تمَّام طعمة - أغاني الجياع..

(الجياع إلى الخبز.. إلى الحب.. إلى الحياة)




غنِّي معي..
فالشعر يوشكُ أن يموتْ
والأرضُ أصغرُ من قصيدةْ
والجوعُ قوتْ
يا ربُّ ما هذا السكوتْ!

والأغنياتُ مآتمٌ من دمْ
كالموتِ تأكلُ ما يُشاعُ
من التشرُّد في القبور
إلى انحناءاتِ العلمْ

غنِّي معِي
فأنا انحسارُ الخوفِ
عن جسدِ الطريدةْ

وجهي نضوجُ القمحِ قبل أوانهِ
ثغري تكَسُّرُ سلَّة المَعنى
شراييني اشتعالُ الناسِ في ألوانهم
ودمِي تفلُّتُ صرخةٍ من ثغرِ أمْ

قلبي دخانٌ من قلقْ
رئتي تبثُّ فرَاشَها في غصَّة الروحِ العنيدةْ

غنِّي معي
ولترقصِ الساحاتُ سكرى
في حدائقِ أضلعِي
غنِّي معي
حتَّى يفوحَ الضوءُ في رمدِ الجريدةْ

وتطلَّ غاباتُ الصهيلِ من النخيلِ
ويقطفَ الوردُ السياجَ ويكملَ التاريخُ عيدَه

غنِّي فمِثلي لا يغنِّي
حاولتُ أن أرثَ النشيدَ فضاعَ صوتُ الخبز منِّي

وكسرتُ تاريخَ السكوتِ بشمعتينِ من التغنِّي

وكتبت باسمِ الله ألفَ قصيدةٍ
عن ألفِ حبٍّ دونَ معنى
فغرقتُ في خمرِ التمنِّي

وصرختُ يا الله.. كنَّا
فكنتُ، لكن لم أكُنِّي

أنا منذُ أن ولدَت خيوطُ الأرضِ فوقَ أصابعي وترجَّلت عنِّي
أخونُ الذكرياتِ كما أشاءُ وأدَّعي أنِّي وأنِّي..

غنِّي
فأنتِ قصيدةٌ..
وأنا ارتدادُ الموتِ عنِّي
..
تمَّام طعمة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...