عندما أموت ..
سأتمرّدُ على فكرةِ الموت التقليدية
أفتَحُ نافذةً في قبري و أكتُبُ الشعر في جدرانه
أجلسُ قرب النافذة أُشاكِسُ الموتى و أحتسي القهوة بفمي المُتَوَهَّمْ
أهتَمُ بقطةٍ ميتة، أُداعِبُ ظلالها الشبحية
و أزرع النعناع من حولي..
عندما أموت
سأغُرَمُ بجاري
ذلك الذي باب قبره يفتحُ في قبري...
كِلانا يستلقي علي الحافة مُديراً ظهره للآخر..
مُديراً قَلبه للآخر..
بعيدان جداً
غريبان جدا ً
و بيننا الجُرح
ذلك الذي يمتدُ من أول السرير الي آخر الدنيا ..
هو جُرحنا ،
شهادة الميلاد تؤكدُ ذلك
الأهل والجيران يؤكدون
إختبار الـ DNA
و تقارير المشفي المختومة
تؤكدُ ذلك
له تقطيبة حاجبيك و أرنبة أنفي...
قُبلَته..
هي النقش الذي حفره الرب بإزميله علي شفتيّ ثم قال لي كوني..
فكُنت ..
في الرابعة من عمري..
عبثتُ بعُلبة الثقاب
أحرقتُ أصابعي
فعلمتُ أن الحريق حقيقة
و أن الألم حقيقة
في الأربعين..
قَبلّتُه..
أحرقتُ قلبي
فعلمتُ أن العشق حقيقة
و أن الحزن حقيقة
و بأن الموت على شفتيه حق..
-التحية لعينيك الحبيبتين ، و بعد:
صادفتُ صورتك في (الفيس بوك) تتوسط طفلتين رائعتين و امرأة حسناء ، أفترض انها شريكتك..!
-مازلتَ وسيماً.!
-عشرون عام قد مضت..
و أنا ..
تزوجتُ كما يُفترض
أنجبتُ الأطفال كما يُفترض ..
هاجرتُ للبلد البعيد كما كنتُ أتمنى..
و صِرتُ أُخرى ياحبيبي..
أقودُ الموتوسيكل...
كل قصائدك شهود زور..
كل قبلاتك مسروقة ، لاتملك حقها الأدبي..
و أمسياتك أكاذيب
و أنا أعرِفُ ذلك منذُ زمن بعيد..
لكن ليس هناك ما أستطيع فعله ..
هكذا يجري الحال دائماً ..
أعرف ،
ولا أستطيع فعل شئ.
———————
في داخلي "سفينة نوح" صغيرة.
تجوبُ بحري منذ البارحة..
تحملُ تنيناً من سبع رؤوس
ينفث النار...
سألوني: متي بدأت تكتبين الشعر؟
-بدأت أكتبه، حين إشتقت إليه
حين إحتجتُ لأن أبكي
لكن بطريقتي الخاصة..
——————-
الرجالُ أنواع
يأتون بِطَرائقَ مختلفة
منهم من يأتي متسللاً كقِطة
أو زاحفاً ، مثل دودة
منهم مَنْ يأتي مستعجلاً مثل الريح
مباغِتاً كـ تسونامي
لكن أغلبهم
يأتي مثل طفل يريد الحلوى...
قلبك مطار دولى..
مكتظا بالنساء الجميلات..
بالنساء الحزينات..
بالنساء الصغيرات والكبيرات
القصيرات و الطويلات ..
بالنساءِ المُشرقات و النساء الذابلات..
النساء النحيلات و النساء المكتنزات..
بالشاعرات و بائعات الورد و الشاي و الصحف و الهوى..
بى أنا.!
جميعُنا نحمل حقائب السفر
نتشارك اللهفة و حمرة...
أنا أُنثى من غير فرامل..
إذا إصطدمتُ بك
تحدث كارثة حب أكيدة
أفسِح لي الطريق من فضلك .!
و دَعني أمرُ بسلام
لا داعٍ لإراقة المزيد من الأحزان و القصائد..
———
فراشة حمقاء …أنا
تصرُ على أن تتخطي المراحل، و تطير..
أن تصل لشفتيك بالطريق المختصر
فإذا إحترق جناحي
و أنا في أوج المحاولة
غني على روحي و...
إشارات الناس الحمراء "دقيقة "
و إشاراتي أنا ،سبعين سنة.!
عند الإشارة الحمراء
أمارس ُحَيَواتي الصغيرة..
أُصلِح الكُحل ،أُرتِّبُ شَعري..
أنثرُ العطر علي قميصي، خلف أذني و على سفح عروقي ..
عند الأحمر..
أُغيِّر من وضع الخواتم ..
أحتسي ما تبقي من قهوتي ..
أُصفِقُ للموسيقى،
و بِرغم صوتي النشاز ،...
كانت أمي تريد إبقائي بعيدا عن كل شئ ..
عن الحب..
عن الغرباء..
عن الرجال..
عن القصائد..
عن كتب الفلسفة المثيرة للجدل
عن السياسة لانها شأن الرجال ..
عن كنتها التي لاتحبها ..
عن ابن عمي الذي يطمع في القُرب..
عن بنات الجيران سيئات السمعة..
عن الأشياء السرية التي تحدث بين رجل و إمرأة ..
عن التنورات...
في مركز كينيدي..
كان يعزف على البيانو بيده اليسرى
و بيده اليمنى يلوّحُ لحطام سفينتي,فتلتئم..
كان يعزف..
فـ يوقظ ريحَ الشمال و يوقظ الغرقى
و يحرّض السنونوات على الحب
كان يُمسِكُ بدفة قلبي ،
يرخي الحبال من حول روحي
و يهدم القلق ..
ذلك الغريب..
⎈⎈⎈
السفينة تطلق صفارة الرحيل..
الأرواحُ...
أنهينا تناولَ العَشاء و مشاهدة الأخبار على القناة المحلية..
استرخى على مقعده ثم بدأ يتحدّث..
يتحدّثُ،يتحدّثُ،يتحدّث..
و كلها أمور لا تَهُمني..
ليس من بينها شيئًا يتعلق بقلبي،بجسدي،بقصائدي أو بأمرٍ من أموري..
هو لا تعنيه أموري..
مددتُ يديّ خُفية،شَغَلتُ الموسيقى..
رفعتُ الصوتَ لحده الأقصى...
حين قلت له : أحِبُّك
لم أُفكِرُ في رد فعله
في إندهاشه أو تقبله جنوني ..
لم أعطِ إنتباهاً للفوارق ما بين عمري و عمره..
و لم أبالي بِرَهَقِ المسافة و السفرْ..
باختلافات الثقافة و الأيديولوجيا ..
بالدين أو رأي شيوخه ..
لم أُفكِرَ في غضب أبني ..
أو بـ جنون زوجي السابق و أبناء العمومة..
أو قطيعة...
في أثناء سقوطي..
و كرغبة شرعية أخيرة لمحكومٍ عليه بالإعدام سقوطاً..
قررتُ إشعال سيجارة ..
لكن لم أستطع أن أحدد
أين شفاهي من إتجاه الريح لأضبُطَ عود الثقاب و أشعل السيجارة
فعدلت عن رأيي و قررتُ إرسال رسالة..
لأخبره كم أني أحبه
كم كنت حزينة و انا أراه يتسرب من بين أصابع امنياتي كالتراب ..
لكن...