تنويه هام
محاكاة للبرنامج الإذاعي الذي كان يقدمه الأستاذ سعد الغزاوي والأستاذة سميرة عبد العزيز .. ويخرجه الأستاذ/ إسلام فارس .. وتأثراً به.. أقدم لكم على غراره...
رؤية.... يكتبها ..... ويقدمها لكم ...../ علي حزين
قال الفيلسوف ..... الحلقة الحادية عشر عن (الحسد )
كان لي صديقٌ فيلسوف ... بأقوال الحكماء شغوف ... سألته يوماً عن ... الحسد , والحسود .. ولماذا يحسد الحاسد ..؟!!
فقال الفيلسوف ــ اعلم يا بني بأن الحسد آفة الآفات, وآكلة للحسنات , وربما يؤدي للكفروالعياذ بالله
الكفر يا فيلسوف ــ نعم يا بني الكفر , ألم ترى ما كان من إبليس اللعين وأبونا آدم عليه السلام وكيف حسده اللعين لمَّا رأى أن الله قد أمره بالسجود إليه , فرأى في ذلك تكريماً لأدم عليه السلام ,
ــ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة السلام
ــ اعلم يا بني بأن العلماء الأجلاء عرفوا معنى الحسد في اللغة فقالوا ((الحسدمصدرهحسده يَحْسِدُه ، ويَحْسُدُه، حَسَدًا وحُسودًا وحَسادَةً، وحَسَّدَه: تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته، أو يسلبهما، وحَسَدَهُ الشيءَ , تمنى زواله عنه )) هذا في اللغة
أما في اصطلاحالعلماء فقد قال الإمام الجرجاني: (الحسد تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد)
وقال الكفوي: (الحسد: اختلاف القلب على الناس؛ لكثرة الأموال والأملاك)
وعرفه الطاهر بن عاشور فقال: (الحسد: إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة عند الغير، مع تمني زوالها عنه؛ لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة، أو على مشاركته الحاسد)
ــ أعوذ بالله من الحسد والحاسدين ... ولكن قل لي يا فيلسوف ... ماذا أقول وماذا أفعل يا فيلسوف , وماذا يصنع المرء حيال هذا الحسد والحاسدين
|ــ هذا سؤال جيد يا بني وأنا سأجيبك بإذن الله تعالي ،على الإنسان العاقل أن يتحصن من هذا الوباء , بالله رب العالمين كما يجب عليه أن يواظب على الأذكار بالمأثور من القرآن والسنة وسلف الأمة , ويذكر الله في كل وقت وحين ، فقد أمرنا الله عز وجل بأن نحصن أنفسنا بالقران الكريم ونستعيذه من شر حاسدٍ إذا حسد كما جاء في سورة الفلق" قل أعوذ برب الفلق "
ــ لكن يا فيلسوف هو يريد أن يؤذيني بل ربما قد أزاني بالفعل بحسده لي فماذا أصنع له , ومعه , أفدني جزاك الله خيراً
ــ يا بني كله بأمرالله فلا شيء يحدث في هذا الكون إلا بمشيئة وأمره سبحان الله وتعالي فلو قدر لكان واعلم بأن التحصن بالله وبالصلاة وبالقرآن والدعاء لشيءٌ عظيم وحصن حصين
ــ لكن قل لي يا فيلسوف ماذا أصنع بربك لو تأكد لي بأن واحداً من الناس قد حسدني بالفعل ماذا أصنع لهذا الحاقد الحاسد .. هل أقتص منه هل أعاقبه على فعلته هذه أم أعفوا عنه ؟؟
ــ في قصتي إجابتي فاسمعها جيدً يا بني
ــ قل كلي أذانٌ صاغيةٌ يا فيلسوف
ــ يحكى أن الخليفة المعتصم بالله دخل عليه رجلٌ من الباديه فقربه وأدناه وجعله نديمه وجليسه فكان يدخل عليه من غير استئذان وفي أي وقت , وكان له وزير حاقد حاسد فغار من الرجل وحسده وفكر في نفسه في حيلة يؤذي بها هذا الرجل وينتقم منه , ويكسب قلب الأمير فأخذ يتلطف للرجل حتى دعاه الي منزله وقرّب له طعاماً وأكثر فيه من الثوم فلما أكل الرجل البدوي منه قال له : الوزير : احذر أن تقترب من أمير المؤمنين ، فيشم منك رائحة الثوم ، فيتأذى من ذلك فإنه يكره رائحته .
ثم ذهب الوزير إلى أمير المؤمنين ، فخلا به وقال : يا أمير المؤمنين إن الرجل البدوي يقول عنك للناس : إن أمير المؤمنين أبخر وهلكت من رائحة فمه .
فلما دخل البدوي على أمير المؤمنين جعل كمه على فمه مخافة أن يشم منه رائحة الثوم ، فلما رآه أمير المؤمنين وهو يستر فمه بكمه قال : إن الذي قاله الوزير عن هذا البدوي صحيح ، فكتب أمير المؤمنين كتاباً إلى بعض عماله يقول فيه :
إذا وصل إليك كتابي هذا فاضرب رقبة حامله ، ثم دعا البدوي ودفع إليه الكتاب ، وقال له : امض به إلى فلان وأتِني بالجواب . فامتثل البدوي ما رسم به أمير المؤمنين وأخذ الكتاب وخرج به من عنده .
ــ وماذا حدث بعد ذلك يا فيلسوف
ــ حدث ما لم يحمد عقباه يا بني .. فاستمع إلي ماذا حدث مع هذا الوزير الحاقد الحاسد
ــ تفضل يا فيلسوف أكمل القصة
ــ من حفر حفرة لأخيه وقع فيها , فبينما هو بالباب إذ لقيه الوزير الحاقد فقال له ــ أين تريد
فقال له ــ أتوجه بكتاب أمير المؤمنين إلي عامله فلان
فقال الوزير في نفسه ــ إن هذا الرجل سيحصل من هذا الأمر مالاً جزيلا وخيراً كثيراً ولن أدعه له فقال له ــ يا رجل ما تقول فيمن يريحك من هذه المهمة وهذا التعب الذي سيلحق بك في سفرك ويعطيك الف دينار
فقال له الرجل ــ أنت كبير وأنت الحاكم وأنت الوزير وما تراه خيراً لي أفعله ,
فقال له الوزير ــ أعطني الكتاب
فدفعه إليه , فأخذه الوزير وأعطاه الالف دينار وسار بالكتاب إلى المكان الذي هو قاصده فلما وصل إلي عامل الخليفة أمر بضرب رقبة الوزير في الحال ومرت أيام وتذكر الخليفة أمر الرجل البدوي وسأل عن الوزير فاخبروه بأنه لم يظهر منذ أيام وأن الرجل البدوي في المدينة مقيم فيها، فتعجب الخليفة من ذلك , وأمر بإحضاره على الفور , وسأله , فأخبره بما كان من الوزير وقص عليه القصة من أولها إلى منتهاها
فقال له الخليفة ــ أأنت قلت للناس عني بأني أبخر ..؟
فقال الرجل ــ معاذ الله يا أمير المؤمنين أن أتحدث بما ليس لي به علم وإنما كان هذا مكراًمن الوزير وحسداً , فقال له الخليفة ــ قتله الله
أرأيت يا بني ما فعل الحسد بصاحبه
ــ ولكن قل لي يا فيلسوف ماذا قال الشعراء في الحسد والحاسدين
قال الشاعر الحكيم
ألا قل لمن بات لي حاسدا * أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه * لأنك لم ترض لي ما وهب
فجزاك ربي بأن زادني * وسد عليك وجوه الطلب
وقال أيضاً
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
ــ ولكن قل لي يا فيلسوف هل يتوب الحاسد من حسده ويرجع عنه أم سيتمادى في غيّه وتغيب عقله ورشده
ــ هذا يا بنيي أمر شرحه يطول وأنا الليلة مشغول
وأنا بكل الحب والرضى بما تقول
ــ إلى الغد إذاً يا فيلسوف
*****************
تمت مساء الجمعة 19 / 3 /2021
على السيد محمد حزين ــ طهطا / سوهاج / مصر
محاكاة للبرنامج الإذاعي الذي كان يقدمه الأستاذ سعد الغزاوي والأستاذة سميرة عبد العزيز .. ويخرجه الأستاذ/ إسلام فارس .. وتأثراً به.. أقدم لكم على غراره...
رؤية.... يكتبها ..... ويقدمها لكم ...../ علي حزين
قال الفيلسوف ..... الحلقة الحادية عشر عن (الحسد )
كان لي صديقٌ فيلسوف ... بأقوال الحكماء شغوف ... سألته يوماً عن ... الحسد , والحسود .. ولماذا يحسد الحاسد ..؟!!
فقال الفيلسوف ــ اعلم يا بني بأن الحسد آفة الآفات, وآكلة للحسنات , وربما يؤدي للكفروالعياذ بالله
الكفر يا فيلسوف ــ نعم يا بني الكفر , ألم ترى ما كان من إبليس اللعين وأبونا آدم عليه السلام وكيف حسده اللعين لمَّا رأى أن الله قد أمره بالسجود إليه , فرأى في ذلك تكريماً لأدم عليه السلام ,
ــ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة السلام
ــ اعلم يا بني بأن العلماء الأجلاء عرفوا معنى الحسد في اللغة فقالوا ((الحسدمصدرهحسده يَحْسِدُه ، ويَحْسُدُه، حَسَدًا وحُسودًا وحَسادَةً، وحَسَّدَه: تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته، أو يسلبهما، وحَسَدَهُ الشيءَ , تمنى زواله عنه )) هذا في اللغة
أما في اصطلاحالعلماء فقد قال الإمام الجرجاني: (الحسد تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد)
وقال الكفوي: (الحسد: اختلاف القلب على الناس؛ لكثرة الأموال والأملاك)
وعرفه الطاهر بن عاشور فقال: (الحسد: إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة عند الغير، مع تمني زوالها عنه؛ لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة، أو على مشاركته الحاسد)
ــ أعوذ بالله من الحسد والحاسدين ... ولكن قل لي يا فيلسوف ... ماذا أقول وماذا أفعل يا فيلسوف , وماذا يصنع المرء حيال هذا الحسد والحاسدين
|ــ هذا سؤال جيد يا بني وأنا سأجيبك بإذن الله تعالي ،على الإنسان العاقل أن يتحصن من هذا الوباء , بالله رب العالمين كما يجب عليه أن يواظب على الأذكار بالمأثور من القرآن والسنة وسلف الأمة , ويذكر الله في كل وقت وحين ، فقد أمرنا الله عز وجل بأن نحصن أنفسنا بالقران الكريم ونستعيذه من شر حاسدٍ إذا حسد كما جاء في سورة الفلق" قل أعوذ برب الفلق "
ــ لكن يا فيلسوف هو يريد أن يؤذيني بل ربما قد أزاني بالفعل بحسده لي فماذا أصنع له , ومعه , أفدني جزاك الله خيراً
ــ يا بني كله بأمرالله فلا شيء يحدث في هذا الكون إلا بمشيئة وأمره سبحان الله وتعالي فلو قدر لكان واعلم بأن التحصن بالله وبالصلاة وبالقرآن والدعاء لشيءٌ عظيم وحصن حصين
ــ لكن قل لي يا فيلسوف ماذا أصنع بربك لو تأكد لي بأن واحداً من الناس قد حسدني بالفعل ماذا أصنع لهذا الحاقد الحاسد .. هل أقتص منه هل أعاقبه على فعلته هذه أم أعفوا عنه ؟؟
ــ في قصتي إجابتي فاسمعها جيدً يا بني
ــ قل كلي أذانٌ صاغيةٌ يا فيلسوف
ــ يحكى أن الخليفة المعتصم بالله دخل عليه رجلٌ من الباديه فقربه وأدناه وجعله نديمه وجليسه فكان يدخل عليه من غير استئذان وفي أي وقت , وكان له وزير حاقد حاسد فغار من الرجل وحسده وفكر في نفسه في حيلة يؤذي بها هذا الرجل وينتقم منه , ويكسب قلب الأمير فأخذ يتلطف للرجل حتى دعاه الي منزله وقرّب له طعاماً وأكثر فيه من الثوم فلما أكل الرجل البدوي منه قال له : الوزير : احذر أن تقترب من أمير المؤمنين ، فيشم منك رائحة الثوم ، فيتأذى من ذلك فإنه يكره رائحته .
ثم ذهب الوزير إلى أمير المؤمنين ، فخلا به وقال : يا أمير المؤمنين إن الرجل البدوي يقول عنك للناس : إن أمير المؤمنين أبخر وهلكت من رائحة فمه .
فلما دخل البدوي على أمير المؤمنين جعل كمه على فمه مخافة أن يشم منه رائحة الثوم ، فلما رآه أمير المؤمنين وهو يستر فمه بكمه قال : إن الذي قاله الوزير عن هذا البدوي صحيح ، فكتب أمير المؤمنين كتاباً إلى بعض عماله يقول فيه :
إذا وصل إليك كتابي هذا فاضرب رقبة حامله ، ثم دعا البدوي ودفع إليه الكتاب ، وقال له : امض به إلى فلان وأتِني بالجواب . فامتثل البدوي ما رسم به أمير المؤمنين وأخذ الكتاب وخرج به من عنده .
ــ وماذا حدث بعد ذلك يا فيلسوف
ــ حدث ما لم يحمد عقباه يا بني .. فاستمع إلي ماذا حدث مع هذا الوزير الحاقد الحاسد
ــ تفضل يا فيلسوف أكمل القصة
ــ من حفر حفرة لأخيه وقع فيها , فبينما هو بالباب إذ لقيه الوزير الحاقد فقال له ــ أين تريد
فقال له ــ أتوجه بكتاب أمير المؤمنين إلي عامله فلان
فقال الوزير في نفسه ــ إن هذا الرجل سيحصل من هذا الأمر مالاً جزيلا وخيراً كثيراً ولن أدعه له فقال له ــ يا رجل ما تقول فيمن يريحك من هذه المهمة وهذا التعب الذي سيلحق بك في سفرك ويعطيك الف دينار
فقال له الرجل ــ أنت كبير وأنت الحاكم وأنت الوزير وما تراه خيراً لي أفعله ,
فقال له الوزير ــ أعطني الكتاب
فدفعه إليه , فأخذه الوزير وأعطاه الالف دينار وسار بالكتاب إلى المكان الذي هو قاصده فلما وصل إلي عامل الخليفة أمر بضرب رقبة الوزير في الحال ومرت أيام وتذكر الخليفة أمر الرجل البدوي وسأل عن الوزير فاخبروه بأنه لم يظهر منذ أيام وأن الرجل البدوي في المدينة مقيم فيها، فتعجب الخليفة من ذلك , وأمر بإحضاره على الفور , وسأله , فأخبره بما كان من الوزير وقص عليه القصة من أولها إلى منتهاها
فقال له الخليفة ــ أأنت قلت للناس عني بأني أبخر ..؟
فقال الرجل ــ معاذ الله يا أمير المؤمنين أن أتحدث بما ليس لي به علم وإنما كان هذا مكراًمن الوزير وحسداً , فقال له الخليفة ــ قتله الله
أرأيت يا بني ما فعل الحسد بصاحبه
ــ ولكن قل لي يا فيلسوف ماذا قال الشعراء في الحسد والحاسدين
قال الشاعر الحكيم
ألا قل لمن بات لي حاسدا * أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه * لأنك لم ترض لي ما وهب
فجزاك ربي بأن زادني * وسد عليك وجوه الطلب
وقال أيضاً
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
ــ ولكن قل لي يا فيلسوف هل يتوب الحاسد من حسده ويرجع عنه أم سيتمادى في غيّه وتغيب عقله ورشده
ــ هذا يا بنيي أمر شرحه يطول وأنا الليلة مشغول
وأنا بكل الحب والرضى بما تقول
ــ إلى الغد إذاً يا فيلسوف
*****************
تمت مساء الجمعة 19 / 3 /2021
على السيد محمد حزين ــ طهطا / سوهاج / مصر