أمل عمر إبراهيم

قيل أن جدي كان يعشق جدتي عشقا غريبا ، لم يتعوده الرجال في تلك الأنحاء و لا ذلك الزمان ، و هم من يتزوج مثنى و ثلاث و رباع كما يشربون الماء، يبدلون النساء اكثر من نعالهم ، منذ ان فاجأ اهل قريته و أتى بها عروسا على ظهر حماره من القرية في الجانب الآخر من النهر ، من قرية لم يسمعون بها اطلاقا ً، و هو...
في المقهى.. و قبل الظهيرة بقليل قابلتُ ملك الموت.. كان يجلس على المقعد المقابل لمقعدي.. يرتدي سروالًا من الجينز و تيشيرت قطني ابيض مرسوم عليه قطة أقسمُ بذلك كان يحتسي "الكوفي لاتيه" و يتأمل مؤخرة أمرأة جميلة مرت مسرعة.. نظر تجاهي و ابتسم .. و جفلت ُ .. أرقتُ القهوة على ثوبي جمعت اشيائي و هممتُ...
قبل عشر سنوات.. و في بيت عُرس.. قابلتُ عرافة.. تضرِب الودع ، تقرأُ الكف و تحقق الأُمنيات.. و إمتلأ المكانُ بالنساء .. نساءٌ يبحثن عن حبيب أو زواج أو وجه طفل مستحيل.. يبحثن عن أشياء سرية ، عن خُرافة قديمة تُدعى السعادة.. تأمَلَت كفي طويلاً ، تَتَبَعَت خطوطه بأنامل مكتظة بخواتمَ من ذهب وفَضة...
الطقسُ يبدو جميلاً خارج النافذة.. فراشاتٌ وكلاب بُنية وبيضاء مرقطة.. أطفالٌ ينتظرون بص المدرسة.. جارنا العاطل يركض واضعاً سماعات الموسيقي مستمتعا بعطالته.! في الخارج، النسيم يكفي لتحريك الزنابق أمام بيتي.. ورزاز المطر يكفي لغسل عصفور من بقايا ليلة سيئة رغم أن كل شيء يبدو جميلاً خارج النافذة...
سيارتا أُجرة تتوقفان أمام الحانة رجلٌ و إمرأة يبرزان بطاقات الهوية للحارس.. تثبت البطاقة بأنهما ناضجان كفاية ، حزينان كفاية و مؤهلان كما ينص القانون.. يخبئان بطاقة الهوية في جيب المعطف.. يخلعان المعطف يعلقانه على مدخل الحانة .. يخلعان قسط السيارة و البيت و المدرسة مشكلات الكردت كارد ، مشكلات...
في هذه الساعة وأنا أقصى السرير.. في المنتصف في الأسفل.. تحت الغطاء الأصفر.. فوق الغطاءِ الأصفر.. قُرب النافذةِ المؤصدة بالحديد.. المؤصدة بالقانون.. بوصايا أمي.. بمخاوفي.. حيثُ لا قُمَر ولا نجوم َولا موسيقى.. وحيدة.. قَلِقة.. منبوذةٌ مثل دودةِ كافكا مسخٌ.. حشرة.. بقعةٌ باهتة في قعرِ الدنيا لا...
قبل ثلاثة أيام ذهبتُ لطبيبي النفسي .. إستقبلتني سكرتيرته الشقراء بابتسامة.. بكوب قهوة و بسؤال عن حالة الأجواء و دخَلتُ عليه في الموعد المحدد.. إستلقيت علي المقعد الجلدي تحت الاضاءةالخفيفة و إنبعثت الموسيقي في جوانب المكان.. جلس الطبيب بقربي مصالباً ساقيه تنَهَد و قال : إغمضي عينيكِ ، تنفسي...
أنا امرأةٌ لا تفهمُ في بيروقراطية الحب.. لا تفهمُ في الحلالِ والحرام والعقود.. إذا أحببتُكْ.. قفزتُ على شفتيكْ دون إذن مرور أو رُخَصٍ أو محطاتٍ وتذاكر.. *** حين أستشيطُ حباً أُخلّ بنظام حيائي الدقيق أفسدَ الترتيب الصحيح للأشياء أُحدث اضطراباً في نُظُم القبيلة أخالف المكتوبَ والمفروضَ...
أخبرَتني قصيدتَك الأخيرة.. بأنّكَ سَرَحتني من خدمتي الطويلة في قصائدَك..  وإنك اعتمدت أوراق امرأة جديدة امرأة شقراء!! لا تفقه القوافي  لا تعرِف العربية..  لا تأبهُ لأوزان القصائد.. لا تفهم مزاجك الغريب حين تكتُب كم ملعقةِ سكر تحتاجها في القهوة أو نوعك المفضل في الواين  كم سيجارة تحرقها لتكتُب...
فى عطلةِ نهاية الأسبوع .. و بإقتضاب .. أعلمنى زوجي بدعوته أصدقائه لتناول العشاء.. هكذا فجأة.. أترك أشيائي لأصنع المعكرونة بالبشاميل أضلُع الخراف .. و حلوى الكراميل و الطعمية الشامية؟؟ يتناولوا العشاء و يلعبوا الورق.. يملأون المكان بالدخان . تختَنِقُ طيورى و تهربُ الشخوصُ من بين الصفحات ...
مرت ساعة و نصف الساعة .. دقت اجراس الكنيسة مطولاً ، أطول من المعتاد و سكتت .. مر كلب ضجران مع صاحبه توقف الكلب الضجران ولعق الآيس كريم المسكوب على البلاط.. و ذهب .. جاء شرطىٌ وسيم ، تحدث بإهتمامٍ الى صاحب المقهى،الى النادل،الى عازف الساكس العجوز ونظر لى بـ حيرةٍ كأنه يريد أن يقول شيئاً ...
-حزنٌ صغير كل يوم كنتُ أقول : حزناً صغيراً و ينتهى .. حزناً صغيراً و ينتهى .. مضت السنوات.. و صنعت فى المدينة نهراً صغيرا ًمن دموع .. ✩✩✩ كل شئٍ يدعو للبكاء جهراً فوق المنصة، و لأننا ضعفاء نبكى خفيةً .. كل شئ يدعو للفرار .. و لأننا اغلقنا المنافذ بمزاليج الخوفِ نجلس على مقعدينا فى هدوء...
جدار ٌ من الزجاج ينتصبُ ما بيني وبينك جدار ٌ ضد الرَصاص وضد الكلام عشرون عاماً وما زلنا نكابر نتبادل القُبُلات بطعم الزجاج... *** تجلسُ على مقعدِك الهزاز مثل تمثال من البرونز ِ تقراُ الجريدة عشرون عامًا ولا زلتَ تقرأُ ذاتِ الجريدة وأنا الخبر الذي سقَط سهواً عند الطباعةِ *** قلبتُ الطاولةَ...
نتقاسمُ غرفةً رخيصةً في موتيل على الطريق السريع .. نتقاسمً credit card متبقي فيهِ عشرة دولارات .. نتقاسمُ شطيرةَ بيرغر .. نتقاسمُ صابون الإستحمام السائل .. نتقاسمُ علبة البيرة و رقائق الدوريتوز بطعم الفلفل الحار.. نتقاسمُ فرشاة الأسنان و المشط المكسور نتقاسم أغنية سام سميث One last song...
و بعد..! تجنب الناس ما إستطعت أبكي ما إستطعت تناول كأس نبيذ كل يوم لا تكُف عن الكتابة عن قراءة الشعر بصوت عالٍ ، في الحمام في المواصلات العامة في غرفة العمليات قبل أن يسري فيك مفعول المخدّر لا تتوقف عن الاستماع للموسيقي .. لبتهوڤن .. لسيمفونيته الخامسة بالذات عن ممارسة الحب عن صنع الشواء في...

هذا الملف

نصوص
58
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى