أمل عمر إبراهيم

في آخر كلّ أسبوع أُعِدُ ثوبين أحدهما لأجلِ ليلة حبٍ مُحتَمَلة و الآخر لتَقَبُلِ عزاءِ خذلانه أُعِدُ مشروبين أحدهما لأنسى و الآخرَ لأُخَلِدُ اللحظات أُعِدُ باقتي ورد أحداهما للحزن و الآخرى للنشوة أُعِدُ مطفأةَ حريقٍ و جاروفَ ثلج أنتظرُ رجلاً أُحِبُه رجُلاً قابلاً لكلِّ إحتمال لرُبما يأتي في...
كلّ هذا لي لي وحدي من أجلي بالتحديد إسمي على الورقِ المُهم في الخزانة صُندوق البريدِ و الرسائل مطبخي الصغير القرارات المتعلقة بمطبخي الصغير ثوبيَ المشغول بالدانتيلا عطوريَ الكثيرة أظافري المطلية بالأحمر شَعريَ المنفوش المنوَّمِ بعقاقيرِ الشَعرِ أحيانًا المعقودِ في ضفائر إفريقية و الرجل...
-كُنتُ أحسَبُ أنّ الحربَ خُرافة.. شيٌ بعيد.. يحدثُ لأشخاصٍ غرباء في مدنٍ غريبة، لا أعرف موقعها على الخريطة تراجيديا أُشاهدُها في نشرات الأخبار .. يجتاحُني الحزنُ للحظة ينقبضُ قلبي، أُشيحُ بوجهي ، أغيِّرُ القناةَ من الأخبارِ للموسيقى و ينتهي الأمر.. -كنت أحسبُ أن بيتنا في أمدرمان سيظلُ منتصباً...
أيها الغريبُ ذو الضفيرة الشقراءِ وحذاء راعيَ البقر.. دلفتَ للمقهى مثل ريحٍ مفاجئة و حركتَ ركود المكان تحملُ في يديكَ الورودَ الكثيرة منحتَهُم جميعاً وردةً وردة .. وتلك السمراءُ القابعةُ في الركنِ منحتها إثنَتين نظرتَ في عيني بصمتٍ، تجاوزتني، كأنك لم ترني منحتَهم الفرحَ ومنحتني الحزنَ ورحلت...
النساءُ اللائي عرفتهن قَبلي مارستَ معهن الحبَ قبلي قَبَلتَهُن قُرب أعمدةِ الإنارة خافتة الضوء ،تحت المطر تسكعتَ في الأزقةِ الخلفية، تشاركت معهن السيجار و الويسكي و في أحضانِهِنَ ضَحكت كثيرًا و بكيت أكثر خططت معهن لحيواتٍ مختلفة إختَرتَ اسماءَ اطفالاً مُتَخيَلين و الوانَ طلاء بيوتاً بعيدة ...
لو لَمْ تَكُن معتاداً على لسعِ النحل لا تعشقُ إمراةً مثلي لا تُفَكِّر في الإقتراب في بدءِ حديث معها في محاورتِها عن الشعر و المناخ و مذاق الشامبانيا ثم إياكَ أن تُفَكِّر في تقبيلها في تطويق خصرِها و دعوتِها للرقص أو في قطع تزكرتين لفيلم السابعة مساء فـ بعضِ النساءِ ، مثلي. عسلهُن يكلِّفُ...
حين أخذتني لبيتَك كُنتُ أتَحَدَّثُ بثمانيةِ و عشرين حرفاً أُجيدُ الكنايةَ و المجازَ و الإستعارة كنت أعرفُ ما أُريدُ قوله بدقة بالفاصلةِ و القَوسِ و علامةِ التعجب و أعرفُ تماماً متى أُنهي الحديثَ و أضعُ النقاط . حتى أخذتني لقلعتَك أحكمتَ على لساني الحصار غمرتَه في الملح في الخوف في الصمت و...
ليكونَ البيتُ بيتاً.. لابد أن تكون فيه شجرة لتعلِقَ عليها أرجوحتك.. و بيتاً صغيراً للطيور أن يكون أمامه حوض نعناعٍ صغيرٍ و ورد أن يفوحُ رائحةَ قهوة ، غسيلاً و خبز .. و الأهَم : شخصٌ ينتظرك آخر الليلِ بلهفة يوقدُ شمعة.. يضع كأسين على الطاولة.. يراقب الطريق .. و يرسل رسالة بأنه اشتاق أنه...
أنا الأُنثى المُدَوَّرة.. فلا بداية لي و لا نهاية.. و لا ركنٌ ليستريحُ فيه قلبك بعد معاركه. أنا المتاهة مُبهَمة التضاريس كثيرة الحُفر.. لا تُجدي معي الخرائط و لا الـ GPS و تكهنات النشرات الجوية. لا مواعظ جدَك الأكبَر تُجدي و لا طبيبك النفسي و عقاقيره. ستضيع في دروبي يا صغيري. كان عليك...
على غيرِ المعتاد لمحتُ غرابا على صندوق بريدي ظل هناك لـ دقائق ساكناً ثابتاً على الحافة سواده المدهش أربكني أشعرني بالحنين ذلك النوع من الحنين الذي يجعلك ترغب في حك سُرتك وقلبك.. وتبكي.. أنا في اللاشعور، أعرف هذا الغراب وأحبه.. حدسي يخبرني بأن روحي ذات يوم كانت لغراب وعلى غير المعتاد.. بعوضٌ...
في صِغَري ، كنتُ طفلة الدراما.. أدَّعي الإغماء لأهرُبَ من حصة الحساب.. تصر أمي أن اشرب الحليب أو تغلق التلفاز فتبدأ الدراما ، تداهمني تشنجاتي الوهمية و أفقِد وعيي فتهرع بي أمي للمَشفى.. يكتشف الطبيبُ خِدعتي ،يهددني بحقنة ،أفيقُ في الحال كنت لا أعرف ما افعل بنفسي بمشاعري الغريبة بالمخلوقات التي...
عندما أموت .. سأتمرّدُ على فكرةِ الموت التقليدية أفتَحُ نافذةً في قبري و أكتُبُ الشعر في جدرانه أجلسُ قرب النافذة أُشاكِسُ الموتى و أحتسي القهوة بفمي المُتَوَهَّمْ أهتَمُ بقطةٍ ميتة، أُداعِبُ ظلالها الشبحية و أزرع النعناع من حولي.. عندما أموت سأغُرَمُ بجاري ذلك الذي باب قبره يفتحُ في قبري...
كِلانا يستلقي علي الحافة مُديراً ظهره للآخر.. مُديراً قَلبه للآخر.. بعيدان جداً غريبان جدا ً و بيننا الجُرح ذلك الذي يمتدُ من أول السرير الي آخر الدنيا .. هو جُرحنا ، شهادة الميلاد تؤكدُ ذلك الأهل والجيران يؤكدون إختبار الـ DNA و تقارير المشفي المختومة تؤكدُ ذلك له تقطيبة حاجبيك و أرنبة أنفي...
قُبلَته.. هي النقش الذي حفره الرب بإزميله علي شفتيّ ثم قال لي كوني.. فكُنت .. في الرابعة من عمري.. عبثتُ بعُلبة الثقاب أحرقتُ أصابعي فعلمتُ أن الحريق حقيقة و أن الألم حقيقة في الأربعين.. قَبلّتُه.. أحرقتُ قلبي فعلمتُ أن العشق حقيقة و أن الحزن حقيقة و بأن الموت على شفتيه حق..
-التحية لعينيك الحبيبتين ، و بعد: صادفتُ صورتك في (الفيس بوك) تتوسط طفلتين رائعتين و امرأة حسناء ، أفترض انها شريكتك..! -مازلتَ وسيماً.! -عشرون عام قد مضت.. و أنا .. تزوجتُ كما يُفترض أنجبتُ الأطفال كما يُفترض .. هاجرتُ للبلد البعيد كما كنتُ أتمنى.. و صِرتُ أُخرى ياحبيبي.. أقودُ الموتوسيكل...

هذا الملف

نصوص
54
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى