أمل عمر إبراهيم - عند الإشارة الحمراء

إشارات الناس الحمراء "دقيقة "
و إشاراتي أنا ،سبعين سنة.!

عند الإشارة الحمراء
أمارس ُحَيَواتي الصغيرة..
أُصلِح الكُحل ،أُرتِّبُ شَعري..
أنثرُ العطر علي قميصي، خلف أذني و على سفح عروقي ..

عند الأحمر..
أُغيِّر من وضع الخواتم ..
أحتسي ما تبقي من قهوتي ..
أُصفِقُ للموسيقى،
و بِرغم صوتي النشاز ، أُغني ..
أُقيمُ حفلاً للزفاف ،
أُزَفُ فيه لحبيبي
و نسافر للقمر ..
نصنعُ الأطفال هناك
نسميهم بأسماء الكواكب و النجوم ..

عند الإشارةِ الحمراء
أصنعُ السحب و اُنزل المطر
أزرعُ القمح و أحصده
أُلقمه لعصافير الكتابة..

و أكتُبْ..!!

عند الأحمر
أبعثُُ نفسي لنفسي نبي و أُنفذ معجزاتي
أحوّل النبيذ لقصائد!!
و الفراغَ لمهرجان
أجعل الأشياء تطفو
و الأحجار تُزقزق ..

عند الأحمر..
أمنحُ المتسوِّل عشرة دولارات
فيدعو لي : بسلام روحي ،بالطمأنينة لقلبي ،و بالنصر لشعبي البعيد..
سوف يذهب لشراء بيرة و ساندويتش،
ثم يعود لقلعته، ليرّفع اللافتة (أنني أحتاج بيتاً و حبيبة، خُبزاً و خمر )

عند الإشارة الحمراء ..
أبتسمُ لسائق السيارة على يميني،
و أغمزُ للآخر على يساري ..
أتفقدُ الفيس بوك ،أمازحُ صديق..
و أحزنُ لحزنِ آخر ..
ألعنُ الحرب مرة و الحكومة الف مرة ..

في الأحمر،ألتَقِطُ صورة لأُخلِدُ فيها الأحمر.!
الأحمر الوحشي
أحمر الغضب و الشياطين المجيدة..
أحمرُ الحانات و الثورات و الحُمى
....أحمري أنا .!

و يضئ الأخضر الرتيب
تفتحُ ابواب الطريق لي و لاصدقائي اللحظيين
و نفترق .
تموت حيواتي الصغيرة
و تعود اشيائي
الماءُ يرجعُ للسحاب و الفراشات تعود للشرانق
و قوس قزحي يعود لبياضه
و تفرُ أفكاري .!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى