النازحون تلفظهم الطرقاتْ
و تضج بهم المحطاتْ
من كل حدبٍ وصوبْ
يُهَرْولوُن هرباً من الجحيم
و من حِمَمٍ تتساقط فوق الرؤوس
كحجاراتِ السجيلْ
الآرييون ذوى البشرة البيضاءْ
والعيون الزرقاءْ
هم فقط المسموح لهم بصعود العربة
..............
أيها الملونون :
لا حظ لكم في النجاة
لا مقاعد لكم في...
تتصارعُ الأفيالُ .. و الأعشابُ
تودِي بها الأقدامُ والأنيابُ
ما ذنبُ هذا العشب تَسْحَقُ عظمه
حِممٌ و تشربُ من دِماهُ حِرابُ
هو ليس إلا كائناً مُتواضعاً
الأرض أمٌ والرفيقُ ترابُ
حُلُمُ التعالي لم يُراود فِكْرهُ
ما كان مِمَنْ سَدَّدُوا فأصابوا
هو لم يحاول أن يكونَ مبادراً
أو خادعاً...
سنينُ العمرٍ تمضي.. مَنْ عَساَهُ؟
يُقَرّرُ بَدأهُ أو مُنْتَهَاه؟
سنينٌ قد طويناها اغترابا
و أحباباً لنا بالدربِ تاهوا
و أياماً تَعدُ الناسَ عدَّاً
و تُسحَقُ بينَ فكيْها الجِباَهُ
هُنا بالأمسِ كان فتى غَريراً
و وهجُ طموحهِ يُضْوِيِ خطاهُ
و شيخٌ طاعنٌ يمضيِ حثيثاً
وقد جَعلَ الوداعةَ مُتَّكَاهُ
و...
سيبقى الخيرُ في الدنيا جليَّاً
و لو عاشت تنازعه الشرورُ
فإن لاقيتَ في دُنياكَ سُوءً
فلا يُثنيكَ عن عزمٍ نفورُ
و لا تَكُ حانقاً ترنو بيأسٍ
كديجورٍ له قلبٌ يفورُ
فمهما امتد في الآفاقِ ليلٌ
سيشرقُ بعده فَجرٌ و نورُ
تَحَسَّب أن تُجابهَ عاصفاتٍ
ببحرِكَ.. قد تَهِبُ و قدْ تَثُورُ
و قدْ تَمْشي على...
إلى كل فتىً مِنَ الفتيانِ الستة .. قَهَرَةُ المستحيلْ
أحْدَثْتَ ثُقْبَاً في جَبِيِنِ الغَاصِبِيِنْ
و تَرَكْتَ وَخْزَاً في ضميرِ الخانعينْ
ونَبشتَ في وجه التَعَسُفِ نَدْبَةً
سَتَظًلُ شاخصةً بذاكرةِ السنينْ
يا حافراً درباً بمحضِ أظافرٍ
كيف انْتَفَضْتَ وكيفَ ثَبَتَكَ اليَقِيِنْ
كيف انتصبتْ من...
منْ بعد دهرٍ صدفةً قابلتهُ
و العمر فوق المنكبينِ ثقيلا
أبصرتهُ يرنو إليَّ بدهشةٍ
و تعجبٍ يترقبُ التأويلا
وأَسَرَّ لي قولاً.. تَهامسَ: يا فَتَى
قَدْ شابَ شعركَ قد هَرِمتَ قليلا
أين النضارةُ ؟ لا أركَ كما مَضَىَ
أين البشاشة ُ؟ أَمْ غدوتَ بخيلا؟
أين ابتسامتك الجميلةَ ؟ فارقتْ
وجهاً تعوَّد...
يقْسُو و يَحْنُو كَقَيْظٍ خَالَطَ البَرْدَا
كالشَوّْكِ في غُصْنِه قَدْ حَاوَطَ الوَرْدَا
مِثْل السَراب الذي يهفو له ظَمَئِي
لم أدرْ هل قدْ دَنَا مِنِي أمْ ارْتَدَّ
نُورٌ و نارٌ مَعَاً... تُهْدِيِنِي طَلَّتهُ
فجراً و في نأيهِ.. ليلُ الجَوَىَ اشْتَدَّا
مُتَقَلِّبٌ ظَالِمٌ ما انْفَكَّ يَغْدُرُ بِي...
و للأفراحِ طَعْمٌ مُسْتَحَبُّ
يطوقُ لنَيْلِهَا لبٌ و قَلْبُ
و يَحْلُمُ كُلُّ حيٍّ أن يَرَاها
و تنْشُدُها النفُوسُ و تَشْرَئِّبُ
فإنْ جاءَتْ .. خذوها واغنموها
و ضُمُوا في رِكَابِهَا مَنْ تُحِبُوا
و لَكِنْ ما السَعَادَةُ يا رَفَيقي
سؤالٌ مُبْهَمُ.. سَهْلٌ و صَعْبُ
لكلٍ درْبهُ للبَحْثِ...