أمل عمر إبراهيم - لا

حين أخذتني لبيتَك
كُنتُ أتَحَدَّثُ بثمانيةِ و عشرين حرفاً
أُجيدُ الكنايةَ و المجازَ و الإستعارة
كنت أعرفُ ما أُريدُ قوله بدقة
بالفاصلةِ و القَوسِ و علامةِ التعجب
و أعرفُ تماماً
متى أُنهي الحديثَ و أضعُ النقاط .
حتى أخذتني لقلعتَك
أحكمتَ على لساني الحصار
غمرتَه في الملح
في الخوف
في الصمت و التردد
كلّ مرةٍ يسقط حرفٌ من لساني
يضيعُ مني
أبحَثُ عنه بين المقاعد
تحت السجاجيدَ، الوسائد ،في الخزائن المغلقة
بين طياتِ ثيابي
و ينتهي الأمر بألا أعثرُ عليه ..
و ها أنا ذا اليوم معك
أجلسُ قُربَك
جميلةً مُعطَّرة
على عنقي قلادة تحملُ توقيعاً مهم..
بلسانٍ يتوق لطعمِ الحروف
و معتقلٌ رهيب داخل رأسي
مكتظاً بالقصائد.

الجيدُ في الأمر
أنني حين فطنتُ للأمرِ خبأتُ حرفين تحت لساني
( اللام و الألف )

لأقولُ (لا).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى