أمل عمر إبراهيم - أنا القديمة!!

مهلاً
لا تصفقوا..
هي ليست قصيدة
بل شرخٌ في قلبي
كلما آلمني
ملأتُه بالكلام

***
منذُ زمان بعيد
وأنا
أنتحِلُ شخصيةً أخري..
إمرأةً اخري..
أرتدي حذاءَها
ثيابها المزركشة
خلخالها الثقيل
قرطها الغجري
وصوتها المثقوب
أجلس قرب النافذة
و
أبكي

***

في الأُمسيات
بناقِص الإرادة
و كامل الخيبات
أوقدُ جهنماً صغيرة
أذوبُ في الزيت والدموعِ والصندل
و اللَذة الكَذوب
و في الصباح
أجمع رمادي المسكين
أجلسُ قُرب النافذة
و
أبكي

***
في كل ليلة
عندما تغفو القرية..
أتسللُ
أجوبُ الطُرُقات
أبحث عن بوابةِ الخروج..
يُقال أنّ جدتي العشرين
قد أخفَت المفتاحَ
في حقلِها البعيد
ثم ماتت ..

أعودُ في الصباح
لأصنع الكعك
والشاي بالحليب
أؤدي واجباتي الزوجية
علي أكمل الدموع..
أجلسُ قُرب النافذة
أتذكرُ نفسي القديمة
و
أبكي
.....

#أمل_عمر | السودان

تعليقات

"أنا القديمة!!" ، عنوان يحيل على معنى الأصالة والعتاقة لأنثى شاعرة تمتهن تسريد القصيدة تحشو بها قلبها كلما ألمت به تباريح الوقت، وتجلس قرب النافذة وتبكي عبر أربعة مقاطع موحية مفعمة بالشعر، تصف فيها مكابداتها ومعاناتها
قصيدة جيدة حتى لا نقول رائعة وأكثر
كل التقدير والمزيد من التألق والعطاء الجميل
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...