بعيداً ،
كأنْ منذ خمسين عاماً
أسوّغ للذكريات التي تعتني باصفراري
مراراتِها المزمنه
وأعدو كأني يتيمُ وصاياكِ ،
ما من مزامير ترثي غروبي الأخير ،
وما من سنه
تلفّقُ لي راحتاها قماطاً يقيني من البرد ،
هل تذكرين بكائي على طابةٍ
لم تزل تتدحرج في الريح ؟
ركضي وراء قطيع الدواري التي اندلعتْ فجأةً
في صباحات كرم العنبْ
كأنيَ ما زلتُ أعدو هناكَ ,
كأنّ النجومَ التي زيّنتْ شعركِ الكستنائيّ ,
لم تبتعد عن مدى راحتي قيد أُنْملةٍ ,
أو كأن السرير الذي رحتِ
تحت ارتجاف السراجِ تهزّينهُ
لم يزل يتفرّس بي من شقوق الخشبْ
وما زلتُ أذكر قلبَ الحقول المريضِ
الذي راح يخبطُ كالخِلْد بين الضلوعِ
ويصرخُ بي : أين تذهبُ ؟ ,
لم ألتفت يومذاك الى الخلف ,
لم أنتبه للدعاء الذي التفّ صوتكِ من حولهِ
كالملائكةِ البيضِ :
لا تبتعدْ يا بُنَيّ ,
ولا تنسَ ما عشتَ
أن السرير الذي انبجستْ منه روحكَ عند الولادةِ
ما هو إلّا ضريحكََ عند المماتْ
لذا لا تصدّقْ رخامَ المدنْ
لا تُصخْ للطبول التي تتحالفُ ضوضاؤها
ضدّ ما يجعل القلبَ أرجوحةً
والصداقةَ ملحَ الحياةْ
كان يلزمني لأصير الذي صرتُهُ بعد ذلكَ
دمعٌ سيرفعني كالسفينة فوق ذراعيهِ ,
دمعٌ كثيرٌ
يسير بلا ساحلٍ في الظلام العدائيّ ,
كيما أنقّب عن ضوئهِ
كلما عطّلتْني كبوصلةٍ عضةُ الموجِ
واختلطتْ من أمامي الجهاتْ
وها إنني ثابتً خلف صخرة يأسي
كنسرٍ هرِمْ
وملتصقٌ بثيابي التصاق الزهور الصغيرة بالأرضِ
كي تتّقي قبضةَ العاصفه
فَخُذي كلّ ما أودعتْني العواصمُ من فرحٍ خلّبيّ ,
وما جذبَ القلبَ مثل المخالبِ
من كهرباء النساء ,
ومن صعْقة اللغة الخاطفه
خذي ألقَ الواجهات الكذوبَ ,
مخاتَلَةَ الأبجُديةِ ,
بحثي المؤبد عن لذةًٍ لا يهدّدها الموتُ ,
سيْري على غبش الأرصفه
خذي نظرتي المطفأه
وأعيدي إليّ النسيمَ القديمَ
يهبّ عليلاً على حبق البيت ,
عودي بأجفانيَ القهقرى
نحو ذاك الحداء الشجيّ
الذي راح يصعدُ بي لثغةً لثغةً
سلّمَ التأتأه
فأنا خائفٌ مثل عصفورةٍ عالقه
في كمينٍ من الشوك ,
مستوحشٌ مثل أرملةٍ تتأملُ بين التجاعيدِ
أعقابَ فتنتها السالفه
وأنا دون نومي يهدهدهُ حزنك المريميّ ,
ودون اقتفائي كإجهاشةٍ وجهكِ العذبَ ,
أو ركضيَ المستميت
الى هدأةً تستوينَ على عرشها ,
هالكٌ لا محاله
أريد يديكِ لأنجو ,
جناحيكِ كيما أرفرف فوق حطامي
ككسرةِ ضوءٍ ,
وأهزم هذا الزمانَ الحثاله
فهل لي بتنهيدةٍ منكِ ؟
هل لي بجرعةِ ماءٍ ؟
بترنيمةٍ من نعاس الطفولةِ ,
كيما أشدّ على عطشي المستبدّ ,
وأشربَ حتى الثماله
من ديوان " فراديس الوحشة " .
كأنْ منذ خمسين عاماً
أسوّغ للذكريات التي تعتني باصفراري
مراراتِها المزمنه
وأعدو كأني يتيمُ وصاياكِ ،
ما من مزامير ترثي غروبي الأخير ،
وما من سنه
تلفّقُ لي راحتاها قماطاً يقيني من البرد ،
هل تذكرين بكائي على طابةٍ
لم تزل تتدحرج في الريح ؟
ركضي وراء قطيع الدواري التي اندلعتْ فجأةً
في صباحات كرم العنبْ
كأنيَ ما زلتُ أعدو هناكَ ,
كأنّ النجومَ التي زيّنتْ شعركِ الكستنائيّ ,
لم تبتعد عن مدى راحتي قيد أُنْملةٍ ,
أو كأن السرير الذي رحتِ
تحت ارتجاف السراجِ تهزّينهُ
لم يزل يتفرّس بي من شقوق الخشبْ
وما زلتُ أذكر قلبَ الحقول المريضِ
الذي راح يخبطُ كالخِلْد بين الضلوعِ
ويصرخُ بي : أين تذهبُ ؟ ,
لم ألتفت يومذاك الى الخلف ,
لم أنتبه للدعاء الذي التفّ صوتكِ من حولهِ
كالملائكةِ البيضِ :
لا تبتعدْ يا بُنَيّ ,
ولا تنسَ ما عشتَ
أن السرير الذي انبجستْ منه روحكَ عند الولادةِ
ما هو إلّا ضريحكََ عند المماتْ
لذا لا تصدّقْ رخامَ المدنْ
لا تُصخْ للطبول التي تتحالفُ ضوضاؤها
ضدّ ما يجعل القلبَ أرجوحةً
والصداقةَ ملحَ الحياةْ
كان يلزمني لأصير الذي صرتُهُ بعد ذلكَ
دمعٌ سيرفعني كالسفينة فوق ذراعيهِ ,
دمعٌ كثيرٌ
يسير بلا ساحلٍ في الظلام العدائيّ ,
كيما أنقّب عن ضوئهِ
كلما عطّلتْني كبوصلةٍ عضةُ الموجِ
واختلطتْ من أمامي الجهاتْ
وها إنني ثابتً خلف صخرة يأسي
كنسرٍ هرِمْ
وملتصقٌ بثيابي التصاق الزهور الصغيرة بالأرضِ
كي تتّقي قبضةَ العاصفه
فَخُذي كلّ ما أودعتْني العواصمُ من فرحٍ خلّبيّ ,
وما جذبَ القلبَ مثل المخالبِ
من كهرباء النساء ,
ومن صعْقة اللغة الخاطفه
خذي ألقَ الواجهات الكذوبَ ,
مخاتَلَةَ الأبجُديةِ ,
بحثي المؤبد عن لذةًٍ لا يهدّدها الموتُ ,
سيْري على غبش الأرصفه
خذي نظرتي المطفأه
وأعيدي إليّ النسيمَ القديمَ
يهبّ عليلاً على حبق البيت ,
عودي بأجفانيَ القهقرى
نحو ذاك الحداء الشجيّ
الذي راح يصعدُ بي لثغةً لثغةً
سلّمَ التأتأه
فأنا خائفٌ مثل عصفورةٍ عالقه
في كمينٍ من الشوك ,
مستوحشٌ مثل أرملةٍ تتأملُ بين التجاعيدِ
أعقابَ فتنتها السالفه
وأنا دون نومي يهدهدهُ حزنك المريميّ ,
ودون اقتفائي كإجهاشةٍ وجهكِ العذبَ ,
أو ركضيَ المستميت
الى هدأةً تستوينَ على عرشها ,
هالكٌ لا محاله
أريد يديكِ لأنجو ,
جناحيكِ كيما أرفرف فوق حطامي
ككسرةِ ضوءٍ ,
وأهزم هذا الزمانَ الحثاله
فهل لي بتنهيدةٍ منكِ ؟
هل لي بجرعةِ ماءٍ ؟
بترنيمةٍ من نعاس الطفولةِ ,
كيما أشدّ على عطشي المستبدّ ,
وأشربَ حتى الثماله
من ديوان " فراديس الوحشة " .