تمت بيني وبين أمرأة جميلة سوداء ، مطلقة ، عمرها ( 24 ) عاما ، تعيش مع والدها الذي يعمل وزيرا في إحدى دول افريقيا ، دردشة عبر الفيسبوك ثم عبر السكايب ، وبعد أن تعمقت العلاقة بيننا وجهت لي دعوة لزيارة بلدها ، تصورت أن الامر مجرد مزحة وطرافة ، لكنها حين بعثت لي ببطاقة الطائرة ذهابا وإيابا، محيت نظرية المزحة والطرافة ، وصار الامر جديا ، لذلك قررت السفر فعلا بدافع الفضول والاكتشاف ...
وضعت في الحقيبة ملابسي الداخلية وبدلة زرقاء مع قميصين ، وافردت للحاسوب حقيبة صغيرة احملها على ظهري ، صعدت الطائرة في الموعد المحدد وطارت بنا ، وعندما وصلنا الى مطار العاصمة الافريقية ، لم استغرب من دقة التنظيم وجماليات المطار والسوق الحرة ، كنت أنظر الى المستقبلين خارج قاعة الإنتظار فلم أعثر عليها ، كتبت لي قبل هبوط الطائرة " إنها سترتدي ثوبا أبيض قصيرا ، وبتسريحة شعر تشبه الكرة " ، بقيت حائرا لا أعرف ماذا أفعل ، فلا وجود لفتاة ترتدي ثوبا أبيض ، أخرجت الموبايل وأتصلت بها عبر الواتساب ، " أين أنتِ " وبعد دقائق من الإنتظار المشحون بالتوتر، كتبت " أنا أقف خلفك " ، ألتفت إليها ، وجه أسود فاحم وأبتسامة بيضاء تكشف عن إسنان كأنها صف من اللؤلؤ ، ثوبها الابيض يشع بنور يحيط بجسدها الاسود ، ترتدي قلادة ذهبية تنتهي الى وجه تمثال عند مفرق نهديها اللامعين . حملت هي الحقيبة الصغيرة نيابة عني وتقدمتني تسير بغنج وسعادة ، وبين حين وآخر تلتفت اليّ لتتأكد من محاكاتي خطواتها الرشيقة وهي تمشي أمامي تتلوى عجيزتها على ايقاع موسيقى خاصة بها وحدها .
أقلتني من المطار بسيارتها الشخصية المكشوفة بسبب الحر ، الى المدينة ، كانت تترنم بموسيقى أفريقية خاصة بها وتردد كلماتها ، قلت لها ماذا تقول كلمات هذه الاغنية ، فقالت إنها باللغة السواحلية ، لغة بلادها وجميع البلدان المجاورة لهم . ثوبها القصير يكشف عن فخذين مبرومين لامعين ، وبالرغم من أن الموسم شتاء الا أن الجو حار جدا ورطب بحيث أحسست أن شعيرات جسدي في الاماكن العميقة تعرقت، ثم قالت " أخلع قمصلتك أفضل لك كي لاتضحك الناس علينا " وأطلقت ضحكة داعرة بصوتها الجميل ، تبدو شوارع العاصمة منظمة ومشجرة باشجار متنوعة ، الا أن شجرة الصنوبر يغلب عليها، وصلنا الى منطقة أكثر نظافة من شوارع المدينة ، ثم أقتربنا من بيت يشبه الفيلا ، ركنت السيارة بجانب البيت ، في مقدمته شرفة واسعة وعريضة ، فأشارت الى الشرفة " هذه ستكون غرفتك " دلفنا الى البيت ، امشي خلفها بيدي الحقيبة الكبيرة ادحرجها على ارضية المرمر البرتقالي ، صعدنا السلم بخطوات بطيئة، كنت أتجنب النظر الى مؤخرتها شبه المكشوفة ، وهي تحمل حقيبتي الصغيرة ، ثم دخلت غرفة الشرفة محاولا تخفيف توتري نتيجة صدمة المكان السحري الجميل ، جلست على السرير العريض ، أشارت الى ملابسي المتعرقة بأن اخلعها والدخول الى الحمام ، وأومأت الى باب جانبي فأذعنت لها ودخلت الحمام بملابسي الداخلية ، كنت تحت دش المياه متوقعا بين لحظة وآخرى دخولها علي ، الا انها ، لم تدخل، فأنهيت الإستحمام على عجل وخرجت لابسا البرنص الابيض المعلق خلف الباب ، كانت قد أعدت طعام الغداء ، وطلبت مني مرافقتها الى الاسفل . في الصالة تناولت الطعام ، وبعدها شربت الشاي ودخنت سيجارتي ، كانت هي تحوم حولي مثل الفراشة بثوبها الابيض القصير ، حدثتني اثناء تناول الطعام عن اولاد الشوارع الذي يحكمون بلادها ، قالت " كل الوزراء ورؤساء الاحزاب وحتى الرئيس هم من اولاد الشوارع" ، مصطلح لم أفهمه في البدء ، وذكرني برواية سلمان رشدي " اولاد الشوارع " ، لكنها أوضحت لي أن الاستعمار البريطاني أستلم الحكم بعد البرتغالي وبقي في البلاد حتى الأستقلال عام 1964 وجعل النظام ملكيا تابعا تديره الشركات البريطانية ، بعد هذا التاريخ تحررنا وبدأ حكم الشعب ، لكن الذين يحكموننا هم من اولاد الشوارع اي انهم لا اب ولا ام لهم حتى والدها الوزير ، اي انهم جاءوا عن زنى ، وقالت " ليست هناك محرمات تقف بوجه عمليات الاخصاب بين الفتيات والشباب ، وهي قد فقدت عذريتها في عمر الـ 15 عاما بالرغم من انها تعيش حياة مرفهة مع والدها . قلت لها " اذن مشكلتكم في المحرمات " لم افهم بعدها كل ما قالت عن طبيعة الحياة لديهم ، وخرجنا نتجول في العاصمة بسيارتها وكانت تشير الى اولاد الشوارع عند كل رصيف ينتظرون ما يلقى في القمامة من طعام زائد ، قالت " ان آفة دولتنا هي الفساد ، وسألتني " هل لديكم فساد في دولتكم ؟ فقلت بصوت عال سمعه كل المارة على الرصيف " لا يا بووووي " .
محمد مزيد
وضعت في الحقيبة ملابسي الداخلية وبدلة زرقاء مع قميصين ، وافردت للحاسوب حقيبة صغيرة احملها على ظهري ، صعدت الطائرة في الموعد المحدد وطارت بنا ، وعندما وصلنا الى مطار العاصمة الافريقية ، لم استغرب من دقة التنظيم وجماليات المطار والسوق الحرة ، كنت أنظر الى المستقبلين خارج قاعة الإنتظار فلم أعثر عليها ، كتبت لي قبل هبوط الطائرة " إنها سترتدي ثوبا أبيض قصيرا ، وبتسريحة شعر تشبه الكرة " ، بقيت حائرا لا أعرف ماذا أفعل ، فلا وجود لفتاة ترتدي ثوبا أبيض ، أخرجت الموبايل وأتصلت بها عبر الواتساب ، " أين أنتِ " وبعد دقائق من الإنتظار المشحون بالتوتر، كتبت " أنا أقف خلفك " ، ألتفت إليها ، وجه أسود فاحم وأبتسامة بيضاء تكشف عن إسنان كأنها صف من اللؤلؤ ، ثوبها الابيض يشع بنور يحيط بجسدها الاسود ، ترتدي قلادة ذهبية تنتهي الى وجه تمثال عند مفرق نهديها اللامعين . حملت هي الحقيبة الصغيرة نيابة عني وتقدمتني تسير بغنج وسعادة ، وبين حين وآخر تلتفت اليّ لتتأكد من محاكاتي خطواتها الرشيقة وهي تمشي أمامي تتلوى عجيزتها على ايقاع موسيقى خاصة بها وحدها .
أقلتني من المطار بسيارتها الشخصية المكشوفة بسبب الحر ، الى المدينة ، كانت تترنم بموسيقى أفريقية خاصة بها وتردد كلماتها ، قلت لها ماذا تقول كلمات هذه الاغنية ، فقالت إنها باللغة السواحلية ، لغة بلادها وجميع البلدان المجاورة لهم . ثوبها القصير يكشف عن فخذين مبرومين لامعين ، وبالرغم من أن الموسم شتاء الا أن الجو حار جدا ورطب بحيث أحسست أن شعيرات جسدي في الاماكن العميقة تعرقت، ثم قالت " أخلع قمصلتك أفضل لك كي لاتضحك الناس علينا " وأطلقت ضحكة داعرة بصوتها الجميل ، تبدو شوارع العاصمة منظمة ومشجرة باشجار متنوعة ، الا أن شجرة الصنوبر يغلب عليها، وصلنا الى منطقة أكثر نظافة من شوارع المدينة ، ثم أقتربنا من بيت يشبه الفيلا ، ركنت السيارة بجانب البيت ، في مقدمته شرفة واسعة وعريضة ، فأشارت الى الشرفة " هذه ستكون غرفتك " دلفنا الى البيت ، امشي خلفها بيدي الحقيبة الكبيرة ادحرجها على ارضية المرمر البرتقالي ، صعدنا السلم بخطوات بطيئة، كنت أتجنب النظر الى مؤخرتها شبه المكشوفة ، وهي تحمل حقيبتي الصغيرة ، ثم دخلت غرفة الشرفة محاولا تخفيف توتري نتيجة صدمة المكان السحري الجميل ، جلست على السرير العريض ، أشارت الى ملابسي المتعرقة بأن اخلعها والدخول الى الحمام ، وأومأت الى باب جانبي فأذعنت لها ودخلت الحمام بملابسي الداخلية ، كنت تحت دش المياه متوقعا بين لحظة وآخرى دخولها علي ، الا انها ، لم تدخل، فأنهيت الإستحمام على عجل وخرجت لابسا البرنص الابيض المعلق خلف الباب ، كانت قد أعدت طعام الغداء ، وطلبت مني مرافقتها الى الاسفل . في الصالة تناولت الطعام ، وبعدها شربت الشاي ودخنت سيجارتي ، كانت هي تحوم حولي مثل الفراشة بثوبها الابيض القصير ، حدثتني اثناء تناول الطعام عن اولاد الشوارع الذي يحكمون بلادها ، قالت " كل الوزراء ورؤساء الاحزاب وحتى الرئيس هم من اولاد الشوارع" ، مصطلح لم أفهمه في البدء ، وذكرني برواية سلمان رشدي " اولاد الشوارع " ، لكنها أوضحت لي أن الاستعمار البريطاني أستلم الحكم بعد البرتغالي وبقي في البلاد حتى الأستقلال عام 1964 وجعل النظام ملكيا تابعا تديره الشركات البريطانية ، بعد هذا التاريخ تحررنا وبدأ حكم الشعب ، لكن الذين يحكموننا هم من اولاد الشوارع اي انهم لا اب ولا ام لهم حتى والدها الوزير ، اي انهم جاءوا عن زنى ، وقالت " ليست هناك محرمات تقف بوجه عمليات الاخصاب بين الفتيات والشباب ، وهي قد فقدت عذريتها في عمر الـ 15 عاما بالرغم من انها تعيش حياة مرفهة مع والدها . قلت لها " اذن مشكلتكم في المحرمات " لم افهم بعدها كل ما قالت عن طبيعة الحياة لديهم ، وخرجنا نتجول في العاصمة بسيارتها وكانت تشير الى اولاد الشوارع عند كل رصيف ينتظرون ما يلقى في القمامة من طعام زائد ، قالت " ان آفة دولتنا هي الفساد ، وسألتني " هل لديكم فساد في دولتكم ؟ فقلت بصوت عال سمعه كل المارة على الرصيف " لا يا بووووي " .
محمد مزيد