عبد الأمير خليل مراد - مُكَابَدَاتُ الحَافِي

(1)
أَنَا بِشْرُ الحَافِي
فِي السُّوْقِ أَقُوْمُ وَأَقْعُدْ
وَدِثَارِيْ أَوْزَارٌ بَالِيَةٌ
ظَمْآنًا أَكْرَعُ مِنْ صَدَفِ البُشْرَى
وَشَقِيًّا أَغْرِفُ آمَالاً وَخَطَايَا
لا مَالٌ فِي كَفِّي يَنْصُرُنِي
لا غُرَرٌ فِي رَأْسِي وَوَصَايَا
تَلْقُفُنِي مِنْ بِئْرِ ظُنُوْنِي
وَتُدَحْرِجُنِي كَمَسِيْحٍ فِي حَوْمَاتِ
قِطَافِ
(2)
أَنَا بِشْرُ الحَافِي
يَاه..يَاه..يَاه..كَمْ
عَايَشْتُ مُلُوْكًا وَرَعَايَا
وَقَنَعْتُ بِجِلْبَابٍ يَسْتُرُنِي
وَبِزَادٍ يُقْرِيْ أَضْيَافِيْ
أَنَا بِشْرٌ وَرَمَادِي .. أَيُّ بِشَارَةْ
مَنْثٌوْرٌ فِيْ بَوَابَةِ عَالَمِنَا الكَابِي
أَبْكِيْ.... وَأُصَلِّيْ
وَأُصَلِّيْ فِيْ كَبَدٍ
وَنَشِيْجِيْ آهِ ... نَشِيْجِيْ
إِنْجِيْلٌ وَمَصَاحِفُ فِي مَعْمَعَةِ
الأَحْلَافِ
(3)
أَنَا بِشْرُ الحَافِيْ
أَنْطَقَنِي اللهُ وَأَخْرَسَنِيْ
وَبِبَابِ المَسْجِدِ أَتْلُوْ نَفَثَاتِيْ
ضَيْفًا يَتَهَجَّى أَوَّلَ حَرْفٍ
نيرودا..أَطْفَالَ السَّيَّابِ.. وَابْنَ الفَارِضِ وَكُثَيِّرَ
وَالمَجَنُوْنَ وَأَحْمَدْ
هاأَنَذَا أَتَمَلَّى مَا حَكَتِ الأَدْهُرُ
مِنْ سِدْرَةِ أَسْلَافِيْ
(4)
أَنَا بِشْرُ الحَافِيْ
لَمْ تَتْبَعْنِي فِي الحَقْلِ خِرَافِيْ
أَسْقِيْهَا بِيَدَيَّ دُمُوْعِيْ
وَأُرَوِّيْهَا مِنْ رُوْحِيْ وَشِغَافِيْ
وَتُخَلِّيْنِيْ فِيْ نَجْوَايَ أُغَنِّيْ
زِرْيَابًا يَحْبُوْ فِيْ جَوْقَةِ
عُزَّافِ


(5)
أَنَا بِشْرُ الحَافِيْ
سَأَظَلُّ حَفِيًّا بِشُجُوْنِيْ
وَقِيَامَاتِيْ بُؤْسٌ وَضَرِيْعْ
لا أَدْرِيْ أَمْسِيْ مِنْ يَوْمِيْ
أَسْمَائِيْ ... آهٍ ... مِنْ أَسْمَائِيْ
وَسَمَائِيْ أَفْلَاكًا تَتَشَظَّى
كَالْبَيْدَرِ فِيْ قَبْضَةِ عَرَّافِ
(6)
أَنَا بِشْرُ الحَافِيْ
أَتْلُوْ مَا بَيْنَ صَبَاحِيْ وَمَسَائِيْ
( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا )
فَأُكَلِّمُ عِيْسَى فِي المَهْدِ صَبِيًّا
وَأُخَاصِرُ مُوْسُى عِنْدَ تُخُوْمِ الطُّوْرِ
وَأَكُبُّ عَلَى نَعْلِ أَبِيْ القَاسِمِ
جُنْدِيًّا فِيْ غَمَرَاتِ التَيْهُوْرْ
فَالمَوْتَى وِحْدَانٌ فِيْ بُوْقِ المَلَكُوْتْ
وَالسَّاعَةُ قَالَتْ:
لا كَافُوْرٌ أَوْ تَابُوْتْ
فَيَضُجُّ بَأَخْمَصِهَا الأَحْمَرُ
وَاليَاقُوْتْ


(7)
أَنَا بِشْرُ الحَافِيْ
وَأَدُوْنِيْسُ الشَّرْقِيُّ أَبِيْ
يَتَأَبَّطُنِي قِيْثَارَاتٍ وَفَرَائِدْ
وَكِتَابًا مَسْطُوْرًا مِنْ أَزْمَاااانْ
فِيْ الحَيِّ اللَاتِيْنِيِّ يُهَدْهِدُنِيْ
وَعَلَى نَخْلَاتِ البَصْرَةِ
أَوْ كُوْفَانْ
وَعَنَاقِيْدِيْ مِنْ فِضَّةِ بَابِلَ
مَبْذُوْلَاتٌ فِيْ سِكَكِ
العَشَّارِيْنَ
وَمَقْصُوْرَاتِ السُّلْطَانْ





من ديوان "مُكَابَدَاتُ الحَافِي - شِعْر

عَبد الأَمير خَلِيل مُراد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...