صلاح عيد - ثُقْبٌ في جبينِ الغاصِبِينْ

إلى كل فتىً مِنَ الفتيانِ الستة .. قَهَرَةُ المستحيلْ



أحْدَثْتَ ثُقْبَاً في جَبِيِنِ الغَاصِبِيِنْ
و تَرَكْتَ وَخْزَاً في ضميرِ الخانعينْ
ونَبشتَ في وجه التَعَسُفِ نَدْبَةً
سَتَظًلُ شاخصةً بذاكرةِ السنينْ
يا حافراً درباً بمحضِ أظافرٍ
كيف انْتَفَضْتَ وكيفَ ثَبَتَكَ اليَقِيِنْ
كيف انتصبتْ من الترابِ كماردٍ
نَفضَ الغبارَ عن النهارِ لكي يبينْ
علَّمتَ كُلَ الأرضِ كيفَ أناملاً
فَتَحَتْ ممراً آمناً.. للعابرينْ
من دون أسلحةٍ وأرتالٍ و حشدٍ
قدْ نَزَعْتَ العِزَ كالنصرِ المُبِينْ
حَطَّمْتَ قَيْدَ الزُلِّ دونَ معاولٍ
و خَرَجْتَ كالتنينِ مِنْ أَسْرٍ مهينْ
وأمامَ كل الكونِ كُنْتَ مُعَلِّماً
أعْطَيْتَ درساً قاسياً للظالمينْ
علَّمْتَ أهلَ اليأسِ كَيْفَ الصَخْرَ
بالإِصْرَارِ يوْماً قْد يَلِينْ
أنَّ الإلهَ مع الذي يسعى يُسَدِدُ رَمْيهُ
يهديه للحُسْنَي .. يكونُ لهُ المُعِيِنْ
لا بأسَ حتى وإِنْ تَتَبْعَكَ الجُنَاةُ
و أفْلَحُوا فِي رَصْدِ مَأْمَنَكَ المَكِيِنْ
يَكْفِيِكَ فخراً أنَّكَ اختَرْتَ الصمودَ
مَلَكْتَ عَزْمَاً هَادِرَاً لا يستكينْ
يَكْفِيِكَ عزاً أَنْ قَهَرْتَ زنازناً
وانهارَ تَحْتَ شُمُوخِكَ الحصنُ الحَصِيِنْ

**********
شعر/ صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى