صلاح عيد

يا رابضاً خَلْفَ الحِصَارِ تَحِيةً و العذر إن كان الشقيقُ خَنُوعا من دونِ قَصْدٍ قد تَقَهْقَرَ عائداً ما كان نذلاً بالوَغَى و جزوعا لكنها العثراتُ في خطواته جَعَلَتْ هروبَهُ جائزاً.. مشْرُوعَا ناديّْتَ.. لكنْ لا مُجِيبَ كأنهُ ما عادَ صوْتُكَ عِندهُ مسموعا عيناه ما بَصُرَتْ دمارَكَ ما...
إختلفنا في تسمية تلك الشجرة الضاربة بجذورها في أرض قريتنا الصغيرة القابعة في أعماق دلتا نيل مصر، منا من سماها "ذقن الباشا" و منا من سماها "اللبخة" أو"الشمامة"نسبةً إلى رائحتها الزكية التي كنا نلتمسها من زهرتها الشقراء ذات اللون الأصفر المائل للخُضرة بأهدابها الكثيفة. كانت شجرة ضخمة يتخطى عمرها...
بيتٌ به كلُ القلوبِ تَهِيمُ مَنْ زارهُ.. قدْ نالهُ التكريمُ تهفو النفوسُ لهُ كأنَّ هواءهُ طِبٌ..لِمنْ هو مُتْعَبٌ و سقيمُ أرضٌ تَحِفُّ بها ملائِكُ رَبِها و رِحَابُها للصالحينَ نَديمُ في موْكِبٍ للهِ شَدَّتْ رَحْلَها مُهَجٌ ترِفُّ كأنهُنَّ نَسيمُ لبَّتْ نِداءَ الحقِ تنْشُدُ توْبَةً مِنْ...
عيدٌ أتانا كنورِ الصبحِ نشوانا ليجْمعَ الكُلَ أحباباً و إخوانا ليرتدى الوَقْتُ أثواباً مزركشةً و تنثرُ الشمسُ بشراً في زوايانا يُحَلِّقُ الطيرُ بالآفاق مبتهجاً و يرقص الروضُ أشجاراً وأغصانا فيه الصغار على عتبات فرحتهم قد أينعوا غبطةً وازدانوا ألوانا عيدٌ يجيئ إلينا كي يُرَقِقُنا و يوقظُ...
وَعُدْتَ مُبَاَرَكاً رمَضَانُ .. مَرْحَىَ لِتَرّْتقَ فَيِ شِغَافِ الْقَلْبِ جُرْحَا وَ تُنْعِشُ فينا عزماً كانَ وهناً وَ تُبْعَث فِيِ ضَمِيِرِ الْكَوْنِ رَوْحَا فَبَعْدَ تَشَوّْقٍ لَكَ.. وَ انْتِظَارٌ لِعَامٍ مَرَّ بَيْنَ النَاسِ رَدْحَا تَجِيئُ .. يُهلِّلُ الْعُبَّادُ بِشْرَاً وَتَنْشُرُ...
من فيضِ رب الكونِ جاءَ عَطَاؤها و كأنها شمسٌ تبثُ النورا و صِغارُها يتلألؤنَ حِيَالَها شهباً تدورُ .. كواكباً و بدورا تَهْمي كشلالٍ يفيضُ محبةً أقَصَدْتَ شلالاً و كانَ قتورا؟ الأمُ ذاك النبعُ.. سالَ وداعةً هبةُ السماءِ و دُرِّها المنثورا خُلِقَتْ لتعطي لا حدود لفضلها كحديقةٍ تُهديِ...
النازحون تلفظهم الطرقاتْ و تضج بهم المحطاتْ من كل حدبٍ وصوبْ يُهَرْولوُن هرباً من الجحيم و من حِمَمٍ تتساقط فوق الرؤوس كحجاراتِ السجيلْ الآرييون ذوى البشرة البيضاءْ والعيون الزرقاءْ هم فقط المسموح لهم بصعود العربة .............. أيها الملونون : لا حظ لكم في النجاة لا مقاعد لكم في...
تتصارعُ الأفيالُ .. و الأعشابُ تودِي بها الأقدامُ والأنيابُ ما ذنبُ هذا العشب تَسْحَقُ عظمه حِممٌ و تشربُ من دِماهُ حِرابُ هو ليس إلا كائناً مُتواضعاً الأرض أمٌ والرفيقُ ترابُ حُلُمُ التعالي لم يُراود فِكْرهُ ما كان مِمَنْ سَدَّدُوا فأصابوا هو لم يحاول أن يكونَ مبادراً أو خادعاً...
سنينُ العمرٍ تمضي.. مَنْ عَساَهُ؟ يُقَرّرُ بَدأهُ أو مُنْتَهَاه؟ سنينٌ قد طويناها اغترابا و أحباباً لنا بالدربِ تاهوا و أياماً تَعدُ الناسَ عدَّاً و تُسحَقُ بينَ فكيْها الجِباَهُ هُنا بالأمسِ كان فتى غَريراً و وهجُ طموحهِ يُضْوِيِ خطاهُ و شيخٌ طاعنٌ يمضيِ حثيثاً وقد جَعلَ الوداعةَ مُتَّكَاهُ و...
قَلَمِيِ غَشَاهُ الخَوفُ وارْتَعَشَتْ يَدِي حينَ اعْتَدَلْتُ لِكَيّ أَخُطَ لِسَيْدِيِ شِعْراً يَلِيقُ بِهِ وهًلْ في جُعْبَتِيِ وصفاً سَيَدْنُو مِنْ سِمَاتِ مُحَمدِ هَلْ ما إذا اعْتَصَرَ الفُؤادُ قَرِيحةً سَأنَالُ شَرَفاً في مَديحِكَ قائدي وإذا عَزَمْتُ فأيْنَ أبْدأُ رِحْلَتِي في بَحْرِ...
فتشتُ في الدنيا عن الخِلُ الوَفِي و ظَلَلْتُ إثْرَ الحُلْمِ دَهْراً أقْتَفِي سافرتُ جُبْتُ الأرضَ أسألُ أهْلها عنْ صاحبٍ أَوِيِ.. إليْه و أكْتَفِي لكنني بعد انقضاءِ مَسِيِرَتِي قَدْ عُدْتُ مُتَّشِحَاً بيأسي النازفِ أَسِفٌ على عمرٍ أضَعْتُ سِنيِّهِ خَلْفَ السرابِ وخلف وهمٍ زائفِ أدركتُ أن...
سيبقى الخيرُ في الدنيا جليَّاً و لو عاشت تنازعه الشرورُ فإن لاقيتَ في دُنياكَ سُوءً فلا يُثنيكَ عن عزمٍ نفورُ و لا تَكُ حانقاً ترنو بيأسٍ كديجورٍ له قلبٌ يفورُ فمهما امتد في الآفاقِ ليلٌ سيشرقُ بعده فَجرٌ و نورُ تَحَسَّب أن تُجابهَ عاصفاتٍ ببحرِكَ.. قد تَهِبُ و قدْ تَثُورُ و قدْ تَمْشي على...
إلى كل فتىً مِنَ الفتيانِ الستة .. قَهَرَةُ المستحيلْ أحْدَثْتَ ثُقْبَاً في جَبِيِنِ الغَاصِبِيِنْ و تَرَكْتَ وَخْزَاً في ضميرِ الخانعينْ ونَبشتَ في وجه التَعَسُفِ نَدْبَةً سَتَظًلُ شاخصةً بذاكرةِ السنينْ يا حافراً درباً بمحضِ أظافرٍ كيف انْتَفَضْتَ وكيفَ ثَبَتَكَ اليَقِيِنْ كيف انتصبتْ من...
منْ بعد دهرٍ صدفةً قابلتهُ و العمر فوق المنكبينِ ثقيلا أبصرتهُ يرنو إليَّ بدهشةٍ و تعجبٍ يترقبُ التأويلا وأَسَرَّ لي قولاً.. تَهامسَ: يا فَتَى قَدْ شابَ شعركَ قد هَرِمتَ قليلا أين النضارةُ ؟ لا أركَ كما مَضَىَ أين البشاشة ُ؟ أَمْ غدوتَ بخيلا؟ أين ابتسامتك الجميلةَ ؟ فارقتْ وجهاً تعوَّد...
يقْسُو و يَحْنُو كَقَيْظٍ خَالَطَ البَرْدَا كالشَوّْكِ في غُصْنِه قَدْ حَاوَطَ الوَرْدَا مِثْل السَراب الذي يهفو له ظَمَئِي لم أدرْ هل قدْ دَنَا مِنِي أمْ ارْتَدَّ نُورٌ و نارٌ مَعَاً... تُهْدِيِنِي طَلَّتهُ فجراً و في نأيهِ.. ليلُ الجَوَىَ اشْتَدَّا مُتَقَلِّبٌ ظَالِمٌ ما انْفَكَّ يَغْدُرُ بِي...

هذا الملف

نصوص
29
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى