صلاح عيد - مكالمةٌ من داخل قطار جانحْ

أُمِّي لقدْ جَنَحَ القِطَارْ
أَوَّاهُ .. قدْ حَادَ الجَمِيِعُ
عَنْ المَسَارْ
أجْسَادُنَا طَاحَتْ يَمِيِنَاً
بَعْضُهَا.... نَحْوَ اليَسَارْ
الكلُ يصْرُخُ مُسْتَغِيثاً
قَدْ أَلَمَّ به المَرارْ
البعضُ مكسورَ العظامِ
و يا ......لهول الإنكسارْ
و البعضُ يَلْفِظُ أخر الأنفاسْ؛؛؛؛
و صوّْبَ قِبْلَتِه اسْتَدارْ
و هُناكَ سيدةٌ
تئنُ.؛؛؛؛؛
يذبخُ صَوْتَها
سَيّْفُ الغُبارْ
و تقولُ يا ولدي
بربِكَ خُذْ يدِيِ
إني لأشعر بالدوارْ
خوفٌ وزعرٌ وازدحامٌ
و استباقٌ للنجاةِ أو الفرارْ
و صِراخُ طفلٍ
تَحْتَ كرسيٍ
و أمٌ بالجوارْ
جَلَسَتْ تُلَمْلِمُ جُرْحَها
صَنَعَتْ مِنَ الدمعِ الكَتُومِ لها دِثَارْ
و نَحِيِبُ جُنْدِيٌ يصارعُ مَوْتَهُ
نَحوَ الجدارْ
أما أنا لله حمداً
قدْ نَجَوّْتُ مِنَ الدمارْ
سَلِمَتْ مِنَ المنكْوبِ
بعضٌ من جِرَارْ
لَكِنْ أخِي ..
قدْ فارقَ الدُنْيا
وليسَ لنا خِيَارْ
إلا الرضا بقضائِهِ
و قبولِ تَبْريرٍ
وجملة إعتذارْ
لنعيشَ نَقْضُمَ بَعْدَها
خُبْزَ الأسىَ
و نَعُبَّ مِنْ كأسِ المرارْ
********
شعر/ صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...