عندما سُئل أبو العتاهية: "هل تعرف العروض"؟
أجاب بثقة: "أنا أكبر من العروض"!
هذه الإجابة إجابة شائعة قد نسمعها من شاعر كبير في حجم أبي العتاهية، وقد نسمعها أيضاً من شعراء ما زالوا في بدايات تجاربهم الشعرية، فكثيراً ما يُصرّح الشعراء في حواراتهم بأنهم ينظمون شعراً موزوناً بالسليقة ومن دون حاجة لمعرفة أسماء بحور الشعر أو لتعلّم طريقة ضبط الوزن. ولكن هل تُعد مقولة: "الشاعر لا يحتاج لدراسة علم العروض" مقولة صحيحة على إطلاقها؟ وهل هناك ضرر من تهاون الشاعر في مسألة دراسة علم العروض أو زيادة معلوماته عن هذا العلم؟
تُحذّر الشاعرة والناقدة الكبيرة نازك الملائكة من تصديق مقولة أن "الشاعر الملهَم يولد عالماً بالأوزان فلا يحتاج إلى دراستها"، وتدعو الشعراء إلى اقتناء الكتب الجيدة في علم العروض ودراستها، وتضيف في نقد الفكرة التي تضمنتها المقولة السابقة: "هذه فكرة مترجمة من الآداب الغربية وقد أساءت إلى شعرنا إساءة واضحة. ولو صحّت لكان معناها أن سبعين بالمائة من شعرائنا اليوم غير موهوبين لأنهم جميعًا يرتكبون أغلاطًا عروضية غير هيّنة. والمضحك أن هؤلاء الذين يرتكبون الغلط في الوزن هم أحيانًا يفخرون بأنهم لم يدرسوا العروض"!
عدم حرص الشاعر على الإلمام بعلم العروض لا يؤدي إلى وقوعه في أخطاء عروضية فحسب، بل ويحرمه من الاستفادة من أمور جيدة أخرى لتعلم العروض توضحها الناقدة للشاعر الموهوب قائلة: "ستجد نفسك مقتدرًا على تصرف عظيم في الأوزان والضروب والتشكيلات بما مرنت سمعك الشعري وأرهفت ذائقتك، وستتاح لك وأنت تنظم قصائدك الأولى حرية كبيرة في اختيار الوزن الملائم لها".
قد يظن من يقرأ كلام الملائكة عن وقوع 70% من الشعراء في أخطاء عروضية بأنها قد بالغت في النسبة التي حدّدتها، لكن المطلع على كثير مما يُنشر سواء من الشعر الفصيح أو الشعبي يلحظ بوضوح وجود عدد غير قليل من الشعراء الذين لا تخلو قصائدهم من أبيات مختلة الوزن أو يعتريها الثقل الذي تُخفيه طريقة نطقهم، ومع ذلك لا يستطيعون إدراك مواطن الخلل فيها بدقّة، وقد يتفاجؤون عند نقد تلك الأخطاء ويُصرّون على إنكار وجودها. وقبل أيام قرأت قصيدة جديدة وجميلة لأحد الشعراء النجوم في ساحة الشعر الشعبي، لكن وقوع الشاعر في خطأ وزني وخطأ آخر على مستوى القافية بتكرار نفس الكلمة في قافية بيتين متقاربين، ساهم في التقليل من جمال القصيدة، وأكّدّ لي صحة كلام الملائكة عن وجود شعراء يقعون في أخطاء صريحة قد لا يُعذر الشاعر المبتدئ عند وقوعه في مثلها.
أخيراً يقول ياسر التويجري:
يا الآدمي ما زلت تجحد وتكذب
يا الآدمي حتى مع الله تماديت
إذا بغيت الحاجه تقول: يا رب
وإذا حْصلت لك حاجتك قلت: سويت
أجاب بثقة: "أنا أكبر من العروض"!
هذه الإجابة إجابة شائعة قد نسمعها من شاعر كبير في حجم أبي العتاهية، وقد نسمعها أيضاً من شعراء ما زالوا في بدايات تجاربهم الشعرية، فكثيراً ما يُصرّح الشعراء في حواراتهم بأنهم ينظمون شعراً موزوناً بالسليقة ومن دون حاجة لمعرفة أسماء بحور الشعر أو لتعلّم طريقة ضبط الوزن. ولكن هل تُعد مقولة: "الشاعر لا يحتاج لدراسة علم العروض" مقولة صحيحة على إطلاقها؟ وهل هناك ضرر من تهاون الشاعر في مسألة دراسة علم العروض أو زيادة معلوماته عن هذا العلم؟
تُحذّر الشاعرة والناقدة الكبيرة نازك الملائكة من تصديق مقولة أن "الشاعر الملهَم يولد عالماً بالأوزان فلا يحتاج إلى دراستها"، وتدعو الشعراء إلى اقتناء الكتب الجيدة في علم العروض ودراستها، وتضيف في نقد الفكرة التي تضمنتها المقولة السابقة: "هذه فكرة مترجمة من الآداب الغربية وقد أساءت إلى شعرنا إساءة واضحة. ولو صحّت لكان معناها أن سبعين بالمائة من شعرائنا اليوم غير موهوبين لأنهم جميعًا يرتكبون أغلاطًا عروضية غير هيّنة. والمضحك أن هؤلاء الذين يرتكبون الغلط في الوزن هم أحيانًا يفخرون بأنهم لم يدرسوا العروض"!
عدم حرص الشاعر على الإلمام بعلم العروض لا يؤدي إلى وقوعه في أخطاء عروضية فحسب، بل ويحرمه من الاستفادة من أمور جيدة أخرى لتعلم العروض توضحها الناقدة للشاعر الموهوب قائلة: "ستجد نفسك مقتدرًا على تصرف عظيم في الأوزان والضروب والتشكيلات بما مرنت سمعك الشعري وأرهفت ذائقتك، وستتاح لك وأنت تنظم قصائدك الأولى حرية كبيرة في اختيار الوزن الملائم لها".
قد يظن من يقرأ كلام الملائكة عن وقوع 70% من الشعراء في أخطاء عروضية بأنها قد بالغت في النسبة التي حدّدتها، لكن المطلع على كثير مما يُنشر سواء من الشعر الفصيح أو الشعبي يلحظ بوضوح وجود عدد غير قليل من الشعراء الذين لا تخلو قصائدهم من أبيات مختلة الوزن أو يعتريها الثقل الذي تُخفيه طريقة نطقهم، ومع ذلك لا يستطيعون إدراك مواطن الخلل فيها بدقّة، وقد يتفاجؤون عند نقد تلك الأخطاء ويُصرّون على إنكار وجودها. وقبل أيام قرأت قصيدة جديدة وجميلة لأحد الشعراء النجوم في ساحة الشعر الشعبي، لكن وقوع الشاعر في خطأ وزني وخطأ آخر على مستوى القافية بتكرار نفس الكلمة في قافية بيتين متقاربين، ساهم في التقليل من جمال القصيدة، وأكّدّ لي صحة كلام الملائكة عن وجود شعراء يقعون في أخطاء صريحة قد لا يُعذر الشاعر المبتدئ عند وقوعه في مثلها.
أخيراً يقول ياسر التويجري:
يا الآدمي ما زلت تجحد وتكذب
يا الآدمي حتى مع الله تماديت
إذا بغيت الحاجه تقول: يا رب
وإذا حْصلت لك حاجتك قلت: سويت