استطاع أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد ابن محمد بن خلف بن حيان بن صدقة ابن زياد الضَّبِّي المعروف بابن وَكِيع التِّنِّيسِيّ أن يبقى في دنيا الشعر والنقد بعد أن غادر دنيانا في زمن الدولة الإخشيدية حتى زماننا وما بعده؛ فما زالت أقلام الأدباء والعلماء والنقاد والأكاديميين يتناوبون تناول سيرته وآثاره.
لقد احتل الشاعر البارع، والعالِم الجامع، أبرع أهل زمانه، الذي لم يتقدَّمه أحدٌ في أوانه، وله كلُّ بديعةٍ تسحر الأوهام، وتستعبد الأفهام ـ كما وصفه الثعالبي في اليتيمة ـ مكانًا كبيرًا في ديوان الشعر العربي مثلما احتل مكانة كبيرة في ساحة النقد العربي قديمه وحديثه؛ فلن تعدم أن تجد شعرًا يتحدث عن الطبيعة إلا وله فيه نصيب أو شعرًا عن فصول العام كلها أو فصلا منها، ولما لا يصف التنيسي الجمال وهو الذي وُلِدَ وسكن في " تِنِّيس" بالقرب من مدينة دمياط الحالية بمصر وهي من أكبر الجزر فى العصر الإسلامى، التي اشتهرت بالزرع والشجر والكروم والعمارة، والتي حلَّت بها أسرته بعد هجرتها من مدينة البصرة إلى بغداد ثم توجهوا للإقامة النهائية بمصر.
ربط ابن وكيع اسمه باسم شاعر العربية الأكبر "المتنبي" أبد الدهر، بعد أن تناول شعره نقدًا وتتبعًا وتمحيصا؛ فقلّما تخلُ دراسة أو كتابا أو رسالة جامعية في الماجستير أو الدكتوراه تتعرض للمتنبي وشعره ونقده إلا وكان التنيسي حاضرًا فيها، أو كتبا عن "التناص" أو "السرقات الشعرية" أو "الموازنات بين الشعراء"، أو "مناهج النقد العربي القديم" أو "مناهج النقد العربي في القرن الرابع الهجري" أو في "العصر العباسي"، أو "الشعر المصري في العصر الإسلامي" أو "مصر في عصر الإخشيديين"، وحتى تلك الدراسات التي لا تتناول المتنبي سيكون التنيسي مُستدعًا فيها بشواهد من شعره وأحكامه من كتابه "المنصف"، كما سيكون حاضرًا في الكتب والدراسات التي تولت الرد عليه دفاعًا عن المتنبي وهجومًا عليه سواء في القديم أو الجديد والشواهد على ذلك كثيرة.
ولقد وجدتُ من الإنصاف للرجل أن أذكر بعض ما وقعت عليه من كتب ودراسات أكاديمية أو أدبية تناولته في مجالات الشعر والنقد والفن، وهذا بسبب وعد قطعته على نفسي لصديقي الموسوعي صبحي عمر الذي باغتني بسؤال عن ابن وكيع عقب ندوة لي بمدينتي "السويس" وذكر كتاب أستاذنا الدكتور حسين نصار فألزمتُ نفسي أن أورد له ما كُتِبَ عن التنيسي ولم يصله، ثم وجدتُ أن من الأفضل أن أنضم إلى بعض من أتعبوا أنفسهم في البحث عن قصائد مفقودة للتنيسي وكتبه وأنشر ما توصلتُ له للعامة والكافة من أهل التخصص أو من المحبين والمهتمين بشعر ونقد التنيسي، وكانت هذه المقالة/الدراسة التي بين أيديكم.
مكان التنيسي في ديوان الشعر العربي:
لقد تبوأ ابن وكيع مكانه في الشعر العربي من خلال ديوانه الذي صدر بمصر في عام 2014م عن الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، بوصفه أقدم شاعر مصري عربي وصل إلينا قدر من شعره، في تأريخ مهم لبداية استخدام اللغة العربية في الأدب المصري، وقد جمع الديوان وحققه الدكتور حسين نصار أستاذ الأدب المصري في العهد الإسلامى، والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة القاهرة والذي سبق أن نشره في القاهرة عام 1953م بعنوان: "ابن وكيع شاعر الزهر والخمر"، ثم تابعه هلال ناجي مستدركًا عليه ومُضيفًا إليه وقد ذكر طرفا من هذا بمجلة المورد العراقية عام 1973م، ثم أصدر هلال كتابه: "ديوان الحسن بن علي الضبي الشهير بابن وكيع التنيسي" عن دار الشؤون الثقافية للطباعة والنشر في بغداد عام 1998م في (202) صفحة، بعد أن ذكر أنه ظفر بمخطوط لأحد المغاربة القدامى في دار الكتب الوطنية بتونس بعنوان: "عذر الخليع بشعر ابن وكيع"، وقد أقر هلال للدكتور نصار بصحة تسمية ابن وكيع بشاعر الزهر والخمر حيث وجد بعد اكتمال شعره تمحوره حولهما في الأغلب.
كما أن للتنيسي كتاب"النزهة في الإخوان" ومنه نسخة فريدة في المكتبة العاشورية بتونس، وله أيضًا منظومة شعرية معنونة بـ "بحر الأوهام"، وقد درس الدكتور باسم ناظم سليمان "القافية في شعر الطبيعة عند ابن وكيع التنيسي" بمجلة جامعة كركوك للدراسات الإنسانية م9، ع1، عام 2019م، كما درس "الطبيعة في شعر ابن وكيع التنيسي" الدكتورين سيف محمد المحروقي، وشفيق الرقب ونشرتها مجلة كلية دار العلوم، جامعة القاهرة ع93 في 2016م، كما تناول "صورة الزهريات في شعر ابن وكيع التنيسي" أحمد حسين عبد الحليم سعفان، ع26 مجلة كلية الآداب، جامعة المنصورة عام 2000م، وتناول عبد الرازق عبد الحميد حويزي "تحقيق النصوص الشعرية بين الواقع والمنهج الأقوم: ديوان ابن وكيع التنيسي نموذجا" ع36، ج1، مجلة كلية اللغة العربية، جامعة المنصورة عام 2017م، وتناولته رئاب عبد الصاحب خفي في رسالتها عن "الزهريات في شعر القرنين الثالث والرابع الهجريين ـ دراسة فنية"، كلية التربية للبنات، جامعة بغداد، وكتب الدكتور ثائر سمير حسن الشمري دراسته حول "لمحات من وصف الربيع في الشعر العباسي"، كلية التربية الأساسية، جامعة بابل، ع8 عام 2012م، ثم تناول الدكتور ثائر سمير حسن الشمري ابن وكيع التنيسي في دراسته عن "اعترافات الشعراء العباسيين"، كلية التربية الأساسية، جامعة بابل، م5، ع20، عام 2019م، كما تناول محمد يحيي محمد السيد حسن "التشبيه في شعر ابن وكيع التنيسي" التي نشرتها مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 2014م، ووازن حسين كزار صلال في رسالته "شعر الطبيعة بين كشاجم وابن وكيع التنيسي ـ دراسة فنية مُوازِنة"، كلية الآداب، جامعة المنصورة، 2016م.
كما خرجت العديد من الكتب التي ترد على ابن وكيع في تناوله للمتنبي بالنقد، ومنها: كتاب ابن جني المفقود: "النقض على ابن وكيع"، وكتاب ابن رشيق القيروان "العمدة"، وكتاب "الوساطة بين المتنبي وخصومه" لأبي الحسن علي بن عبد العزيز المشهور بالقاضي الجرجاني.
مكان التنيسي في ميدان النقد العربي:
ليس هناك شك في أن أشهر كتب ابن وَكِيع التِّنِّيسِيّ كتاب: "المُنْصِفُ للسَّارِقِ والمَسْرُوقِ مِنْهُ في إِظْهَارِ سَرِقَاتِ أَبي الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي، وقد تم تحقيق هذا الكتاب أربع مرات: الأولى بتحقيق الدكتور محمد رضوان الداية، دمشق، دار قتيبة، 1982م، في مجلد واحد، ونشره باسم: المنصف في نقد الشعر وبيان سرقات المتنبي ومشكل شعره، والثانية بتحقيق الدكتور محمد يوسف نجم باعتماده نسخة برلين التي يعود تاريخها إلى سنة 785هـ، ونسخة حديثة منتسخة عنها، وصدر الكتاب بالكويت عن المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم، 1984م، في مجلد واحد، وأعيد نشره مرة أخرى في بيروت، 1992م؛ بعد إضافة مجلدا آخر لديه للفهارس مع نصوص خلت منها المخطوطة حيث جاءت الطبعة الأولى مقتصرة على نصوص الديوان فقط، والثالثة بتحقيق الدكتور حمودي المشهداني، بيروت، عالم الكتب، 1993م، في مجلد واحد، والرابعة بتحقيق عمر خليفة بن إدريس، وهو رسالة ماجستير، بنغازي، 1994م.
ولقد عثر الدكتور محمد بن عبدالله العزام على النصف الثاني من الكتاب، وكان مفقودًا، في خزانة الأسكوريال بأسبانيا ونشرها مركز الملك فيصل ضمن سلسلة تحقيق التراث في طبعة متكاملة من أربعة أجزاء، 2008م؛ وبها يكتمل كتاب المنصف بعد أن ضمت دار النشر له في القسم الأول تحقيق الدكتور محمد يوسف نجم.
تناول الدكتور عبد الرحمن أحمد عبدالله المقري "المنحى البلاغي لنقد ابن وكيع التنيسي في كتابه المنصف" ع35، مجلة كلية اللغة العربية، جامعة الزقازيق عام 2015م، أعد الطالب عيسى بن يحي رسالة دكتوراه بعنوان: "الخطاب النقدي عند ابن وكيع التنيسي" كلية الآداب واللغات، جامعة الجزائر، عام 2004م، وتناول الدكتور حمود يونس "الاتجاه الديني والأخلاقي في نقد ابن وكيع التنيسي" ع 150 ـ 151، مجلة التراث العربي، اتحاد الكتَّاب العرب، عام 2018م، وقد تناول الدكتورة زاهرة توفيق أبو كشك، والدكتورة أمل شفيق العمري "فن البديع في المنصف لابن وكيع التنيسي" عام 2013م، كما تناول محمد بن سعد القحطاني "دواعي إيهام عتبة عنوان المنصف لابن وكيع التنيسي" ج59، مجلة جذور، النادي الأدبي الثقافي بجدة، 2020م، ودرس حسن البنداري "فاعلية الصدى أو الأخذ الفني عند ابن وكيع التنيسي" ج106، مجلة فكر وإبداع، رابطة الأدب الحديث، 2020م، وتناول الدكتوران عواد كاظم لفتة، وحسين لفتة حافظ "المنهج العقلي في الموروث النقدي العربي ـ ابن وكيع التنيسي نموذجا"، ع17، مجلة التراث جامعة زيان عاشور الجلفة، الجزائر، 2015م، وتناول الدكتوران عواد كاظم لفتة، وحسين لفتة حافظ "الخصومة حول المعنى: النص الشعري بين احتكار القراءة ورفضها ـ ابن وكيع التنيسي أنموذجا"، ع17، مجلة التراث جامعة زيان عاشور الجلفة، الجزائر، 2015م، وتناولت الطالبة دعد يونس السالم في رسالتها موضوع "مناهج النقاد العرب في دراسة سرقات المتنبي ـ ابن وكيع التنيسي أنموذجا"، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة البعث، سوريا.
مكان التنيسي في مجال الفن العربي:
هذا المجال هو الجديد الذي أتطرق إليه لأنه غائب في تناول تاريخ الرجل ولا يكاد يعرفه إلا القلة القليلة من المتخصصين في مجال التأريخ الفني، وهو أن ابن وكيع لم يكن بعيدًا عن الفن العربي، فكما اقتبس الناس من شعره الحكمة والمأثورات حتى زمان الناس هذا، وكما دخلت قصيدته "حلل الربيع" بعض دروس اللغة العربية المقررة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسمعت صبيًا يحفظ قصيدة "وصف الزيتون" للتنيسي أيضا، كذلك تغنت المطربة اللبنانية "ألكسندرا بدران" المعروفة بـ "نور الهدى" موشحة "غرد الطير" وهي مصورة تليفزيونيا ومن كلمات شاعرنا التنيسي ولحن جهاد صالح، ومطلعها:
غَرَّدَ الطَيرُ فَنَبِّه مَن نَعَسْ وَأَدِر كَأسَكَ فَالعَيشُ خُلَسْ
هذا غاية المراد من تناول شاعر، ناقد، حفر اسمه في تاريخ الأدب العربي، لم تزل تتردد في قاعات العلم والدرس سيرته وعلمه، وستظل تذكره الأجيال القادمة كما ذكره جيلنا والأجيال السابقة عليه ما دامت العربية قائمة فينا لغة ولسانا وبيانا وشعرا ونثرا وفكرا.
لقد احتل الشاعر البارع، والعالِم الجامع، أبرع أهل زمانه، الذي لم يتقدَّمه أحدٌ في أوانه، وله كلُّ بديعةٍ تسحر الأوهام، وتستعبد الأفهام ـ كما وصفه الثعالبي في اليتيمة ـ مكانًا كبيرًا في ديوان الشعر العربي مثلما احتل مكانة كبيرة في ساحة النقد العربي قديمه وحديثه؛ فلن تعدم أن تجد شعرًا يتحدث عن الطبيعة إلا وله فيه نصيب أو شعرًا عن فصول العام كلها أو فصلا منها، ولما لا يصف التنيسي الجمال وهو الذي وُلِدَ وسكن في " تِنِّيس" بالقرب من مدينة دمياط الحالية بمصر وهي من أكبر الجزر فى العصر الإسلامى، التي اشتهرت بالزرع والشجر والكروم والعمارة، والتي حلَّت بها أسرته بعد هجرتها من مدينة البصرة إلى بغداد ثم توجهوا للإقامة النهائية بمصر.
ربط ابن وكيع اسمه باسم شاعر العربية الأكبر "المتنبي" أبد الدهر، بعد أن تناول شعره نقدًا وتتبعًا وتمحيصا؛ فقلّما تخلُ دراسة أو كتابا أو رسالة جامعية في الماجستير أو الدكتوراه تتعرض للمتنبي وشعره ونقده إلا وكان التنيسي حاضرًا فيها، أو كتبا عن "التناص" أو "السرقات الشعرية" أو "الموازنات بين الشعراء"، أو "مناهج النقد العربي القديم" أو "مناهج النقد العربي في القرن الرابع الهجري" أو في "العصر العباسي"، أو "الشعر المصري في العصر الإسلامي" أو "مصر في عصر الإخشيديين"، وحتى تلك الدراسات التي لا تتناول المتنبي سيكون التنيسي مُستدعًا فيها بشواهد من شعره وأحكامه من كتابه "المنصف"، كما سيكون حاضرًا في الكتب والدراسات التي تولت الرد عليه دفاعًا عن المتنبي وهجومًا عليه سواء في القديم أو الجديد والشواهد على ذلك كثيرة.
ولقد وجدتُ من الإنصاف للرجل أن أذكر بعض ما وقعت عليه من كتب ودراسات أكاديمية أو أدبية تناولته في مجالات الشعر والنقد والفن، وهذا بسبب وعد قطعته على نفسي لصديقي الموسوعي صبحي عمر الذي باغتني بسؤال عن ابن وكيع عقب ندوة لي بمدينتي "السويس" وذكر كتاب أستاذنا الدكتور حسين نصار فألزمتُ نفسي أن أورد له ما كُتِبَ عن التنيسي ولم يصله، ثم وجدتُ أن من الأفضل أن أنضم إلى بعض من أتعبوا أنفسهم في البحث عن قصائد مفقودة للتنيسي وكتبه وأنشر ما توصلتُ له للعامة والكافة من أهل التخصص أو من المحبين والمهتمين بشعر ونقد التنيسي، وكانت هذه المقالة/الدراسة التي بين أيديكم.
مكان التنيسي في ديوان الشعر العربي:
لقد تبوأ ابن وكيع مكانه في الشعر العربي من خلال ديوانه الذي صدر بمصر في عام 2014م عن الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، بوصفه أقدم شاعر مصري عربي وصل إلينا قدر من شعره، في تأريخ مهم لبداية استخدام اللغة العربية في الأدب المصري، وقد جمع الديوان وحققه الدكتور حسين نصار أستاذ الأدب المصري في العهد الإسلامى، والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة القاهرة والذي سبق أن نشره في القاهرة عام 1953م بعنوان: "ابن وكيع شاعر الزهر والخمر"، ثم تابعه هلال ناجي مستدركًا عليه ومُضيفًا إليه وقد ذكر طرفا من هذا بمجلة المورد العراقية عام 1973م، ثم أصدر هلال كتابه: "ديوان الحسن بن علي الضبي الشهير بابن وكيع التنيسي" عن دار الشؤون الثقافية للطباعة والنشر في بغداد عام 1998م في (202) صفحة، بعد أن ذكر أنه ظفر بمخطوط لأحد المغاربة القدامى في دار الكتب الوطنية بتونس بعنوان: "عذر الخليع بشعر ابن وكيع"، وقد أقر هلال للدكتور نصار بصحة تسمية ابن وكيع بشاعر الزهر والخمر حيث وجد بعد اكتمال شعره تمحوره حولهما في الأغلب.
كما أن للتنيسي كتاب"النزهة في الإخوان" ومنه نسخة فريدة في المكتبة العاشورية بتونس، وله أيضًا منظومة شعرية معنونة بـ "بحر الأوهام"، وقد درس الدكتور باسم ناظم سليمان "القافية في شعر الطبيعة عند ابن وكيع التنيسي" بمجلة جامعة كركوك للدراسات الإنسانية م9، ع1، عام 2019م، كما درس "الطبيعة في شعر ابن وكيع التنيسي" الدكتورين سيف محمد المحروقي، وشفيق الرقب ونشرتها مجلة كلية دار العلوم، جامعة القاهرة ع93 في 2016م، كما تناول "صورة الزهريات في شعر ابن وكيع التنيسي" أحمد حسين عبد الحليم سعفان، ع26 مجلة كلية الآداب، جامعة المنصورة عام 2000م، وتناول عبد الرازق عبد الحميد حويزي "تحقيق النصوص الشعرية بين الواقع والمنهج الأقوم: ديوان ابن وكيع التنيسي نموذجا" ع36، ج1، مجلة كلية اللغة العربية، جامعة المنصورة عام 2017م، وتناولته رئاب عبد الصاحب خفي في رسالتها عن "الزهريات في شعر القرنين الثالث والرابع الهجريين ـ دراسة فنية"، كلية التربية للبنات، جامعة بغداد، وكتب الدكتور ثائر سمير حسن الشمري دراسته حول "لمحات من وصف الربيع في الشعر العباسي"، كلية التربية الأساسية، جامعة بابل، ع8 عام 2012م، ثم تناول الدكتور ثائر سمير حسن الشمري ابن وكيع التنيسي في دراسته عن "اعترافات الشعراء العباسيين"، كلية التربية الأساسية، جامعة بابل، م5، ع20، عام 2019م، كما تناول محمد يحيي محمد السيد حسن "التشبيه في شعر ابن وكيع التنيسي" التي نشرتها مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 2014م، ووازن حسين كزار صلال في رسالته "شعر الطبيعة بين كشاجم وابن وكيع التنيسي ـ دراسة فنية مُوازِنة"، كلية الآداب، جامعة المنصورة، 2016م.
كما خرجت العديد من الكتب التي ترد على ابن وكيع في تناوله للمتنبي بالنقد، ومنها: كتاب ابن جني المفقود: "النقض على ابن وكيع"، وكتاب ابن رشيق القيروان "العمدة"، وكتاب "الوساطة بين المتنبي وخصومه" لأبي الحسن علي بن عبد العزيز المشهور بالقاضي الجرجاني.
مكان التنيسي في ميدان النقد العربي:
ليس هناك شك في أن أشهر كتب ابن وَكِيع التِّنِّيسِيّ كتاب: "المُنْصِفُ للسَّارِقِ والمَسْرُوقِ مِنْهُ في إِظْهَارِ سَرِقَاتِ أَبي الطَّيِّبِ المُتَنَبِّي، وقد تم تحقيق هذا الكتاب أربع مرات: الأولى بتحقيق الدكتور محمد رضوان الداية، دمشق، دار قتيبة، 1982م، في مجلد واحد، ونشره باسم: المنصف في نقد الشعر وبيان سرقات المتنبي ومشكل شعره، والثانية بتحقيق الدكتور محمد يوسف نجم باعتماده نسخة برلين التي يعود تاريخها إلى سنة 785هـ، ونسخة حديثة منتسخة عنها، وصدر الكتاب بالكويت عن المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم، 1984م، في مجلد واحد، وأعيد نشره مرة أخرى في بيروت، 1992م؛ بعد إضافة مجلدا آخر لديه للفهارس مع نصوص خلت منها المخطوطة حيث جاءت الطبعة الأولى مقتصرة على نصوص الديوان فقط، والثالثة بتحقيق الدكتور حمودي المشهداني، بيروت، عالم الكتب، 1993م، في مجلد واحد، والرابعة بتحقيق عمر خليفة بن إدريس، وهو رسالة ماجستير، بنغازي، 1994م.
ولقد عثر الدكتور محمد بن عبدالله العزام على النصف الثاني من الكتاب، وكان مفقودًا، في خزانة الأسكوريال بأسبانيا ونشرها مركز الملك فيصل ضمن سلسلة تحقيق التراث في طبعة متكاملة من أربعة أجزاء، 2008م؛ وبها يكتمل كتاب المنصف بعد أن ضمت دار النشر له في القسم الأول تحقيق الدكتور محمد يوسف نجم.
تناول الدكتور عبد الرحمن أحمد عبدالله المقري "المنحى البلاغي لنقد ابن وكيع التنيسي في كتابه المنصف" ع35، مجلة كلية اللغة العربية، جامعة الزقازيق عام 2015م، أعد الطالب عيسى بن يحي رسالة دكتوراه بعنوان: "الخطاب النقدي عند ابن وكيع التنيسي" كلية الآداب واللغات، جامعة الجزائر، عام 2004م، وتناول الدكتور حمود يونس "الاتجاه الديني والأخلاقي في نقد ابن وكيع التنيسي" ع 150 ـ 151، مجلة التراث العربي، اتحاد الكتَّاب العرب، عام 2018م، وقد تناول الدكتورة زاهرة توفيق أبو كشك، والدكتورة أمل شفيق العمري "فن البديع في المنصف لابن وكيع التنيسي" عام 2013م، كما تناول محمد بن سعد القحطاني "دواعي إيهام عتبة عنوان المنصف لابن وكيع التنيسي" ج59، مجلة جذور، النادي الأدبي الثقافي بجدة، 2020م، ودرس حسن البنداري "فاعلية الصدى أو الأخذ الفني عند ابن وكيع التنيسي" ج106، مجلة فكر وإبداع، رابطة الأدب الحديث، 2020م، وتناول الدكتوران عواد كاظم لفتة، وحسين لفتة حافظ "المنهج العقلي في الموروث النقدي العربي ـ ابن وكيع التنيسي نموذجا"، ع17، مجلة التراث جامعة زيان عاشور الجلفة، الجزائر، 2015م، وتناول الدكتوران عواد كاظم لفتة، وحسين لفتة حافظ "الخصومة حول المعنى: النص الشعري بين احتكار القراءة ورفضها ـ ابن وكيع التنيسي أنموذجا"، ع17، مجلة التراث جامعة زيان عاشور الجلفة، الجزائر، 2015م، وتناولت الطالبة دعد يونس السالم في رسالتها موضوع "مناهج النقاد العرب في دراسة سرقات المتنبي ـ ابن وكيع التنيسي أنموذجا"، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة البعث، سوريا.
مكان التنيسي في مجال الفن العربي:
هذا المجال هو الجديد الذي أتطرق إليه لأنه غائب في تناول تاريخ الرجل ولا يكاد يعرفه إلا القلة القليلة من المتخصصين في مجال التأريخ الفني، وهو أن ابن وكيع لم يكن بعيدًا عن الفن العربي، فكما اقتبس الناس من شعره الحكمة والمأثورات حتى زمان الناس هذا، وكما دخلت قصيدته "حلل الربيع" بعض دروس اللغة العربية المقررة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وسمعت صبيًا يحفظ قصيدة "وصف الزيتون" للتنيسي أيضا، كذلك تغنت المطربة اللبنانية "ألكسندرا بدران" المعروفة بـ "نور الهدى" موشحة "غرد الطير" وهي مصورة تليفزيونيا ومن كلمات شاعرنا التنيسي ولحن جهاد صالح، ومطلعها:
غَرَّدَ الطَيرُ فَنَبِّه مَن نَعَسْ وَأَدِر كَأسَكَ فَالعَيشُ خُلَسْ
هذا غاية المراد من تناول شاعر، ناقد، حفر اسمه في تاريخ الأدب العربي، لم تزل تتردد في قاعات العلم والدرس سيرته وعلمه، وستظل تذكره الأجيال القادمة كما ذكره جيلنا والأجيال السابقة عليه ما دامت العربية قائمة فينا لغة ولسانا وبيانا وشعرا ونثرا وفكرا.