة ، تنوء بحملنا و تُسلمنا للعتمة أسئلةً من دون إجابات ...

اليوم أنا في مقدمة العرض البائس أستعد لممارسة جنوني اليومي يقاوم (إسمي) قساوة الشمس و اصرارها على حرماني بهجة الألوان، ولكن فجأة يطل الأسود، حذاء لامع لم يمنحني ذرات غبار او يطالعني بوجه عابس و على حين غفلة مني، وحروف إسمي تتجاوز الحذاء للأعلى، أطالع ذاك المرمر و طبعة نفس الفستان الأحمر فقط ربما يبدو أقصر، أرتفعُ الى الأعلى تُطالعني تلك العينان و الرمشان الكحيلان وحبات كرز يخرج إسمي من بينهما معسولاً بلثغة في الراء ... يدور حديث لا أسمعه قصداً يتعلق بالمال، ففكرة الشراء و البيع تؤرق صفحاتي المصفرة من خريف الرصيف المملوء بالاغلفة المتساقطه، يُقدم العُري للماره في أبشع صوره، سمعتها الآن فقط قالت : كاتبي المفضل (تعني تُحبني) دفعتْ مالاً (تعني سأتزوج منه ) وبين ساعديها مشدوداً الى صدرها بدأت رحلتي الجديدة بلا أحذية مغبره فقط صندوقي و فراشتي و قلمي وفستان بنت الجيران يمتد ربيعاً يعبر ذاكرتي منذ سنوات و تُداعب إحدى ورداته غِلافي فيندحر خريفٌ طال مداهُ في لحظات

أريج محمد أحمد - السودان
التفاعلات: محمد السبوعي

تعليقات

ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...